أنا شاب تخطيت سن الثلاثين ببضعة أعوام، وتربيت فى أسرة متوسطة، يعمل معظم أفرادها بالتربية والتعليم، وقد علّمنا أبى كيف نكون رجالا بحق، وكانت أمى مصدر سعادتي، حيث وقفت بجانبى وآزرتنى فى كل خطواتي، وأمضيت سنوات دراستى حتى تخرجت فى كليتى دون أن تكون لى أى علاقات عاطفية، ولم أعرف التدخين أبدا، بل إننى لم أذق طعم أى مشروبات بخلاف الماء إلا نادرا، وأميل بطبعى إلى الجلوس بالمنزل فى أوقات فراغي، وحبانى الله بوجه طفولي، وقلب لا يحمل ضغينة ولا حقدا لأحد، وبعد التخرج سافرت إلى الخارج، وعملت فى دولة عربية، ورشحت لى والدتى فتاة من معارفنا للارتباط بها، وخطبتها، وتم عقد قرانها عليّ وأنا بالخارج بعد ثلاثة أشهر فقط، ولم أتوقف عند المشكلات التى افتعلتها خلال تلك الفترة فيما يتعلق بمستلزمات الزواج وما شابه ذلك، وكان من المفترض ألا تقع فى هذه الأخطاء، أو أن تتكلم مع الآخرين فى أمور تخصنا، إذ لم أقصّر معها فى شئ، وأنا عند كلمتي، وعندما أقطع على نفسى عهدا أنفذه مهما يكن صعبا، ولا أعد بشئ فوق طاقتي، ولذلك تسلل الخوف إليّ مما بدر منها، وفضفضت لأمى ببعض ملاحظاتى على صفات زوجتي، والتى قد تصبح عائقا أمام استقرار حياتنا فيما بعد، فردّت عليّ بأن أهلها طيبون، ومن الممكن اللجوء إليهم للفت نظرها إلى أى مشكلات، وعلاجها فى الحال، فلم أطل النقاش معها، إذ كانت مريضة بالسرطان، ولم تكن حالتها على ما يرام، ولم أرد أن أثقل عليها بالحوار فى هذه المسألة. وجاءتنى زوجتى فى البلد الذى أعمل به، وسعيت بكل جهدى إلى الاستقرار والهدوء، وأن تمضى حياتى بعد الزواج بنفس المنهج الذى عشته من قبل، ولكن المشكلة الرئيسية التى تفجّرت بيننا هى أننى إنسان أحب أن تكون أسرار بيتى محصورة بينى أنا وزوجتي، لكنها للأسف لم تحفظها، وأفشتها أولا بأول لكل من حولها، وصارت حياتنا كتابا مفتوحا للجميع، بل إنها أنصتت لنصائح صديقاتها اللاتى رحن يحرضنها ضدي، وظنّت بى سوءا، واتهمتنى بالكذب فى أمور كثيرة برغم أنها لا تملك دليلا واحدا ضدي، ولم أتحدّث عنها بسوء لأحد، حتى إن نفسى لم تحدّثنى عنها بما تكره، فهى زوجتى التى ارتضيتها شريكة لحياتي، وتمنيت أن نكون أسعد زوجين فى العالم، كما أننى بفضل الله تربيت على عدم الكذب مهما يكن الأمر، وأنا بالنسبة لها واضح جدا بينما ترى هى عكس ذلك تماما، ولا تحفظ أسرار بيتها، ولا ما يدور بيننا، ولم يتحقق حلمى فى أن أعيش سعيدا، مستمتعا بالحياة، ولم أشعر بمذاق العسل الطبيعى بين كل زوجين متحابين، بعد أن حوّلته إلى «عسل مر» بكلماتها الحادة ونقلها أسرارنا إلى الآخرين! لقد فوجئت ذات يوم بأنها تحدّثت مع أخى فى خلافاتى البسيطة معها، فلقد أبلغنى بشكواها، وطلب منى تهدئة الأمور، وبالطبع ضايقنى صنيعها، فعندما كان أخى يسألنى فى أى مسألة تخصنا كنت أرد عليه بكلمتى «الحمد لله»، ولا أزيد على ذلك، وحاولت بكل السبل أن أتفاهم معها، وأن أجعل حياتنا هادئة، وأن تكون أسرارنا مقصورة علينا، لكنها للأسف تعاملت معى كأننى عدو، وحاولت إثبات أنها الأقوي، فقلت لها إننا لسنا فى حرب، ورجوتها أن تراجع مواقفها، لكنها أصرت عليها، فقررت أن أطلقها، وتصادف يومها أنها أحست ببعض التعب، فأخذتها إلى الطبيب، وكانت المفاجأة أنها حامل، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم، وربت على كتفها، وطلبت منها أن نبدأ صفحة جديدة من أجل طفلتنا المنتظرة، لكنها لم تستجب لمحاولاتي، وبعدها بأيام رحلت أمى عن الحياة، وجئنا إلى مصر، وبدلا من أن تأتى معى إلى منزلنا فى هذه الظروف، إذا بها تذهب إلى بيت أهلها غاضبة، وكان موقفا عصيبا، وأحس الجميع بأن حدثا جللا قد دفعها إلى عدم المجئ إلى بيتها، ومع ذلك استوعبت الموقف، وزرت أهلها فى اليوم التالي، وشرحت لهم موقفى طالبا الدعم من أبيها، لكنه لم يحرك ساكنا، ولم يرد لى اعتباري، بل إنه لم يلفت انتباهها إلى خطئها فى حقي، فهى «دلوعته» كما عرفت من أمها وشقيقها اللذين وقفا إلى جانبي، وظل أبوها دائم الدفاع عنها، واختلاق الأعذار لها، وقد أنقذ الموقف وقتها، قريب لهم لجأت إليه حرصا على أن تتربى ابنتى بيننا، وعادت زوجتي، ولم تكمل أسبوعا واحدا، وغضبت من جديد، وتكرر ذلك، وسبّتنى كثيرا، وأنا غير موجود خلال مكالماتها مع أهلها، واكتشفت ذلك بالمصادفة، حيث كنت عائدا إلى البيت، وسمعت سبابها وأنا على الباب، حيث كانت تتحدث فى الهاتف بصوت عال، وكأنها فى مشاجرة، ولم أفاتحها فى شئ، وبعدها بأيام عدنا إلى الخارج بعد انتهاء الإجازة السنوية، وحاولت أن أساعدها فى تحسين حياتنا، وأن أنفّذ لها الكثير من رغباتها، وللأسف الشديد عادت إلى سيرتها الأولي، وانقلبت ضدى مع أول مشكلة، وافتعلت مشاجرات يومية على أمور بسيطة من الممكن تجاوزها! عند هذا الحد لم يتحمّل كلانا الآخر، فاتفقت معها على عودتها إلى مصر بعد وضع ابنتنا، تمهيدا لتطليقها، وأصبحت تعيش معى فى البيت كزميل لي، وليست بيننا أى علاقة من علاقات الأزواج سوى أننى أنفق على البيت وأتحمّل مسئولية الأسرة، وبالفعل حضرت هى إلى مصر بعد الولادة، وظللت أنا بالخارج لمدة شهر، ولم تدخل شقتنا، وأبلغت الجميع بأنها سوف تنفصل عني، وبلغنى أنها كانت فى منتهى الفرح والسرور لأنها سوف تتخلص مني، أما أنا فخلال هذا الشهر الذى جلست فيه بمفردى كنت أشتاق إليها هى وابنتي، وصارت الحياة صعبة عليّ، فعدت لمصر، ولمّا تأكدت من استحالة حياتى معها على هذا النحو طلّقتها، وسلّمتها جميع مستحقاتها، واتفقت معها على مستحقات ابنتي، ووفرت لها كل ما يلزمها. وبعد أن انتهى كل شئ سافرت من جديد لمدة عامين، كرّست خلالهما كل وقتى للعمل، وعدت إلى مصر حاملا معى هدايا كثيرة لابنتي، وحاولت إعادة مطلقتى إلى عصمتي، فإذا بها تكرر ما قالته من قبل بأنها مازالت فى «حالة حرب» معي، وسوف يكون الانتصار حليفها فى النهاية، فسلّمت أمرى إلى الله، وفكّرت فى الزواج بأخري، فإذا بأبى يعترض على ارتباطى بغيرها، ويقول لى إنه سيتدخل لإعادتها إليّ، ولا أدرى كيف سيفعل ذلك برغم رفضها العودة إليّ، وعدم الوفاء بوعدها لى بأن تعيش فى هدوء، ولا تخرّب بيتنا بيديها، وفكرت كثيرا فى السبب الذى جعله يتخذ هذا الموقف المساند لها، إذ إنه لن يتكلف جنيها واحدا، ويعلم كل شئ عن مشكلاتها معي، والغريب أنه لم يكتف بموقفه من زواجى الثاني، حيث حرّض كل من حولى على عدم البحث لى عن عروس، وجلست معه طويلا، وقلت له: أريد سببا واحدا لهذا الموقف الذى تتخذه منى فقال: إنه لا يريد أن أخسر المال فى زيجة جديدة، ولن يذهب معى فى أى خطبة أو زواج جديد، ولن يثنيه أحد عما اعتزمه، ولن يناقش هذا الأمر معى بأى شكل، فلا نقاش عنده لمسألة حسمها فى عقله، وغير قابلة للنقاش! لقد كنت طوال حياتى دائم الابتسام، وصرت الآن يائسا مكتئبا مليئا بالهموم، ولا أعلم ما هو التصرف الصحيح.. هل أستجيب لضغط أبى فى إعادة أم ابنتى بطريقته، أم ماذا أفعل؟، علماً بأننى فى أشد الحاجة للزواج من جميع النواحي، وقد أصبحت أضعف من ذى قبل، وأخاف أن أغضب الله، وأنتظر منك النصيحة. ولكاتب هذه الرسالة أقول: فى الحقيقة لم أجد فى رسالتك سببا واحدا لما انتهت إليه حياتكما الزوجية بالطلاق، فكل ما قلته كلام مرسل، وخال من الوقائع التى يمكن الإستناد إليها فى تبرير انفصام عرى الزوجية، حيث إن رسالة الزوج هى إسعاد زوجته، ورسالة الزوجة إسعاد زوجها، ورسالتهما معاً إسعاد باقى أفراد الأسرة.. والتفكير فى الذات والتركيز عليها يدفع الشخص إلى إهمال احتياجات الآخرين، فمن أجل ذاته، وتنفيذ رأيه أو رغباته يضطر إلى الاصطدام بغيره، ولهذا السبب تنشأ النزاعات الزوجية، ومن ثمّ فعلى كل من الزوجين أن يفهم نفسية الآخر، ويعامله بما يوافق هذه النفسية، وما يناسب عقليته وتفكيره. إن مشكلة كثيرين من الأزواج أن كل طرف يحاول أن يغير عقلية الطرف الآخر، وطباعه ونفسيته وأسلوبه، لكى يتفق معه، وإذا لم يستطع ذلك تنشب الخلافات بينهما، وهذا بالفعل ما حدث بينكما، فلقد حاولت جاهدا أن تجعلها نسخة منك، فلا تزور أحدا ولا تتعامل مع الأخريات، حتى صديقاتها أردت أن تحرمها منهن لأنك نشأت بلا علاقات اجتماعية، وتقضى معظم وقتك فى المنزل، ولا يعنى ذلك أننى أبرر صنيعها بإفشاء أسراركما، فهى إذا كانت قد نقلت ما دار بينكما إلى شقيقك أو صديقاتها فإنها مخطئة بكل تأكيد، وإنما كان ينقصكما أن يتدرب كلاكما على تمرير بعض الأمور فى هدوء دون أن يحاسب شريكه على لفظ، أو تصرف، فمن المستحيل أن تكون كل تصرفات طرف موافقة تماماً لفكر وأسلوب الطرف الآخر، ومن المستحيل أن يكون أحدهما كاملاً فى كل شئ، بمعنى أنك إذا كنت تحاسب غيرك على كل خطأ، أو ما تظنه خطأ، فإنه سيحاسبك بالمثل بلا شك، فتفشل الحياة الزوجية، وهذا ما حدث بالفعل! إنه لا يصح حل المشكلات الزوجية بالضجيج، والغضب والنرفزة والقطيعة والخصام، ولا بالتأزم والبكاء، ولا بتوسيع نطاق المشكلة وإدخال أفراد العائلتين فيها، بل يحسن علاجها بأسلوب روحى على حد تعبير البابا شنودة ، مع اتخاذ «والصلح خير» شعارا للحل، حيث يقول الحق تبارك وتعالى فى القرآن الكريم: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» (النساء128)، ويقول أيضا: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 237) ثم يقول: « وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء 19).. إنه منهج متكامل لو استحضره الأزواج والزوجات، ما وصل الأمر بينهم إلى حد الطلاق الذى هو أبغض الحلال عند الله، ويجب عدم اللجوء إليه إلا عند استحالة العشرة، ولم يكن باستطاعتك أن تصل إلى هذا المنهج أبدا، بعد أن أوكلت أمر البحث عن زوجة لك إلى الآخرين، فأمك هى التى اختارتها لك، وأبوك فى الغالب هو الذى عقد قرانك عليها، وجاءتك فى الخارج دون أن تتعامل معها فترة كافية، ولذلك لم تدرك نقاط التقارب والتباعد بينكما، فتعامل كلاكما مع الآخر وفقا لتركيبته الخاصة قبل الارتباط، ولم تتمكنا من إدارة حوار هادئ وراق بالأدلة والحجج التى تُثبت وجهة نظر كل منكما. إن هناك كثيرين من المتعصبين رجالا ونساء يتصورون أنهم هم فقط على صواب، فيتمسكون بآرائهم دون محاولة الاستماع إلى الآخرين، ويتجاهلون أننا جميعا قابلون للوقوع فى الخطأ، وأن الكمال لله وحده، وأنه لا يجوز التحدث بأى حال من الأحوال حتى ولو للأهل عن المشكلات التى تطرأ بطبيعة الحال بين كل زوجين حتى لا تزيد الخلافات