رئيس «الوطنية للانتخابات»: أكثر من 60 منظمة و168 وسيلة إعلامية تتابع انتخابات النواب    انطلاق الدراسة بالفصل الدراسي الأول لبرامج الماجستير والدكتوراه المهنية بجامعة الأقصر    البابا تواضروس يفتتح مدرسة المحبة ويضع حجر أساس أول مستشفى كنسي في علاج أمراض القلب    محافظ دمياط: منسوب مياه النيل بالمحافظة آمن ونتابع الموقف بصفة دورية    نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: الثغر تفوز بجائزة سيول للمدن الذكية.. وتكريم الفائزين ب «أنا الراقي بأخلاقي»    بدون مستندات.. تفاصيل تسجيل أصحاب الإيجار القديم للحصول على وحدات بديلة    رئيس الوزراء الجورجي يتهم سفير الاتحاد الأوروبي بدعم محاولة «قلب النظام الدستوري»    مصطفى محمد يشارك في تعادل بريست ضد نانت بالدوري الفرنسي    مرشحة لتكون أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان.. من هي ساناي تاكايتشي؟    نجم منتخب المغرب السابق يشيد ب الكارتي.. ويصدم أشرف بن شرقي    غياب لامين يامال ورافينيا.. فليك يعلن قائمة برشلونة ضد إشبيلية في الدوري الإسباني    ثنائي المنتخب السعودي جاهز لمواجهة إندونيسيا    إصابة 5 أشخاص بينهم سيدة في مشاجرة بقرية مشطا بسوهاج    أمطار وسحب منخفضة.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    داليا خليل تحذر: ألعاب الإنترنت تقود شبابنا للانتحار والجريمة    إصابة 5 أشخاص بينهم سيدتان في مشاجرة بقرية روافع العيساوية بسوهاج    بينهم محمود حميدة وداليا البحيري.. توافد الفنانين في حفل زفاف نجل هاني رمزي    رئيس قطاع الآثار: افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث فخر لمصر بعد 20 عامًا من الترميم    اللواء الدويرى: الجهاد الإسلامي حركة وطنية متوافقة مع الموقف المصري في المصالحة    موعد عرض مسلسل المؤسس أورهان الموسم الأول.. القنوات الناقلة وأبطال العمل    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    ياسمين الخطيب تهاجم الساخرين من فارق العمر في زواج رانيا يوسف: الدين لم يحرّم ذلك    لمتابعة الأداء ومستوى الخدمات.. حملات مرور ميدانية على الوحدات الصحية في إهناسيا ببني سويف    «الصحة» تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر «قلب زايد» بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب في مصر    «مدبولي»: أراضي طرح النهر لا يجوز التعدي عليها بالزراعة أو البناء (تفاصيل)    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل سلبيا مع بريست    غدًا .. عرض 4 أفلام نادرة مرمَّمة توثّق لنصر أكتوبر المجيد    شريف العماري: الزواج السري يجعل الزوجة تعيش في حالة خوف واختباء من أبنائها ومعارفها    روسيا: إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران "خطأ فادح"    نائب محافظ المنيا يتفقد عددًا من المشروعات الخدمية    الحلو وثروت وهانى ب«الأوبرا»    هاني محمد يكتب: نصدق مين.. ساويرس ولا شكري؟!.. بين "رأسمالية الواقع" و"تفاؤل الغرف العقارية"    نزال: خطة ترامب تؤجل الاعتراف بدولة فلسطين رغم دعم دول كبرى لها    أمل الحناوي: ترحيب عربي ودولي واسع بموافقة حماس على خطة ترامب    مات والدها فحاولت الانتحار حزنا عليه بالشرقية    افتتاح فرع جديد للخط الساخن لمكافحة الإدمان لأول مرة بالسويس لعلاج المرضى مجانا    المدير الرياضى للأهلى ل «الأخبار»: احتراف الشحات مرفوض وعبدالقادر يرحب بالتجديد    الشوط الأول| بايرن ميونخ يضرب فرانكفورت في الدوري الألماني    بطلة مصر للسباحة بالزعانف: أحلم بحصد أكبر عدد من الميداليات ببطولة العالم    محافظ شمال سيناء يدعو المواطنين للاحتفال بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر    محافظ المنيا: الدولة تولي اهتماماً كبيراً بصحة المرأة ضمن المبادرات الرئاسية    "وكيل صحة شمال سيناء" يتفقد القومسيون الطبي العام بالعريش استعداد لانتخابات مجلس الشعب (صور)    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    ضبط عدد من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    أسعار البنزين والسولار السبت 4 أكتوبر 2025    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    أبرز إنجازات خالد العنانى المرشح لمنصب مدير اليونسكو    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    السيسي يتابع توفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الجديدة.. فيديو    المتحف المصري بالتحرير يبرز دور الكهنة في العصر الفرعوني    " سي إن بي سي": توقعات باستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي حتى 14 أكتوبر وسط تعثر المفاوضات    اليوم.. مستقبل وطن يستقبل الأحزاب المشاركة بالقائمة الوطنية استعدادا للانتخابات    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    قوافل طبية وغذائية لدعم الأسر المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النيل بدلهمو بالمنوفية    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    موعد انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق.. الكيلو وصل 35 جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد الصين فى 2018.. كثير من الإنجازات ومزيد من التحديات

بينما كانت خيوط فجر عام 2018 تلوح فى الأفق، وجه الرئيس الصينى شى جين بينج كلمة إلى الشعب الصينى وشعوب العالم، تعهد فيها بأن تواصل الصين الإصلاح بعزم قوي، وحدد ملامح مسيرة بلاده خلال العام. قال شي: «الإصلاح والانفتاح هما الطريق الذى يجب أن نسلكه لتحقيق التقدم فى الصين المعاصرة ولتحقيق الحلم الصيني»، مستشهدا بمقولة «إن الشعب الصينى سيشق طرقا فى الجبال ويبنى جسورا عبر الأنهار» للمضى قدما على طريق الإصلاح.
والحقيقة أن الصين فى عام 2018، حققت على الصعيدين الداخلى والخارجى العديد من الإنجازات، ولكنها أيضا واجهات المزيد من التحديات. على الرغم من التغيرات الشديدة وعدم اليقين فى العديد من المناطق حول العالم، فإن معدل النمو المتوقع لاقتصاد الصين فى 2018 هو 6,5%، وهو أعلى بكثير من معدل نمو الاقتصاد العالمى الذى يبلغ 3,7%.
2018 هو أول عام لتنفيذ «روح المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصيني، والذى يحدد إطار خطة التنمية المرغوبة فى العقود الثلاثة المقبلة، كما شهد 2018 العديد من الأحداث الهامة التى كان لها تأثير بالغ على الصعيدين الداخلى والخارجي، والتى يمتد تأثيرها أيضا إلى سنوات قادمة.
ولعل الحدث الأبرز الأول الذى شهدته الصين خلال العام، كان انعقاد «الدورتين» (دورتى المجلس الوطنى لنواب الشعب والمؤتمر الاستشارى السياسي» فى الفترة من الثالث إلى العشرين من مارس، حيث أعيد فى السابع عشر من مارس انتخاب السيد شى جين بينج رئيسا لجمهورية الصين الشعبية لفترة أخرى مدتها خمس سنوات. وفى خطاب بالاجتماع الختامى لدورة المجلس الوطنى الثالث عشر لنواب الشعب، تعهد الرئيس شى بالاستمرار فى خدمة الشعب، وقال: «سأعمل بإخلاص، كما كنت دائما، على الوفاء بمسؤولياتى التى منحنى إياها الدستور. وسأكون مخلصا للوطن الأم والشعب وسأنفذ مهمتى بضمير حى ودقة وسأبذل كل جهدى وسأكون مجتهدا فى العمل وسأظل مخلصا.» وفى رسالة إلى العالم، قال شي: «الشعب الصينى على استعداد دائما لبذل كل ما فى وسعه من أجل المساهمة فى سلام وتنمية البشرية.»
