كان قدماء المصريين يستخدمون الفلاية الخشبية لتمشيط الشعر، واستمر المصريون بعد أجدادهم فى استخدامها، وقد تعلم الأوربيون نظافة الشعر من تلك الفلاية.. فكيف حدث هذا؟. وكيف اشتهرت هناك؟. هذا ما تخبرنا به قصة الفتاة المصرية، التى أصبحت القديسة فيرينا، التى قيل إنها علمت أوروبا كيفية الاستحمام والنظافة الشخصية، وذلك من خلال الفلاية الفرعونية. كانت فيرينا المصرية القبطية، التى اشتهرت بأنها تحمل في يد "فلاية" وفي الأخرى جرة ماء، وهي من مواليد محافظة الأقصر سنة 286م، ويقال إنه فى ذلك الوقت طلب إمبراطور الروم "ماكسيمان" كتيبة مصرية لمساعدته في حروبه بأوروبا، فتوجهت له كتيبة مصرية بقيادة القائد المصري موريس، وكانت الكتيبة مكونة من 6600 جندي، بالإضافة إلى بعض الممرضات المصريات.. وكانت فيرينا عضوة في الفريق الطبي للكتيبة.. وبعد وصول الكتيبة المصرية إلى الحدود الفرنسية مع بلجيكاوسويسرا حاول الإمبراطور "ماكسيمان" إرغامهم على عبادة الأوثان فرفضوا، فقتلهم وهربت الممرضات إلى كهف صغير بجبال سويسرا، وكان هذا الكهف كان نقطة انطلاق فيرينا. فقد اكتشفت أن السكان يعيشون بطريقة بدائية ولا يعرفون شيئا عن النظافة، فما كان منها إلا أن علمتهم كيفية الاستحمام والنظافة الجسدية، واستخدمت "الفلاية" في تمشيط الشعر للقضاء على حشراته.. لذلك أطلقوا عليها لقب "صاحبة الفلاية الفرعونية". وعلمت فيرينا الفتيات، بالإضافة إلى استخدامها الأعشاب في عمل العقاقير التي تشفي الأمراض المختلفة.. فيرينا فعلت كل ذلك بدون مقابل مادي، وكانت تعمل في مهنة الحياكة والتطريز، وتعلمت لغة أهل البلاد، وكانت تبيع ما تنتجه من ملابس وتشتري الطعام لها ولمن معها من الممرضات. بقيت فيرينا على هذه الحالة فترة من الزمن حتى توفيت عام 331م عن 64 عامًا، فبنى السويسريون لها كنيسة في مكان وفاتها، ثم نحتوا لها تمثالًا وهي تحمل في يد "فلاية" وفي الأخرى جرة ماء.. ويقع التمثال حاليًا في منتصف الجسر المقام بين سويسرا وألمانيا على نهر الراين، وتحتفل سويسرا سنويًا بذكرى وفاتها في يوم عطلة رسمية بالبلاد. ورغم اعتراف سويسرا بما قدمته لهم فيرنا المصرية، فإننا في مصر لا نعرف شيئا عنها، رغم أنها دليل على فضل الحضارة المصرية على أوروبا، وفي عام 1986 جاء وفد سويسري لمصر ومعه رفات فيرينا، وتم وضع "رفاتها" في الكنيسة المصرية بالقاهرة. لمزيد من مقالات شادية يوسف