لم يكن فوز مصر أمس بتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2019 سوى نتاج طبيعى للدور الكبير الذى تقوم به القاهرة للتنسيق والتعاون مع القارة السمراء، والدعم الكامل الذى تقدمه للدول الإفريقية فى مختلف المجالات. وجاء حصول مصر على 16 صوتا مقابل صوت واحد لمنافستها جنوب إفريقيا خلال إجتماعات الاتحاد الافريقى لكرة القدم «كاف» تأكيدا للثقة الكبيرة التى توليها دول القارة لمصر، فى وقت يستعد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى لتسلم رئاسة الاتحاد الافريقى الشهر المقبل. إن تنظيم مصر هذه البطولة يحقق أهدافا كثيرة على مختلف المستويات، خاصة أن كرة القدم تمثل أحد أساليب القوة الناعمة على مستوى العالم كله، فسيشجع تدفق الجماهير الافريقية لمتابعة منتخبات بلادها فى البطولة على تنشيط الحركة السياحية، وزيادة الارتباط الشعبى بين مصر وافريقيا، ويؤكد حالة الاستقرار والأمن التى تتمتع بها البلاد. إلى جانب المكاسب المادية التى ستحصدها مصر من تنظيم البطولة، فإنها ستكون فرصة أيضا لتسليط الضوء على اللاعبين المصريين الموهوبين، وفتح آفاق الاحتراف امامهم ليكون لدينا أكثر من محمد صلاح جديد.وفى سياق الاستعدادات الجارية لرئاسة مصر للاتحاد الإفريقى 2019، بدأت الحكومة تنفذ تكليفات الرئيس السيسى باتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الإفريقى على القيادة، حيث تعد الحكومة حاليا لعدد من البرامج والفاعليات للتعاون مع دول القارة، وتم تكليف الوزراء المعنيين بتقديم مقترحات بشأن هذه البرامج والفاعليات، كما يتم التنسيق والتواصل مع رجال الأعمال المصريين بهدف إنشاء عدد من المشروعات والمبانى الخدمية فى الدول الإفريقية. إن إفريقيا تتطلع خلال رئاسة مصر للاتحاد لمواجهة جذرية مع التحديات السياسية والمشكلات التى تعانيها منها مثل الأزمة الليبية والوضع فى الصومال ومنطقة القرن الإفريقى وجنوب السودان، وكذلك تطوير آليات العمل داخل الاتحاد والحفاظ على استقلالية القرار الإفريقى على المستوى الدولي. من جانبها، تسعى مصر بكل قوة نحو دعم اقتصاديات افريقيا، وسط توقعات من منظمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا «الكوميسا» بأن الاستثمارات والتجارة البينية بالدول الأعضاء سوف تشهد نموا ملحوظا مع تولى الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى، خاصة مع استضافة مصر منتدى الاستثمار بإفريقيا للعام الثالث على التوالى فى 2018، مما يعد مؤشرا على التزامها بتعزيز العمل الجماعى بين الدول الإفريقية لتحقيق التنمية المستديمة وزيادة معدلات النمو الاقتصادى والاستثمارات المشتركة وتقليص معدلات الفقر وجذب الاستثمارات وإزالة جميع العقبات التى تعترض التجارة بين دول القارة. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام