تعودنا أن نشاهد حفلات ليلة رأس السنة على شاشات التليفزيون المصري، والآن لتعدد القنوات الفضائية فتحتار في الاختيار والمفاضلة بين القنوات، وبالتالي عليك الإمساك بالريموت كونترول لتقلب بين القنوات لتشاهد الأفضل الذي تحب أن ترى أو تشاهد. فأحضرت اللب والتسالي إلى جواري، وبدأت في مشاهدة بعض القنوات، وبينما كنت أبحث، جاء الدور على قناة أون سبورت، التي لفت نظري المحتوى الذي تقدمه في هذه الليلة، حيث رأيت حفلاً لا معنى لوجوده على مثل هذه الفضائية المتخصصة، حفلة تخلو من فهم محتواها، حاجة أشبه ب"سمك لبن تمرهندي".. فهذه القناة، من المفترض أنها قناة رياضية تهتم بشئون الرياضة بوجه عام.. ولوهلة كنت أشك في نفسي، فقد ظننت أنني رأيت "لوجو" علامة المحطة بالخطأ، فأمسكت مرة ثانية بالريموت كونترول لإعادة البحث عن المحطة للتأكد، وتبين لي أن هذا الحفل بالفعل يُذاع على هذه المحطة، فشاهدت بعض الزملاء الإعلاميين يقدمون محتوى غريبا وربما لا يليق بهم أو بالمشاهد.. ورأيت أحد المذيعين الأفاضل يُحضر بطة مُمسكاً بها داخل الأستوديو، بل ويقوم بإعطائها "شاور" أي حمام وفقاً لما قال، ظناً منه أن ذلك سيدخل الفرح والضحك إلى قلب المشاهد، ثم بعد ذلك قام بتنشيفها ورش على جسم البطة وتحديداً تحت أجنحتها أو إبطها "سبراي" أو مزيل للعرق.. والبطة عملت "حمام" أمام المشاهدين، ثم قامت المذيعة بتنظيف فضلات البطة، بورق مناديل.. حاولت أن أفهم أو حتى أضحك، لكنني لم أستطع بل واندهشت أن ذلك المحتوى يُعتقد أنه من الممكن أن يثير الضحك. كنت أتمنى أن أشاهد حفلاً عن مستقبل الكرة في مصر والعالم أو أجندة عام 2019 للكرة المصرية، في محاولة لتحسين أوضاعها خاصة بعد الخسارات التي تعرضنا لها في مونديال روسيا 2018، حفلاً مع نجوم اللاعبين والمعلقين الرياضيين أو مشاهدة محمد صلاح ضيفاً تنفرد به القناة هو أو رمضان صبحى أو حتى نجوم عالميين، أي شيء يربط جمهور هذه القناة بواقع الرياضة. في الحقيقة، لم أكن أسعى لمشاهدة القناة لأنني لست من عُشاق الكرة، كما أنني لن أشاهدها على وجه التحديد في ليلة مثل ليلة رأس السنة، بينما حسي المهني هو ما دفعني لمطالعة المحتوى المقدم خاصة أنه بعيد كل البعد عن سياق القناة. من قلبي: أتمنى أن ينضج الإعلام المصري في تقديم المحتوى ليواكب العصر الذي نعيش فيه، والذي هو مملوء بمساحات شاسعة وواسعة من الفضاء الإعلامي، الذي يُشكِّل تهديداً لمستقبل إعلامنا إذا لم نُعيره الانتباه ونحاول أن نُعلي من قيمته الفضلى، إضافة للارتقاء بعقل المواطن المصري الذي نخاطبه، فلا يصح الاستهزاء بالمادة المقدمة للمشاهد، فببساطة يمكنه الإمساك بالريموت مديراً ظهره لهذا المحتوى أو القناة. من كل قلبي: أتمنى أن نقوم بعملنا على أكمل وجه، ونعلم أن لدينا رسالة (إعلامية) عُليا علينا تنفيذها بما يرضي الله وبما يساعد بلدنا ويعود بالنفع على الوطن والمواطن. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن