منذ عدة أيام بعد عودتي للمنزل وأثناء تناولي لوجبتي المفضلة »الملوخية« حاولت أن اغير القناة للوصول إلي إحدي قنوات الافلام الاجنبية لأشاهدها حتي انتهي من الطعام ولسوء حظي لم استطع الوصول لهذه القناة لأن يدي كانت مليئة بآثار الملوخية واستقر اختيار الريموت كنترول علي قناة الفراعين.. وبالرغم من عدم رغبتي في مشاهدة هذه القناة إلا أنني استسلمت لرغبة الريموت كنترول في النهاية.. وعلي الشاشة ظهرت إحدي مذيعات القناة وهي تناقش تساؤل طرحه برنامجها حول حل الحزب الوطني وبالرغم من الملل الذي عانيت منه في البداية إلا أنني شاهدت بعد مرور عدة دقائق مالم تره عيني من قبل علي أياِ من وسائل الاعلام المرئية أو المسموعة.. فأثناء النقاش الدائر بين المذيعة وضيفاها قام أحدهما باهانة الآخر وبالطبع لم يسكت الطرف الثاني فرد الاهانة باهانة أقوي.. ووصلت الأمور إلي أن أحد الضيفين قال للآخر: »أنا ممكن اضربك بالجزمة«.. وقتها تركت الملوخية وأصبت بحالة من الذهول وتناسيت تعليمات زوجتي العزيزة بألا أمسك بالريموت وأنا اتناول الطعام حتي لا تعاني فيما بعد من تنظيفه وقمت بتعلية الصوت حتي اشاهد معجزة جديدة تضاف لرصيد 1102.. الكارثة أن الامور لم تتوقف عند هذا الحد بل قام أحد الضيفين اللذان نسيا انهما علي الهواء وأن هناك مجموعة من المشاهدين - حتي ولو كانوا قلة قليلة للغاية - يتابعون هذا البرنامج العجيب ويشاهدون »قلة الأدب« التي يقومان بها علي مرأي ومسمع من الجميع.. وقام أحد الضيفان برفع الكرسي الذي كان يجلس عليه محاولا ضرب الآخر به.. وهنا هربت المذيعة من الاستوديو »بعد ما شعللتها« وتدخل الفنيين العاملين بالبرنامج في محاولة لفض »الخناقة«.. الكارثة الأكبر أن المسئولين في القناة - اذا كان هناك مسئولون لم يقوموا بقطع البرنامج والانتقال لفاصل اعلاني أو غيره بل اكتفوا ببث هذه المهزلة علي الهواء حتي النهاية. بعد خروجي من حالة الذهول التي كانت تسيطر علي بدأت في التفكير قليلا وسألت نفسي.. هل يظن هؤلاء أن هذه هي الحرية التي ننشدها جميعا؟.. هل هذه هي حرية التعبير عن الرأي؟ وبمناسبة الحديث عن القنوات المستفزة التي تطل علينا بوجوه أكثر استفزازا.. كنت قد شاهدت من قبل بمحض الصدفة أحد البرامج التي اصابتني بهستيريا من الضحك تحولت بعدها إلي حالة من الحسرة علي ما وصل اليه مستوي اختيار المذيعين في احدي القنوات التي من المفترض انها معروفة لدي البعض.. سبب اصابتي بهذه الحالة هو صوت أحد المذيعين الذي كان اشبه بصوت »وزة هربانة من العشة«.. وأن لا أسخر من »خلقة ربنا« لا سمح الله.. لكني اقسم انني في البداية وقبل أن اشاهد القناة - حيث انني كنت بعيدا عن التليفزيون - ظننت ان زوجتي تشاهد فيلم تسجيلي عن »وزة«.. وكانت الصدمة عندما اكتشفت ان من يتحدث هو أحد المذيعين المحترمين الذي اعتقد أن هناك من أقنعه بانه يصلح لمثل هذه المهنة بينما هو بعيدا كل البعد عن مواصفات المذيع التي من أهمها الصوت.. لكنه للأسف دفعني لأن أقول »ده صوت«.