طفرة غير مسبوقة شهدتها المحافظات فى مجال تطوير الطرق، لخدمة مشروعات التنمية، والحفاظ على حياة المواطنين والحد من الحوادث. أحد أبرز هذه المشروعات هو طريق سوهاجالبحر الأحمر الذى تم افتتاحه عام 2010 بطول 278 كيلومترا وبتكلفة 1.6 مليار جنيه، فقد كان يهدف لربط المحافظة بموانى البحر الأحمر ، وإحداث طفرة تنموية من خلال إقامة مشروعات صناعية وسياحية وعمرانية على جانبى الطريق، وعلى الرغم من مرور 8 سنوات على افتتاحه فإنه لم تظهر اى ملامح لتلك المشروعات التنموية. ويقول ناصر عمار احد الخريجين إنه بعد افتتاح الطريق أعلن وقتها المحافظ انه اتفق مع وزارة الاستثمار لمنح أبناء سوهاج الأولوية فى المشروعات الاستثمارية، التى سيتم إنشاؤها على جانبى الطريق سواء الزراعية او السياحية. اما جمال منصور من اهالى جرجا فيقول إن تأخر طرح المشروعات الاستثمارية على جانبى الطريق أفقده ميزات متعددة، خاصة بعد أن تم تخصيص 60 ألف فدان فى وادى قنا للاستصلاح الزراعي، ستسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، بالإضافة إلى 11 تجمعا عمرانيا على مساحة مليونى متر مربع، ومنطقتين للانشطة الصناعية والتعدينية على مساحة 113 فدانا. من جانبه، قال المحافظ د. احمد الانصاري أن طريق «سوهاجالبحر الاحمر» يعتبر من أهم المحاور التى تم إنشاؤها فى السنوات الاخيرة لخدمة الاستثمار، حيث يربط محافظات الصعيد سوهاجوقنا وأسيوط بموانى البحر الاحمر لتصدير منتجاتها الى الدول العربية والأوروبية، كما يختصر الطريق بين المحافظتين فى اقل من 3 ساعات، وان المشروعات المقرر تنفيذها على جانبيه ستحدث نقلة تنموية به. ومع ذلك يعانى الاهالى ببعض مراكز سوهاج سوء حالة الطرق وإهمال عمليات الصيانة لها، الامر الذى حولها من شرايين للتنمية الى مصائد للموت، ففى مركز دار السلام نجد مرتادى طريق الترعة الفؤادية أو «طريق الموت» كما يطلقون عليه الذى يعد الطريق الرئيسى الذى يربطهم بمدينة سوهاج، ويخدم محافظتى سوهاجوقنا، يعيشون حالة من الرعب بشكل يومى وذلك لخطورته الشديدة وسوء حالته، وانتشار الحفر به بشكل عشوائى وضيقه وكثرة منحنياته، مما يتسبب فى وقوع الحوادث، ومن أشهرها مصرع استاذ جامعى فى شهر مايو الماضي، إثر سقوط سيارته فى الترعة الفؤادية، وقبلها حادث سقوط سيارة ميكروباص بالترعة، مما أدى الى مصرع 9 اشخاص منهم 4 من أسرة واحدة، وآخرها سقوط سيارة طالبات جامعة سوهاج بالترعة وكانت بها 17 طالبة. فى البداية يقول أمجد خليل مهندس أن ضيق طريق الترعة الفؤادية وتهالكه وعدم وجود أعمدة إنارة بشكل كاف وراء الحوادث، أما عبدالحميد محمد مزارع فيكشف عن مفاجأة تتعلق بمستشفى دار السلام المركزي، فعلى الرغم من تعدد الحوادث التى يشهدها الطريق فإن المستشفى لا يمتلك الامكانات اللازمة لانقاذ المصابين بسبب أعمال التجديد والترميم التى تجرى به منذ سنوات وتوقفت اكثر من مرة. وتؤكد عبلة الهوارى عضو مجلس النواب أن الطريق البالغ طوله 70 كيلومترا، والذى يبدأ من «مدينة سوهاج» إلى «خزان نجع حمادي» فى منتهى الصعوبة لكثرة المنحنيات به وسوء حالته، موضحة انها تقدمت اكثر من مرة بطلبات إحاطة بالمجلس للمحافظين، ووزير النقل تتضمن ضرورة اصلاح الطريق وازدواجه لتجنب الحوادث. ومن جانبه قال لطفى محمد على رئيس مركز دار السلام ان الطريق جيد ومن الصعب توسعته خاصة فى المسافة من كوبرى جرجا الى قرية أولاد الشيخ لوقوعه بين الترعة الفؤادية ونهر النيل.