وانتفض الفرنسيون وخرجوا إلى الطرقات يعلنون احتجاجاتهم ويحرقون الأرض تحت أقدامهم وينقَّضون على مستقبل بلادهم وابنائهم رافضين كل الحلول التى عرضت، وكأى ثورة فى الدنيا بها الشرفاء الذين خرجوا من أجل غد أفضل حالمين بعالم مثالى، وبها اللصوص الذين يجدون الفرصة سانحة لنهب المال العام والخاص وكل ما تقع عليه ايديهم، وبها الوصوليون الذين يركبون الثورات ويديرونها لمصلحتهم، ومثل كل ثورات الدنيا بينهم المتآمر الذى يسكب الزيت على النار، ومن الخارج ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية فى تقرير أعدّته عن احتجاجات السترات الصفراء، إن مجموعة من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعى تعمل على الدفع باتجاه الفوضى وإن تلك الحسابات متصلة بروسيا. وحديث صاخب فى فرنسا ومعظم الإعلام الأوروبى ان ترامب يعاقب ماكرون لحديثه عن جيش اوروبى، وغرد دونالد ترامب على حسابه على تويتر بأن اتفاقية باريس للمناخ سيئة، خصوصاً للدول التى تتمتع بالمسئولية وأن السترات الصفراء كانت تنادى باسمه. ولكن على مدى عدة اسابيع وفرنسا صاحبة أعرق ديمقراطية تئن تحت وطأة الفوضى والعنف، والجماهير التى خرجت من اجل سعر الوقود ارتفع سقف مطالبها ومع كل خطوة تتراجع فيها الحكومة تتضاعف المطالب ولا احد يستطيع ان يتنبأ بالنهاية. لكن ما يحدث فى فرنسا جعلنا نرى من بعيد كيف تسير الأمور فى الثورات ونرى ثورتنا عن قرب كيف سارت والى اين آلت وأصبحنا أصحاب الخبرة القادرين على إسداء النصيحة فضجت مواقع التواصل بآراء المصريين عن نقمة الثورة وفاتورتها الباهظة. لمزيد من مقالات خالد الأصمعى