يلقي المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء كلمة مصر أمام قمة منتدي التعاون الصيني الافريقي في الجلسة التي يرأسها الرئيس الصيني تشي بينج جينج اليوم والتي تتركز علي خطة عمل المنتدي منذ عام 2016 وحتي 2018 وكذلك اعتماد اعلان جوهانسبرج. ويركز رئيس الوزراء في كلمته علي أهمية التعاون الصيني الافريقي وفق أسس المصلحة المشتركة وضرورة المساهمة الصينية في عمليات ومشروعات التنمية بالقارة الأفريقية ويتطرق الي الجهود التي بذلتها مصر لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار وكذلك فرص الاستثمار الهائلة المتوفرة في مصر. كما يشارك رئيس الوزراء في الجلسة الصباحية التي يرأسها الرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا وكذلك في الجلسة الختامية للمؤتمر الخامس لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة التي يشارك فيها رئيس زيمبابوي ووزير الصناعة والتجارة بجنوب افريقيا ووزير التجارة الصيني ورئيس مجلس الأعمال الجنوب افريقي وممثل مجلس الأعمال الصيني. ومن المقرر أن يلتقي المهندس شريف اسماعيل الرئيس الصيني حيث ينقل له تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي ويستعرض معه كافة الظروف والإجراءات الجاذبة والميسرة للاستثمارات الأجنبية والمشتركة. أكد وزير الخارجية سامح شكري أن البيان الختامي لقمة منتدي التعاون الصيني الافريقي بجوهانسبرجبجنوب افريقيا سيتضمن الإشارة إلي بعض المشروعات القومية التي تطرحها مصر للاستثمار ومن بينها مشروع تنمية محور قناة السويس. وقال شكري في تصريحات علي هامش مشاركته في قمة منتدي التعاون الصيني الافريقي إن التعاون بين افريقيا والصين مثمر ويتميز بأنه يتم بدون شروط أساسية وبدون تدخل في الشئون الداخلية للدول موضحا أن الصين تنأي بنفسها عن الدخول في الصراعات خاصة في القارة الافريقية إلا من خلال مباديء السلم والأمن ومن خلال المفاوضات. وأضاف أن الصين تهتم بالقضايا الخلافية والصراعات بالقارة الافريقية من خلال عضويتها في مجلس الأمن ومن خلال مبدأ أن حل الأزمات من شأنه أن يساعد علي الاستثمار وإقامة المشروعات المشتركة مشيرا إلي أن الصين أكدت أهمية أن تحل الدول الافريقية مشاكلها بالتعاون الافريقي - الافريقي. ولفت وزير الخارجية إلي أن الصين لديها اهتمام برفع مستوي العلاقات مع افريقيا الي علاقات شاملة واستراتيجية وهو ما يعكس الاهتمام الصيني بالقارة الافريقية والحرص علي إقامة المؤتمرات والمنتديات التي تعكس هذا الاهتمام. وعن العلاقات المصرية - الصينية أكد شكري أن التعاون بين مصر والصين مثمر ويشمل عددا من المجالات وتم التأكيد عليه خلال الزيارات المتبادلة بين الرئيسين لافتا إلي أن الصين ليس لديها أي مشاركات علي الاطلاق في بناء سد النهضة. وأشار إلي أن مصر تحيط الجانب الصيني علما بما يتم في عدد من القضايا مثلما يحيطوننا أيضا علما بما يتم في القضايا الإقليمية بآسيا. وتطرق وزير الخارجية إلي أهمية التعهد الذي أطلقه الرئيس الصيني خلال القمة بضخ 60 مليار دولار استثمارات صينية في مشروعات البنية الأساسية بالقارة الأفريقية والموجهة لرفع كفاءة مشروعات البنية الأساسية خاصة ما يتعلق بمشروعات النقل إضافة إلي 5 مليارا دولار قروضا ميسرة مضيفا أن الصين تنشط في العلاقات الافريقية منذ سنوات. وأشار إلي أنه سيجري مفاوضات ثنائية مع عدد من نظرائه من جنوب افريقيا والسنغال واثيوبيا تتناول التباحث حول مختلف القضايا. تشاور سياسي أكد السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء أن منتدي التعاون الصيني الأفريقي الذي افتتح أمس بجوهانسبرجبجنوب افريقيا بمشاركة مصر يعد الإطار الرئيسي للتعاون والحوار بين الصين والقارة الأفريقية وأحد أهم آليات الشراكة بين افريقيا والعالم الخارجي والذي يعقد دورته هذا العام بالتزامن مع مرور 15 عاما علي اطلاق المنتدي. أشار المتحدث الرسمي - في تصريحات له علي هامش مشاركة رئيس الوزراء في الجلسة الافتتاحية - إلي أن خطة العمل للدورة السادسة من منتدي التعاون الصيني الأفريقي تعكس تطلع الجانبين الصيني والأفريقي إلي تعزيز التعاون في إطار الخطة خلال السنوات الثلاث القادمة 2016 - 2018 في مختلف المجالات. فعلي صعيد التعاون السياسي يسعي الجانبان إلي تعزيز العلاقات السياسية وتفعيل آليات التنسيق والتشاور السياسي والتواصل بين البرلمانات والأحزاب السياسية والحكومات في الدول الأعضاء بالمنتدي بالإضافة إلي تعزيز التعاون بين الصين من ناحية والاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية من ناحية أخري. وعلي الصعيد الاقتصادي يسعي المنتدي الي تحقيق التعاون في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والصناعة والبنية التحتية والتجارة والاقتصاد البحري والاستثمار والتمويل والقطاع المصرفي والطاقة والموارد الطبيعية والسياحة. كما يسعي الجانبان الي تعزيز التبادل التجاري ليبلغ 400 مليار دولار بحلول عام 2020 مقارنة بحوالي 220 مليار دولار عام 2014. وزيادة الاستثمارات الصينية في أفريقيا إلي 100 مليار دولار بحلول عام 2020 مقارنة بحوالي 30 مليار دولار في .2014 وقال القاويش : علي صعيد التعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب يسعي الجانبان الصيني والأفريقي إلي تعزيز السلم والأمن الإقليميين وتسوية النزاعات بالطرق السلمية وكذلك دعم جهود تفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية بما في ذلك تفعيل القوة الأفريقية الجاهزة والقدرة الأْفريقية للرد الفوري في الأزمات. كما يسعي المنتدي إلي تعزيز التعاون في المسائل القنصلية والمساعدة القانونية والنظر في توقيع اتفاقيات لتسليم الهاربين من العدالة والتعاون في مكافحة الجرائم المنظمة كالإتجار في البشر والتهريب والجرائم الالكترونية. وكذلك العمل علي تطوير الإطار المؤسسي للمنتدي القانوني لمنتدي التعاون الصيني الأفريقي والنظر في إنشاء مركز صيني أفريقي مشترك للتحكيم. وعلي صعيد التعاون الدولي يسعي الجانبان من خلال المنتدي إلي إيجاد نموذج جديد للتنمية العالمية يقوم علي أسس المساواة والمحاسبة والاحترام المتبادل والالتزام بتبادل تأييد مواقف الطرفين في المحافل الدولية. وتعزيز التنسيق والتشاور حول المسائل المتعلقة بالتجارة والبيئة والسلم والأمن والتبادل الثقافي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان. كما يهدف المنتدي الي تعزيز التعاون في مجالات الثقافة والصحافة والاعلام وتبادل الخبرات ودعم التواصل بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والمنظمات الشعبية وتطوير التعاون بين الجهات الأكاديمية ومراكز الفكر والدراسات. واقامة منتدي لمراكز الفكر الأفريقية والصينية. وأضاف المتحدث الرسمي أن خطة عمل المنتدي تهدف أيضا إلي تعزيز التعاون بين الجانبين الصيني والأفريقي في قطاعات الصحة والتعليم وتنمية الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا وجهود القضاء علي الفقر وحماية البيئة ومواجهة ظاهرة تغير المناخ. منوهاً أنه سيتم إجراء تقييم للنتائج التي حققها المنتدي علي مدار الخمسة عشر عاما الماضية في مختلف الأصعدة. من جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينج إن بلاده ستعمل علي رفع مستوي العلاقات الاستراتيجية مع افريقيا في جميع المجالات متعهداً بتقديم قروض ومنح ميسرة لدول القارة خلال السنوات المقبلة. وتعهد الرئيس الصيني - في كلمته بافتتاح قمة منتدي التعاون الصيني الافريقي بجوهانسبرجبجنوب افريقيا - بأن تقدم بلاده 60 مليار دولار لافريقيا موضحا أنه في القطاع الزراعي ستدعم الصين المشروعات الزراعية في 100 ألف قرية افريقية وتدعم المنتجين الزراعيين وسترسل 30 بعثة من الخبراء الزراعيين الي افريقيا بجانب التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث الزراعية خصوصا أن دول القارة تعاني من نقص الموارد الغذائية والمحاصيل الزراعية وأن الصين ستقدم مساعدات بقيمة 100 مليون يوان