«لم تكن الأيادي التي تصفق بحرارة شديدة بل كانت القلوب هي التي تحتفي به» .. الحديث هنا عن الفنان القدير حسن حسنى أيقونة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام .. أمس الأول احتفى مجموعة كبيرة من أصدقاء الفنان القدير والتفوا حوله بترحاب شديد فقال الناقد طارق الشناوى: «كثير من نجوم الكوميديا يعتمدون على بعض المصطلحات والإفيهات لإضحاك الجمهور، بعكس حسني يعتمد على الإبداع، وهو ما يظهر في اعتماد مخرج بقيمة عاطف الطيب عليه في العديد من أعماله، مما يؤكد أنه فنان ملهم لأي كاتب سيناريو أو مخرج». وجاءت كلمة رئيس المهرجان محمد حفظى: «أن تكريم حسنى يعد تكريمًا للمهرجان، فلحظة قبول تكريمه من المهرجان جاءت بالإجماع، وأضاف: «حسني له فضل كبير على أبناء جيلي ما بعد 2000، حيث ساعدنا كثيرًا سواء فنانين أو مخرجين أو منتجين، على سبيل المثال أنا كمنتج كان في بعض الأحيان يقدم أعمالًا مجاملة، وغير ذلك من المساعدات التي لا ينكرها أحد، لذلك أرى أننا يجب علينا إعادة اكتشاف أعماله وأدواره». المنتج محمد العدل وصفه ب «المشخصاتي»، قائلا :«أنت لك فضل على هذا الجيل بأكمله، سواء في الجانب الكوميدي او التراجيدي، فنانين أو مخرجين، خلال الأعوام العشرين الماضية، حيث إنك قمت بدعمهم جميعًا»، موضحا أنه المكرم الوحيد الذي لم يحصل اسمه على أي اعتراض داخل لجنة الاختيار. «حسن حسنى» أعرب عن سعادته بكلمات أصدقائه ، مشيرًا إلى أن تكريم مهرجان القاهرة لا يمكن أن يتم تفويته، وذلك لعراقته وتاريخه الكبير، كما يجب أن نفخر بمصر كونها أقدم دولة تقدم سينما في الشرق الأوسط. وعن أدواره وتاريخه قال: «لا أبحث عن اسمي أن يوجد في التترات، الأهم هو القيمة التي أقدمها من خلال العمل، أحيانًا كانت تقدم لي أعمال دوري بها من الصفحة الأولى حتى الأخيرة وكنت أرفضها، وعلى العكس كانت هناك أعمال أقدم بها مشهدا واحدا وتترك أثرًا مثل دوري في فيلم «الهجام» لا يستطيع أحد حذف دوري من الفيلم، لذلك أريد أن أثبت في ذاكرة المشاهد بعد كل عمل أقدمه ولا أكون مثل صفحة بيضاء تعبر أمامه». وأكد أنه تعلم من الجيل الفائت كله من ممثلي الكوميديا ، ليس في تقليد أو تكرار الإفيهات التي يقدمونها ولكن في طريقة الأداء والتعبير، مضيفًا «عندما تأتيني الشخصية أترك «حسن حسني» جانبًا، وأضعه داخل الشخصية وأتركها هي التي تقودني وليس العكس، لأني في البداية قدمت دور شر مع المخرج الكبير عاطف الطيب، وبعدها كانت كل الشخصيات التي أقدمها في ذلك الإطار وهو الشر، حتى اتبعت تلك الطريقة التي تجعلني داخل الشخصية وأعيش كل تفاصيلها كأنها حقيقية». وتمنى أن يختتم مسيرته بتقديم أدوار في المسرح العالمي، أما عن مدى قابلية تقديمه لأي دور لمجرد التمثيل أو مقابل المال فأشار الي أنه لن يقدم شخصية لا يحبها، بل بالعكس فقد قال لمخرج فيلم «سارق الفرح» داود عبد السيد إنه مستعد لتقديم الدور ولو دون مقابل، برغم أن الدور الذي قدمه في العمل من أكثر الأدوار التي أرهقته.