كان إحياء ذكرى مرور أربعين سنة على انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح القاسم المشترك فى كافة أحداث 2018، وصولا إلى المؤتمر الذى عقد فى 18 ديسمبر لإحياء هذه الذكرى، حيث قال الرئيس شى جين بينج، إن الإصلاح والانفتاح يمثلان ثورة كبيرة فى تاريخ الشعب الصينى والأمة الصينية. وأضاف الرئيس شى خلال كلمة ألقاها فى المؤتمر، إن هذه الثورة الكبيرة دفعت تحقيق قفزة نوعية للأمام فى قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مضيفا أن الإصلاح والانفتاح يمثلان نهضة كبيرة للحزب الشيوعى الصيني، ما يوفر إبداعا أكبر لكل من النظرية والممارسة للحزب الشيوعى الصيني.
لقد حققت الصين خلال السنوات الأربعين للإصلاح والانفتاح تطورا لم تحققه دول أخرى فى عشرات، بل مئات، السنين، فالدولة التى بلغ حجم ناتجها المحلى الإجمالى فى عام 2017 أكثر من اثنى عشر تريليون دولار أمريكي، كان ناتجها المحلى الإجمالى حوالى مائة وخمسين مليار دولار أمريكى فى عام 1978، وارتفع متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى من مائة وستة وخمسين دولارا فى عام 1978 إلى أقل قليلا من تسعة آلاف آلاف دولار أمريكى فى عام 2017. الصين التى لم يكن فيها أى استثمارات أجنبية قبل أربعة عقود، بلغ حجم الاستثمار الأجنبى المباشر فيها عام 2017 مائة وخمسة وثلاثين مليار دولار أمريكي، وحافظت على وضعها كثانى أكبر اقتصاد فى العالم. الأهم، أن أكثر من سبعمائة مليون صينى نفضوا الفقر عن كواهلهم.
على الصعيد الداخلي، أنجزت الصين إصلاح هيكل إدارة الدولة من خلال إعادة تشكيل الوزارات داخل مجلس الدولة، كما أدخلت إصلاحات هيكلية هامة على الحزب الشيوعي، ممثلا فى اللجنة المركزية للحزب. وفى ذات الوقت، واصلت الصين حملتها لمكافة الفساد تفعيلا لمبدأ
عدم الاكتفاء بمحاربة «الذباب» وإنما أيضا محاربة «النمور»، بمعنى مكافحة فساد المسؤولين الكبار والصغار من أجل بناء حكومة نزيهة. ونتيجة لذلك، سقطت مجموعة كبيرة من كبار المسؤولين داخل الحكومة والحزب. وفى 2018، دخلت عملية مكافحة الفقر إلى المرحلة الحاسمة، ولعبت فكرة «تخفيف حدة الفقر بتدابير هادفة»، التى طرحها الرئيس شي، دورا فعالة، فى تحقيق هدف «الخروج التام من الفقر» بحلول عام 2020. كما استطاعت الحكومة الصينية تهدئة سوق العقارات المحمومة، من خلال إصدار عدد من السياسات الهادفة إلى ضمان مصالح الشعب فى الإسكان والاستهلاك.
