دائماً يتهافت على زيارتها الملايين من قاطنى المحافظات الأخرى للصلاة فى مسجد السيد البدوى والعيش لساعات فى حالة من الزهد والتعبد، ويصطحبون معهم الأطفال الذين يتسابقون على شراء الحمص والحلوى، ولكن مع هذه العادات الجميلة نجد ما لا يسر العين، فمدينة «طنطا» حاملة لقب «عروس الدلتا» كانت القلب النابض لها، فنجد الآن مدينة حالها لا تسر بعد أن أصبح يحاصرها التلوث فى شوارعها سواء كان بانتشار القمامة فى الشوارع أو بالباعة الجائلين ومطاردة رجال الشرطة المستمرة لهم، هذا بالإضافة إلى تهالك الشوارع وضعف مياه الشرب كما يقول عدد كبير من الأهالى وأبناء المدينة. فى البداية يقول أحمد جلال من سكان حى ثان طنطا أن القمامة منتشرة فى الشوارع وبجوار المدارس والمستشفيات، ولم تستطع الجهود المبذولة حتى الآن من القضاء عليها، وأننا نعانى الروائح الكريهة التى تصيبنا بالاختناق خاصة من مقلب القمامة الرئيسى الموجودة على أطراف المدينة. ويضيف سعد خضر من حى أول أن بعض التجار وأصحاب المحال يقومون بحرق القمامة فى الشوارع، الأمر الذى يؤذينا خاصة كبار السن والأطفال ويطالب بضرورة عودة نظام «الجمع من المنازل» أو زيادة أعداد العمال. فيما يشير إبراهيم عمارة بالمعاش من سكان ميدان ستوتة بحى أول إلى معاناتهم من انتشار الباعة الجائلين والإشغالات التى تلتهم حرم الطريق، وذلك رغم جهود شرطة المرافق والحملات المستمرة لإعادة الانضباط للشارع والقضاء على الإشغالات، هذا بالإضافة إلى حالة الفوضى التى يعيشها ميدان ستوتة بسبب مركبات التوك توك، التى انتشرت كالجراد، مشيرًا إلى أننا خاصة المرضى والمسنين من سكان المنطقة، لا نعرف طعم الهدوء والراحة بسبب هؤلاء الباعة والتكاتك. أما نهى السيد ربة منزل بحى ثان فتقول إننا لا نستطيع السير على أقدامنا بسبب تزاحم الشباب بدراجاتهم البخارية أمام الأكشاك المقامة بدون تراخيص، خاصة فى شارع سعيد، مما يسبب أزمات مرورية بالشارع باستمرار، ويحرمنا من تذوق طعم الراحة والهدوء، ونطالب بضرورة إزالة جميع الأكشاك المخالفة المقامة بدون ترخيص بالمدينة. وننتقل لمشكلة أخرى يعانى منها عدد كبير من أهالى مدينة الغربية، وكما يؤكدها عبد الحليم عماد موظف أن سائقى السرفيس والتاكسى داخل مدينة طنطا يقومون باستغلالنا، ويقوم السائقون بتجزئة خطوط السير، مما يكبدنا زيادة فى تعريفة الأجرة، فبدلا من أن ندفع 175 قرشًا نضطر لدفع 3 جنيهات ونصف جنيه، هذا بالإضافة إلى سائقى التاكسى الذين لا يتعاملون بالعدَّاد ولا التعريفة الرسمية، وإنما يمارسون الفهلوة والبلطجة على المواطنين، مما يؤدى فى كثير من الأحوال إلى نشوب مشاجرات بين السائقين والركاب، وأصبحت التسعيرة تتراوح ما بين 10 إلى 25 جنيهاً للوصول من وإلى مجمع المواقف بسبرباى. ويؤكد النائب جلال عوارة عضو مجلس النواب عن مدينة طنطا أن هناك شكاوى كثيرة من المواطنين تتعلق بضعف مياه الشرب وتغيير لونها للأصفر، وعدم نقائها فى بعض مناطق حيى طنطا الأول والثانى طنطا، مشيرًا إلى أن تأخر العمل فى محطتى المياه الرئيسيتين بمنطقتى شارع الجلاء وطريق قناة طنطا الملاحية، أدى إلى تعكير المياه وضعفها، مطالبًا بسرعة الانتهاء من الأعمال الجارية وافتتاح المحطتين للتخفيف من معاناة المواطنين. وأضاف عوارة أن تردِّى حالة شوارع طنطا أدى لحالة من تذمر المواطنين وشكواهم المستمرة لما يعانونه من أضرار وصعوبات سواء للمشاة أو مستقلى وسائل المواصلات العامة والخاصة، مطالباً المسئولين بضرورة رفع كفاءة الشوارع، وسرعة الانتهاء من أعمال التطوير الجارية بشارع الجلاء الرئيسى. وبعرض تلك المشكلات عليه، أكد المحافظ اللواء هشام السعيد، أنه شّدد على مديرية الطرق بضرورة إعادة رفع كفاءة وتأهيل جميع شوارع مدينة طنطا، ومراجعة أعمال الرصف التى تمت مؤخرًا، ووضع خطة زمنية لرصف شارع الجلاء لتوفير السيولة المرورية بالشوارع، مشيراً إلى أن محطتى مياه الشرب بطنطا الجارى العمل بهما، سيتم الانتهاء منهما وبدء تشغيلهما خلال الفترة المقبلة. أما بالنسبة للشكاوى المتعلقة بالقمامة والرائحة الكريهة، فأشار المحافظ إلى أن السبب كان المدفن الصحى القديم بطنطا والموجود بجوار محطة المياه القديمة، والذى يضم 121 ألف طن من القمامة، حيث تمت غربلة 58 ألف طن، وجارٍ الانتهاء من الباقى ويتم نقل ناتج الغربلة إلى المدفن الصحى بمدينة السادات.