عندما يهمل الابن دراسته ويسوء مسلكه، وبينما هو كذلك يجد من يزيف له واقعه, ويزين له باطله فمن الضرورى ان يستمرئ هذا الابن الواقع الذى يعيشه ويدافع عنه ولن يسعى يوما لتطويره وكيف يسعى وقد تورمت ذاته بالكمال وانتفخت نفسه بالتمام!. وللأسف الشديد هذه الحالة هى التى انسحبت على وطننا منذ عشرات السنين دون ان ندرى, فعلى الرغم من العورات والعثرات والرصد الرديء للواقع الذى نعيشه. نجد أننا نردد ما ليس فينا ونفتخر بما فقدناه ونتزين بما اهملناه متغافلين لحقيقة أوضاعنا. نعم لقد صدقنا ان تديننا فطرى، بينما نحن ننافق ونرتشى. وصدقنا محبتنا للوطن ونحن نخرب فيه. وصدقنا ان لدينا أفضل مهندسين بينما تتساقط عقاراتنا, وأفضل حرفيين وأفضل شيوخ.. وأفضل معلمين وأفضل أطباء. وامتد خيالنا فى خيرية أنفسنا لنطلق على شيوخنا علماء. وعلى أعلامنا حكماء. وعلى بلادنا أم البلاد. وهكذا حتى تورمنا بأكاذيب كان من آثارها أن قيدت حاضرنا وحجبت مستقبلنا. نعم إنها أكبر إشكالية أصابتنا بعد جلاء الاحتلال عن وطننا. وعلى كل الأحوال نود أن نؤكد أننا بالفعل دولة عريقة، لها فى التاريخ مكان وفى الجغرافيا عنوان، ولكننا فى الوقت نفسه علينا ان نعترف وبشجاعة أننا انحرفنا عن هذا الماضى المضيء والتاريخ المنير فتراخى أداؤنا. إن الصعود والهبوط ضرورة تاريخية وليس منها خطر وإنما الخطر هو عدم إدراكنا جهلا أو عمدا لحقيقة صعودنا وهبوطنا. ومن هنا تأتى صرختى بضرورة مواجهة أنفسنا وتسمية الأشياء بمسمياتها بشجاعة وثقة! فالأوطان لن تبنى بالشعارات وإنما بالحق وبالحق وحده!. لمزيد من مقالات محمود عبد المقصود