صيني للمزارعين الذين تضررت محاصيلهم الزراعية بسبب الآفات أو الكوارث الطبيعية وفيما يتعلق بالبنية التحتية. قال الرئيس الصيني - خلال القمة التي تشارك فيها مصر بوفد يرأسه المهندس شريف اسماعيل - إن بلاده تدعم شركاتها لإقامة هذه المشاريع في دول القارة وهناك 50 مشروعا ستنفذها الصين في هذا المجال. كما أعلن أن الصين ستدعم تنفيذ 100 مشروع للطاقة النظيفة وحماية الحياة البرية واقامة مدن ذكية حتي لا يكون تطوير التصنيع في القارة الافريقية علي حساب البيئة. وأشار الرئيس الصيني إلي أن بلاده ستساعد دول القارة الأفريقية في الحد من الفقر. موضحا أن بلاده لديها خبرة كبيرة في هذا المجال باعتراف الأممالمتحدة حيث نجحت خلال ال 30 عاما الماضية في إخراج 100 مليون صيني من تحت خط الفقر وفي هذا الإطار أعلن عن تنفيذ الصين ل 200 مشروع تنموي لمساعدة النساء والاطفال. وأكد دعم الصين لقطاع الرعاية الصحية في افريقيا من خلال المركز الافريقي لمكافحة الأمراض ومواصلة إرسال الفرق الطبية الصينية لدول القارة وتقديم الدواء الصيني الجديد لمكافحة الملاريا وتشجيع شركات الأدوية الصينية علي إنشاء مصانع لها في القارة. كما أعلن شي جين بينج عن إعفاء الدول الافريقية الأقل نموا من القروض التي لم يتم سدادها حتي 2016 وعن تقديمه منحة بقيمة 60 مليون دولار للاتحاد الافريقي بالاضافة إلي دعم قوات التدخل السريع التابعة للاتحاد الافريقي في مجالات مكافحة الإرهاب والشغب وإدارة الهجرة في إطار التعاون مع القارة في عمليات حفظ السلام. من جانبه قال موجابي مشيرا إلي الرئيس الصيني : "لدينا هنا رجل يمثل دولة كان يطلق عليها بلد فقير.. بلد لم تكن أبدا استعمارية شي جين بينج يقوم بالدور الذي كان من الأولي أن يقوم به آخرون.. دعهم يسمعون إذا كان لديهم أذن يسمعون بها" وأضاف موجابي "إننا نرحب برغبة الصين لتنمية التعاون في مجالات الزراعة والقيمة المضافة مما سيساهم في تعزيز التجارة ويساعد الدول الافريقية في النمو" مشيرا إلي أنه حان الوقت الذي تتخلص فيه افريقيا من الظلم التاريخي الذي تعرضت له خصوصا في عدم التمثيل العادل لها بالأممالمتحدة ومجلس الأمن ووصف الوضع الحالي بغير الصحي لافتا إلي أن القارة الافريقية تعول علي الصين في مساندتها والمحاربة معها للوصول الي ديمقراطية حقيقية في الأممالمتحدة وتمثيل عادل في مجلس الأمن الدولي من جانبها قالت نيكوسوازنا زوما رئيسة المفوضية الافريقية إن منتدي الصين - افريقيا منذ إنشائه عام 2000 أكد إمكانية اللحاق بركب التنمية وهو يتفق مع أجندة التنمية الافريقية لعام 2063 لنصل إلي الصورة التي نرجو أن تكون عليها افريقيا. وطالبت بإعطاء أولوية للشباب في كل من افريقيا والصين وزيادة التعاون في المجال الثقافي والتبادل الشعبي والمرأة الافريقية والصينية موجهة الشكر للصين علي جهودها في احتواء مرض الإيبولا ومساندة الدول المتضررة منه. وفي كلمته أشاد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بمبادرة الصين لدعم قوة التدخل السريع التابعة للاتحاد الافريقي وجهودها لضمان الأمن والاستقرار وإحلال السلام في العالم. قال إن افريقيا تواجه العديد من الأزمات التي تتطلب استراتيجية لمواجهة تداعياتها التي تؤثر علي التجارة وتدفق الاستثمارات وعلي الرغم من ذلك فإن معدلات النمو في القارة تشهد تزايدا مطردا مشيرا إلي أن الصين وافريقيا يشكلان معا ثلث سكان العالم وهو ما يعطي زخما كبيرا للتعاون بينهما حيث تمثلان معا سوقا كبيرة للمنتجات وأيضا قوة كبيرة للانتاج والأيدي العاملة. وذكر زوما أن الموارد الطبيعية والمزايا التي تتمتع بها افريقيا جعلتها مطمعا للدول الاستعمارية في الماضي فكانت مزايا افريقيا بمثابة عيب لكننا سنعمل الآن علي الاستفادة من هذه المزايا وللحد من معدلات الهجرة المتنامية بسبب الاحباط والحروب والصراعات التي تشهدها بعض دول القارة وهو ما يستدعي العمل علي إحلال السلام حتي لا يتعرض أبناء القارة للوقوع فريسة لدعاة التطرف والإرهابيين.