ومع التقدم المطرد الذى تحقق فى الإصلاح الهيكلى لجانب العرض، هناك جيل جديد من الشركات المبتكرة يتعاظم.خلال الأرباع الثلاثة الأولى لعام 2018، تجاوز عدد الشركات المسجلة حديثا فى الصين خمسة ملايين، مع زيادة يومية أكثر من ثمانية عشر ألف شركة فى المتوسط. وبلغ معدل نمو صناعات التكنولوجيا المتقدمة 11,8% وصناعات تصنيع المعدات 8,6% والصناعات الإستراتيجية الناشئة 8,8%، وارتفعت مبيعات التجزئة للسلع المادية على الإنترنت بنسبة 27,7%. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2%، وظلت أسعار المستهلكين دون تغيير، وبلغ معامل إنجل 28,5%، بانخفاض قدره 0,7% نقطة مئوية عن نفس الفترة من عام 2017، ومثّْل استهلاكُ الخدمات 53,6% من إجمالى الاستهلاك، بزيادة 0,2% نقطة مئوية عن نفس الفترة من عام 2017. وحافظ استهلاك مستحضرات التجميل والأجهزة المنزلية الذكية وغيرها من المنتجات التى تحسن نوعية حياة الناس على نمو سريع. وتباطأت مبيعات السيارات بشكل عام، فى حين استمرت زيادة حصة سيارات الدفع الرباعى فى المبيعات. وازداد استهلاك سكان الريف بنسبة 12%، متجاوزا بشكل كبير معدل زيادة استهلاك سكان المدن، مع زيادة الإنفاق على التعليم والثقافة والترفيه. استمر فى 2018، اتجاه زيادة ترقية هيكل الاستهلاك.
كما حقق النمو الاقتصادى فى الصين استقرار التوظيف وزيادة الدخل. خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2018، تم خلق أكثر من 11 مليون وظيفة فى المناطق الحضرية، وتحقق هدف السنة الكاملة قبل الموعد المحدد بثلاثة شهور. فى الوقت نفسه، أعطت الحكومة الناس، وخاصة الأشخاص ذوى الدخل المتوسط والمنخفض، حوافز مالية كبيرة، حيث تم رفع حد الإعفاء لضريبة دخل الفرد إلى خمسة آلاف يوان شهريا (الدولار الأمريكى يساوى 6,9 يوانات). وقد أدى هذا التغيير وحده إلى خفض نسبة دافعى ضريبة دخل الفرد فى الوظائف الحضرية من 44% إلى 15%
بالإضافة إلى ذلك، وبفضل الجذور الراسخة لبر الوالدين فى الثقافة الصينية ، حققت الصين إنجازات عظيمة هذا العام فى ضمان سعادة المسنين. واستجابة لتحدى شيخوخة السكان المتزايد فى الصين، تعزز الحكومة رعاية المسنين فى المنازل والمجتمعات المحلية والمساعدة المتبادلة، وتواصل تحسين جودة خدمات دور رعاية المسنين.
تحسين نوعية الحياة لا ينفصل عن بيئة نظيفة. فى عام 2018، شهدت الصين انخفاضا فى انبعاثات كل من ثانى أكسيد الكبريت وثانى أكسيد النيتروجين بنسبة 3%، وتواصَلَ انخفاضُ تركيز الجسيمات الدقيقة (PM2.5) فى المناطق الرئيسية. وقد أصبح كل هذا ممكنا من خلال الخفض الشديد لانبعاثات الصلب والصناعات الأخرى، ومن خلال رفع معايير الانبعاثات الملوثة وتعديل المركبات مثل شاحنات الديزل التى تجاوزت حدود الانبعاثات.
واستنادا إلى الزخم العام للتنمية فى عام 2018، ستواصل الصين إعادة تنظيم وهيكلة اقتصادها، وسيتواصل دور قطاع الخدمات فى تثبيت الاقتصاد باعتباره حجر الثقل، وسيتواصل ازدياد الصناعات الراقية، وستتغير الهياكل الاستثمارية، وسيستمر توسع الدور الأساسى للاستهلاك.
