عندما كانت مفاوضات المصالحة بين الفصائل الصومالية لإنهاء الحرب الأهلية تتعثر كنت أسمع من صديقى السفير سمير حسنى رئيس إدارة إفريقيا بالجامعة العربية حينذاك أن هناك حاجة لإضافة المزيد من النساء للمفاوضات. فالمرأة أكثر ميلاً للسلام فى مقابل ميل الرجل للحرب والصراع، فضلاً عن أنها عانت النزوح مع أطفالها وغير ذلك من ويلات الحرب. وعندما زرت شمالى الصومال، فوجئت بسيطرة النساء على السوق والمتاجر، وأنهن يشاركن بعضهن فى إدارة المتاجر.والسبب أن الحرب قضت على كثير من الرجال. لهذا فإن اهتمام منتدى إفريقيا بالمرأة وتمكينها فى القارة الإفريقية هو دعم للسلام وما يرتبط به من تنمية .أما اهتمام المنتدى بالشباب الإفريقى فله أهميته فى ظل امواج الهجرة غير الشرعية المتدفقة من داخل القارة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. والاهتمام بالابتكار يعنى توفير فرص عمل لمثل هؤلاء الشباب مما يجنبهم مخاطر الهجرة فى ظروف قاسية من دروب الصحراء إلى ظلمات البحر وأمواجه وقراصنته. والشىء المبشر أن المنتدى ينعقد فى مصر وسط ملامح خطة لتوثيق العلاقات المصرية مع جذورها الإفريقية سياسياً واقتصادياً وثقافياً. والخطة تبنى على تراث متنوع من العلاقات المصرية الإفريقية .كما يأتى ذلك وسط وجود خليجى ومغاربى عربى وتركى وأوروبى وصينى وهندى ويابانى وأمريكى بالقارة الغنية بالموارد والمطلة على ممرات بحرية مهمة للتجارة العالمية. المهم أن يكون الجهد المصرى مبنيا على أن إفريقيا موطن أجدادنا وأننا معهم أحق من الكثيرين فى توطيد أواصر العلاقة. كما إنه من المهم أن يكون الأمر بمنزلة سياسة مستمرة للدولة بحيث لاتنشط مع رئيس وتفتر مع آخر مثلما حدث. لمزيد من مقالات عاطف صقر