عندما نقول «حملة تنظيم الأسرة» نتذكر عدد سكان مصر، وارتفاع نسبة المواليد كل ثانية، ومن أجل ذلك لم تقتصر حملات الرعاية الصحية فقط على اكتشاف الأمراض وتقديم العلاج لها بالمجان، ولكن كان لوزارة الصحة والسكان دور فى حملتها التنشيطية لتقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة فى ست محافظات بالمجان، لمدة عشرة أيام بدأت من 17 ديسمبر الحالي، تحت رعاية الدكتورة هالة زايد وزيره الصحة والسكان. ونظرا لأهمية الحملة أستطلعت صفحة المرأة والطفل، آراء السيدات المقبلات على الحملة، فى التقرير التالى.. فى البداية تقول «مها محمود»: عمرى 29 عاما، وأعمل مدرسة فى إحدى المدارس الخاصة، وقد لاحظت قلة مجهودى ورغبتى فى التقيؤ، ولكن دون شعور بالألم، ولأننى لدى طفلة عمرها 7شهور ولم استخدم أى وسيلة لتأجيل الحمل كان ذلك سببا فى شعورى بالقلق.. لم أصارح زوجى بالأمر نظرا لارتفاع تكاليف الكشف ومتابعة الحمل للمرة الثانية واستمر ذلك حتى سمعت فى إعلان على بثته قنوات التليفزيون عن بداية الحملة لتنظيم الأسرة تحت رعاية وزارة الصحة، والتنويه بأنها تشتمل على ست محافظات من بينها الجيزة.. وبالفعل ذهبت لإجراء الكشف هناك، ولكن أظهرت نتيجة التحاليل التى تم إجراؤها لى فى المركز بسعر رمزى أننى حامل فى الشهور الأولى، وأوضحت لى الطبيبة الخطوات التى يجب اتباعها لإتمام الحمل بأسلوب صحى مع تقليل الرضاعة تدريجيا حتى أستطيع تعويد ابنتى على الطعام الخارجى والحصول على المتابعة من خلال المركز بتكاليف رمزية. وتستطرد قائلة إننى عندما ذهبت إلى المركز الصحى كنت اعتقدت أن الحملة تستهدف فقط تقديم وسائل منع الحمل ولكننى وجدت أنها تشتمل أيضا على الرد عن الاستفسارات المختلفة بأسلوب مبسط، حيث أكدت لى الطبيبة أنه يمكن استخدام وسيلة منع للحمل أخرى بديلة إذا كان لدى مشكلة صحية، وأكدت لى أنه بعد الإنجاب سوف تصف لى الوسيلة المناسبة لحالتى. بينما تقول «ماجدة أشرف» (45 سنة حاصلة على دبلوم تجارى): عندما علمت بخبر الحملة لتنظيم الأسرة قررت الذهاب لأن لدى مشكلة بعدم انتظام الدورة الشهرية التى تصيب المرأة فوق 45 سنة أكثر من غيرهن، ويرجع ذلك الى اختلال الهرمونات.. وعندما كنت أسال صديقات يقلن: «هذا عادى فى هذا السن»، وعندما ذهبت الى المركز الطبى لتنظيم الأسرة أوضحت لى الطبيبة أن مشكلتى فى الوسيلة التى أصبحت غير ملائمة لطبيعة حالتى الصحية الآن، ومن ثم يجب تغييرها بما يتناسب مع ظروفى الصحية. وذهبت «مهجة الرفاعى» (طالبة دبلوم تجارى مخطوبة) إلى حملة تنظيم الأسرة للحصول عن معلومات طيبة سليمة لتأجيل الإنجاب لمدة عام بعد الاتفاق مع شريك حياتها على ذلك من أجل التفرغ للحصول على المؤهل الدراسى لها. وتقول: شجعنى خطيبى على ذلك وخاصة بعد معرفته أن الخدمة بالمجان، وأنه ليست هناك تكاليف زائدة على مصاريف الزواج. وشرحت لنا الطبيبة أنه عندما نفكر فى تأجيل الإنجاب قد تداهمنا الأفكار المؤرقة والمخيفة بشأن وسائل منع الحمل مثل احتمالية عدم الإنجاب بعد التوقف عن تعاطى وسيلة منع الحمل أو رد فعل الآخرين من حولنا وأوضحت لنا أيضا أن الهدف الأساسى هو الفهم الصحيح. هنا توضح د.هبة محمود (أستاذة تخصص نساء وتوليد وعضو اللجنة القومية لحملة تنظيم الأسرة) إلى أهمية الحملة لتوعية السيدات والفتيات لأن مصر ارتفع عدد السكان فيها إلى رقم جديد، حيث أظهرت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2018، ارتفاع عدد السكان إلى 96.3 مليون نسمة. وأشار الجهاز إلى أن العدد ارتفع من 94.8 مليون نسمة فى 2017، إلى96.3 مليون نسمة فى بداية 2018، أى بزيادة 1.5 مليون نسمة عن بيانات آخر تعداد. ومن أجل ذلك يهدف برنامج الحملة الى التوعية بوسائل منع الحمل لفترة معينة منها الوسائل طويلة المفعول مثل (اللولب والكبسولة). مؤكدة أن هناك إقبالا خلال أيام الحملة الماضية على تركيب كبسولة الإمبلانون وهى عبارة عن كبسولة واحدة صغيرة الحجم يتم تركيبها بسهولة تحت الجلد فى الجانب الداخلى للذراع العلوى للسيدة، و ليس لها أى تأثير على الجسم لأنها مصنعة من نوع معين من البلاستيك الرخو وتستمر فعالية هذه الكبسولة لمدة ثلاث سنوات. وتؤكد د.هبة أن القوافل واللقاءات والندوات الإعلامية المصاحبة للحملة يقوم بتنفيذها فريق من مسئولى الإعلام وهم المسئولون عن التسويق المجتمعى لخدمات تنظيم الأسرة. وكذلك التوعية بالخدمات المقدمة وبأهمية تنظيم الأسرة ودورها الإيجابى على الأسرة والمجتمع وأهمية تنظيم الأسرة بعد الولادة والمباعدة بين الولادات ومخاطر الحمل المتكرر. وأخيرا للتأكد من نشر الوعى بتنظيم الأسرة سوف تستمر الحملة فى محافظات أخرى بعد الانتهاء من المحافظات الست الأولى التى تم اختيار البدء بها بناء على معايير الكثافة السكانية ونسبة الوعى.