على الصعيد الخارجي، حققت الدبلوماسية الصينية فى 2018 إنجازات متألقة، ففى ملف العلاقات مع دول الجوار، حققت الصين اختراقات هامة، فقد شهدت علاقات الصين مع الهند تحسنا بعد تداعيات المواجهة بين قوات البلدين فى منطقة دونغلان (دوكلام) الحدودية فى عام 2017، وعقدت فى إبريل 2018، قمة سادتها أجواء ودية بين الرئيس شى جين بينج ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى فى بحيرة دونغهو بمدينة ووهان. وواصل الزعيمان مشاوراتهما خلال قمة منظمة شانغهاى للتعاون فى تشينغداو فى يونيو، وقمة بريكس فى جوهانسبرغ فى يوليو وقمة العشرين فى الأرجنتين فى نوفمبر. أما العلاقات بين الصين واليابان فقد بدأت تتعافى من تداعيات النزاع حول جزر دياويوى الذى وقع فى بحر الصين الشرقى فى عام 2012، حيث قام رئيس وزراء اليابان شينزو آبى بزيارة إلى الصين فى أكتوبر، بعد أن قام رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ بزيارة اليابان فى مايو.
وفى اختراق آخر، قام زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، بزيارة الصين ثلاث مرات خلال ثلاثة أشهر. وقد لعبت الصين دورا حيويا وبناء فى قضية شبه الجزيرة الكورية التى شهدت انفراجة، مع لقاء كيم جونج أون والرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى يونيو بسنغافورة، وتعهد ترامب حينها بتوفير الأمن لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، فى حين أكد كيم من جديد التزامه «بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية تماما». كما لعبت الصين دورانشيطا فى دعم تحسين العلاقات بين شطرى كوريا الشمالى والجنوبي، وتأييد الجهود التى تبذلها جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر العسكرى فى شبه الجزيرة الكورية وتعزيز عملية نزع السلاح النووى فيها.
وبرغم أن الولايات المتحدة الأمريكية ضاعفت فى 2018 من انخراطها فى تصعيد التوتر فى بحر الصين الجنوبي، وزادت من وتيرة ما يسمى ب»خطة الملاحة الحرة»، عملت الصين على تهدئة الوضع من خلال تسريع المشاورات مع الأطراف حسب «مدونة قواعد السلوك فى بحر الصين الجنوبي. وفى الاجتماع المشترك بين الصين وآسيان فى نوفمبر 2018، اتفق قادة آسيان والصين (ضمن آلية 10+1) على عقد الجولة الأولى من المشاورات بشأن مشروع نص «قواعد السلوك» خلال عام 2019.
وفى أكتوبر، أجرت الصين وآسيان «مناورات مشتركة فى بحر الصين الجنوبي- 2018» فى مدينة تشانجيانج بمقاطعة قوانجدونج الصينية، وهى أول مناورات بحرية مشتركة بين الصين ودول آسيان.
وشاركت الصين بنشاط فى حل أزمة الروهينغيا بين ميانمار وبنغلاديش، والوساطة بين أفغانستان وباكستان، وتعزيز امتداد الممر الاقتصادى بين الصين وباكستان إلى أفغانستان، وتشجيع الأطراف الثلاثة على التعاون والمنفعة المتبادلة والترابط الإقليمي.
وفى إطار مبادرة «الحزام والطريق»، عززت الصين فى 2018 تعاونها مع البلدان المجاورة، بإنجاز عدد من المشروعات الكبرى. فى أغسطس، أقيمت مراسم افتتاح وتشغيل جسر الصداقة الصينية- المالديفية، بمساعدة الصين. ويوجد حاليا اثنان وعشرون مشروعا تعاونيا فى إطار الممر الاقتصادى الصيني- الباكستاني، منها تسعة مشروعات أنجزت بالفعل وثلاثة عشر مشروعا قيد الإنشاء. وفى يونيو 2018، زار رئيس الوزراء النيبالى شارما أولى الصين. وفى سبتمبر، تم توقيع اتفاق للنقل بين الصين ونيبال فى كاتماندو. وفى أغسطس قام رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد بزيارة إلى الصين، بددت ما أثير من تكهنات بشأن مستقبل مشروع «الحزام والطريق». وفى يونيو، استضافت مدينة تشنغدو الصينية القمة الثامنة عشرة لمنظمة شانغهاى للتعاون، بمشاركة الرئيس الصينى شى جين بينج وزعماء الدول الأعضاء للمنظمة والدول المراقبة، بالإضافة إلى رؤساء المنظمات الدولية المعنية.
