أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أنه لن يتراجع عن مواقفه رغم الضغوط الأمريكية الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى وقضيته، ولن يسمح بتنفيذ بنود وعد بلفور، وإننى فى هذا المجال أذكر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وبنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل والشعبين الأمريكى والإسرائيلى بالأصول الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه. بدأ تاريخ قيام دولة إسرائيل القديمة عام 1050 ق. م وكان شاول أول ملوكها بعد أن دخل شعب بنى إسرائيل أرض كنعان عام 1406 ق. م والسؤال: أين كان الشعب الفلسطينى فى ذلك الوقت؟ وهل كان لهم وجود؟ الإجابة تأتى من التوراة ذاتها. ففى سفر التكوين «1:20» وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب وتغرب فى جرار فأرسل ابيمالك ملك جرار وأخذ سارة وقد ولد إبراهيم عام 2166 ق.م أى قبل دخول بنى إسرائيل أرض كنعان بأكثر من سبعمائة عام.. أما ابيمالك فهو ملك الفلسطينيين وحكم من مدينة جرار (جنوب غرب أورشليم) وكلمة ابيمالك تعنى [اب الملك] وهى تطلق على الملك مثل كلمة فرعون! وأيضا جاء «وعاتب إبراهيم ابيمالك» بسبب بئر الماء التى اغتصبها عبيد ابيمالك (تك 15:21) وفى نهاية نفس الإصحاح: «وهكذا أبرما ميثاقا فى بئر سبع ثم نهض ابيمالك ونيكول رئيس جيشه ورجعا إلى أرض الفلسطينيين، ومكث إبراهيم فى بلاد الفلسطينيين فترة طويلة» ثم فى الإصحاح 26 من سفر التكوين نقرأ «فأرتحل اسحق إلى مدينة جرار حيث ابيمالك ملك الفلسطينيين وردم الفلسطينيون بالتراب جميع الآبار التى حفرها عبيد أبيه فى أيام إبراهيم، وكان فى الأرض جوع غير الجوع الأول الذى كان فى أيام إبراهيم فذهب اسحق إلى ابيمالك ملك الفلسطينيين فى جرار» ومن ناحية علم الأجناس يشار إلى أن بداية فلسطين كانت منذ العصر البرونزى القديم حيث سكن الفلسطينيون أرض كنعان قبل اليهود ب 1400 عام ويقول بعض الأثريون أنهم سكنوها قبل هذا التاريخ، وقاموا بتأسيس أكثر من مائتى مدينة ثم جاء بعدهم العموريون واليبوسيون وهم من أصول عربية.. هذه هى الخلفية الدينية التى تؤكد أن أرض كنعان كانت أرضا فلسطينية قبل أن تكون إسرائيلية. وفى البداية كان الفلسطينيون مهاجرين من جزيرة كريت اليونانية وتسمى «بيلست» وعرفت بعد ذلك بأرض الفلسطينين وقبل الميلاد بمئات السنين نزلت قبائل من منطقة بحر إيجة وجزيرة كريت على ساحل البحر الأبيض المتوسط تسمى «فلسيتنا» واختلطت هذه القبائل مع قبائل الكنعانيين وتمازجوا وشكلوا خليطاً سكانيا مشتركا فيما بينهم يغلب عليه الدم والطابع العربى وعاشوا فى تلك المنطقة التى سميت باسم «القبائل» التى قدمت من «كريت» باسم فلسطين، وعاشوا فى خمس مدن على ساحل البحر المتوسط (غزة، عسقلان، أشدود، عقرون، وجت) وقد جاء ذكر الفلسطينيين فى إحدى الجداريات الفرعونية بوادى الملكات والتى تعود لزمن الملكة حتشبسوت على أنهم حطوا برحالهم ساحل مريوط فقام الفراعنة بإجلائهم عن مصر، ثم جاء السيد المسيح، ورغم التمهيد والإشارة الصريحة والتنبؤات بميلاده فى التوراة اليهودية أنكره هؤلاء اليهود وصار الخلاف بينه وبين طوائفهم، وأمام الهيكل قال المسيح لتلاميذه «أما تنظرون جميع هذا؟ الحق أقول لكم أنه لا يترك منها حجر على حجر لاينقض» متى 2:24 وهذا ماحدث بالضبط حين هدم القائد تيتوس هذا الهيكل وأفناه ومازال هؤلاء يحاولون عبثا التنقيب أسفل المسجد الأقصى للعثور على هذا الهيكل المزعوم. د. عادل وديع فلسطين عضو اتحاد الكتاب