والصراعات، وتزداد حدتها مما يؤدى إلى وقوع الطلاق، وتفككك الأسرة وحرمان الأبناء من الرعاية الأبوية والأسرية، فالأصل فى هذه الخلافات ألا يعرف بها أحد، وعليهما حلها بالحوار والتوافق أو تقديم بعض التنازلات والالتقاء فى منطقة وسط، للحيلولة دون أن يفككها الطلاق, فلقد حرصت الأديان السماوية على حفظ وكتمان أسرار الحياة الزوجية، ودعت إلى صون العلاقة بين الزوجين، وعدم الحديث عنها من طرف أى منهما فى مجالسهما الخاصة أو بين أصدقائهما، حتى لا تتخذ وسيلة من جانب البعض ممن يضمرون الشر لهما، أو ممن فى قلوبهم مرض لزرع الخلاف وتعميقه، ومن ثم هدم البيت من أساسه بالطلاق وتشريد الأطفال. وإذا تأملنا الحكمة الإلهية فى ذلك، نجد أن كل خلاف بين الزوجين إذا بقى بينهما، فإنه يمكن أن يزول فى دقائق، فلقد وضع الله بين الزوج وزوجته قدرا من التسامُح، ليس موجودا بين الناس جميعا، ولذلك نجد أن الخلاف يدب بين الزوجين وربما يكون خلافا حادا، ثمّ فى دقائق معدودة يتم الصُلح بينهما وتصفو القلوب، أما إذا خرج هذا الخلاف إلى الأقارب والأصدقاء، فإنه يتضاعَف، وكأننا نصب البنزين على النار، فيزداد الموقف سوءا، فإذا فضحها زوجها فقد تضيع منزلتها بين الناس، والمرأة مُستعدة أن تغفر كل شيء بينها وبين زوجها، ولكن إذا تعدى ذلك إلى غيره، فإن هذا الشعور يصبح كريها، والعكس كذلك بالنسبة للزوجة. لقد حارب الرسول صلى الله عليه وسلم عادات الجاهلية، وأحل محلها مبادئ الإسلام، قائلا: «ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله، يغلق بابا ثم يرخى سترا ثم يقضى حاجته، ثم إذا خرج حدّث أصحابه بذلك، ألا عسى أن تغلق إحداكن بابها وترخى سترها، فإذا قضت حاجتها حدّثت صواحبها»، فقالت امرأة سفعاء الخدين: «والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون»، قال: «فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل شيطان لقى شيطانة على قارعة الطريق، فقضى حاجته منها ثم تركها وانصرف»، وقال أيضا: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيركم خياركم لنسائهم». إن الزوج الذى يعلن أسرار بيته، والزوجة التى تكشف عما يجرى داخل البيت، كلاهما خارج عن آداب الإسلام ولا يتورع عن قول أى شيء، فمن هان عليه بيته ولم يرع حرمته، تهون عليه حرمات بيوت الناس، وفى هذا إثم عظيم وذنب كبير، وعقابه سوف يكون فى الدنيا والآخرة.. فى الدنيا سوف يتمثّل العقاب فى الفضيحة بين الناس، ونشر أسرار البيوت، وربما يصل الأمر إلى خراب البيت، ويقع الطلاق والانفصال، أما عقاب الله فى الآخرة، فسوف يكون عظيما بحجم الجرم المرتكب، وقد أثنى الله على النساء الصالحات بقوله فى كتابه العزيز: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ» (النساء 34). هذه هى القواعد العامة التى يجب أن تحكم اختيار الأزواج والزوجات، ويجب ألا يقف والدك حجرا عثرة فى طريق زواجك بأخري، فحساباته المادية بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق، كما أن مطلقتك لن تتغير، وهى نفسها ترفض العودة إليك، ولا يصح إكراهها على ما لا تريده، ولكن عليك أن تدرس أمر الزواج الثانى جيدا، وأن تضع مع من تختارها أسس حياتكما المستقبلية، وأهمها علاج ما يطرأ من مشكلات بينكما دون إطلاع الآخرين عليها، وأن تتسم علاقتكما بالشفافية والوضوح، وبغير ذلك سوف تستمر متاعبك، ولن ينفعك تدخل أحد فى اختيارك.. أسأل الله لك التوفيق والسداد.