وفى ملف العلاقات الصينية- الأفريقية، عقدت فى بكين فى سبتمبر قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقى بحضور الرئيس شى جين بينج وعدد كبير من الزعماء الأفارقة. فى كلمته أمام القمة قال الرئيس شى إن فرص التنمية فى إفريقيا غير محدودة، ومستقبل أفريقيا مليء بالأمل، وآفاق التعاون الصيني- الأفريقى شاسعة، وهناك فضاء كبير لتطور علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة الصينية- الأفريقية. كما أعلن الرئيس شى أن الصين ترغب فى جعل إقامة مجتمع المصير المشترك الصيني- الأفريقى هدفا لأعمالها، ودفع تنفيذ مخطط «الأعمال الثمانية الكبرى» فى السنوات الثلاث القادمة والفترة اللاحقة، على أساس «مخطط المشروعات العشر الكبرى». وأكد شى على أن بلاده تحرص على العمل مع أفريقيا على تكريس نمط النمو الأخضر والمنخفض الكربون والمستدام والقابل لإعادة التدوير، وحماية البيئة الإيكولوجية وجميع المخلوقات. تحرص الصين على تعزيز التواصل والتعاون مع أفريقيا فى مجال حماية البيئة الإيكولوجية، مثل مواجهة التغير المناخى واستخدام الطاقة النظيفة ومكافحة التصحر وتآكل التربة وحماية الحيوانات البرية، بما يجعل الصين وأفريقيا بيتا جميلا تعيش فيه البشرية والطبيعة بالوئام والتناغم.
وعلى صعيد العلاقات الصينية- العربية، عُقدت فى يوليو، الدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصيني- العربى فى بكين، والتى افتتحها الرئيس الصينى شى جين بينج بكلمة بالغة الأهمية، ومعه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وقد أجرى الاجتماع مناقشات شاملة ومتعمقة حول مواصلة توطيد الصداقة بين الصين والدول العربية، وتعزيز بناء «الحزام والطريق»، والدفع المشترك لبناء علاقات دولية جديدة ومجتمع المصير المشترك للبشرية، وتعزيز بناء آلية منتدى التعاون الصيني- العربى وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك لكلا الجانبين. فى كلمته أمام الاجتماع، أعلن الرئيس شى أن الصين والدول العربية اتفقتا على إقامة «شراكة صينية- عربية إستراتيجية موجهة إلى المستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة.» وقال إن الدول العربية شريك طبيعى للصين فى التعاون فى مبادرة الحزام والطريق، وإن التعاون بين الجانبين بعث النشاط فى كل أبعاد العلاقات الصينية- العربية ودفع التعاون الصيني- العربى الشامل إلى مرحلة جديدة.
وعلى صعيد العلاقات الصينية- الأوروبية، صادف عام 2018 الذكرى السنوية الخامسة عشرة لإقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي. ووفقا للبيان المشترك للقمة العشرين بين الصين والاتحاد الأوروبى التى عقدت فى بكين فى يوليو 2018، أعلن الجانبان بوضوح الالتزام ببناء اقتصاد عالمى مفتوح وتحسين تحرير وتيسير الاستثمار والتجارة ومكافحة الحمائية والنزعة الانفرادية ودفع العولمة الأكثر انفتاحا وتوازنا وتسامحا ومشاركة. وشهد عام 2018 نشاطا فى التبادلات الرفيعة المستوى بين الصين والاتحاد الأوروبي، بما فيها الجولة الثامنة من الحوار الإستراتيجى الرفيع المستوى بين الصين وأوروبا والحوار الاقتصادى والتجارى السابع الرفيع المستوى بين الصين وأوروبا والقمة العشرو
ن بين الصين والاتحاد الأوروبى والقمة الثانية عشرة بين قادة الصين والاتحاد الأوروبي.
وفى عام 2018، واصلت الصين تعزيز التعاون مع ست عشرة دولة فى وسط وشرقى أوروبا، وعُقِدت الجولة الأولى من المشاورات السياسية مع مجموعة فيزيغراد فى بكين والاجتماع السابع بين قادة الصين ودول وسط وشرقى أوروبا فى بلغاريا.
وعلى صعيد العلاقات الصينية- الروسية، واصل البلدان تشاورهما وتنسيقهما البناء فى كافة الملفات، وفى شهر سبتمبر شارك الرئيس شى جين بينج فى الدورة الرابعة من المنتدى الاقتصادى الشرقى فى مدينة فلاديفوستوك فى أقصى شرقى روسيا. وقد ألقى الرئيس شى كلمة أمام الجلسة العامة للمنتدى، دعا فيها دول شمال شرقى آسيا إلى اغتنام الفرصة التاريخية ومواكبة اتجاه العصر من أجل تعزيز التعاون فى الشرق الأقصى الروسى وشمال شرقى آسيا لتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة. وخلال المنتدى، قام شى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين برسم مسار التعاون البراغماتى فى المرحلة المقبلة وذلك عبر تعزيز الربط بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادى الأوراسي، وعبر توسيع التعاون فى مجالات الطاقة والزراعة والابتكار العلمى والتكنولوجيا والمالية، ومن خلال دفع تنفيذ المشروعات الكبرى على نحو مطرد، إلى جانب تعزيز البحث والتطوير بشكل مشترك فى العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
تحديات متجددة
واجهت الصين خلال 2018، جملة من التحديات العالمية، ومنها بطء نمو الاقتصادى العالمى والحمائية الأمريكية وتغيير قواعد التجارة العالمية، وخاصة الضغوط الجديدة نتيجة الاحتكاكات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
لقد تدهورت العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية- الأمريكية بشكل حاد فى 2018، وبدأت إدارة ترامب فرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية على أساس القوانين والقواعد الأمريكية المحلية. ولم ينحصر التوتر التجارى بين البلدين على فرض الرسوم الجمركية، وإنما امتد إلى مجالات أخرى. فى أغسطس 2018، وقع الرئيس ترامب قانون تفويض الدفاع الوطنى للسنة المالية 2019، الذى أقره مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكي؛ كما أقر الكونغرس الأمريكى «قانون تحديث مراجعة مخاطر الاستثمار الأجنبي»، الذى يهدف إلى تشديد المراجعة الأمنية للاستثمارات الأجنبية بما فيها الاستثمارات الصينية. وفقا للقانون، تم توسيع وزيادة نطاق سلطة لجنة الاستثمار الأجنبى فى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير ليشمل مشروعات مشتركة معينة واستثمارات الأسهم غير المسيطرة (استثمار الأقلية) والمعاملات فى العقارات القريبة من القواعد العسكرية أو غيرها من المرافق الحساسة للأمن الوطني. وفى ظل التوتر التجارى بين واشنطن وبكين، والذى استمر حتى نهاية عام 2918، هيمنت العلاقات الثنائية على اجتماع الرئيسين الصينى والأمريكى فى قمة مجموعة العشرين، حيث بدا بصيص من الأمل لتحسن علاقات البلدين، بعد أن وافقت واشنطن على تعليق تعريفتها بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي. وقرر الجانبان بدء المفاوضات حول القضايا المثيرة للقلق، ومنع أى تحرك لتصعيد احتكاكهما التجاري.
وتستقبل الصين عام 2019، مفعمة بالثقة فى تحقيق المزيد من الإنجازات والتغلب على كافة التحديات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.