تتوالى الأحداث وتتسارع، تتلاشى معالم الزمن، ليختفى التاريخ، ونجد أنفسنا فى زمن أخر وواقع مختلف، واقع ولد من «فرق التوقيت» وبهذا العنوان يأخذنا الفنان شعبان الحسينى الى عالمه الخاص الذى قدمه لنا من خلال معرضه الذى أقيم مؤخرا بقاعة الباب / سليم بمتحف الفن المصرى الحديث بساحة دار الأوبرا. تدور الأعمال على فكرة تحرر الإنسان من الوقت والزمن، حيث يظل الإنسان دائما خلال العصور المختلفة يحمل معه القيم والمبادئ والمشاعر الإنسانية، حتى وان اختلفت الظروف وتغير التاريخ، فالمشاهد لا تتغير والأحداث دائما تتكرر، والإنسان يظل كما هو حتى وإن اختلف المكان والزمان، جاءت الأعمال فى مجملها اقرب إلى المدرسة التجريدية، ابتعد الفنان عن دراسة التفاصيل والملامح الإنسانية، كما استخدم مجموعة لونية قوية ومميزة البطل الرئيسى فيها اللون الأزرق، بالإضافة إلى مجموعة من الألوان الساخنة، كل هذا ساعد على توصيل فكرة الفنان، فمع كل لوحة من لوحاته يأخذنا معه إلى عالمه الخيالي. يقول الفنان شعبان الحسينى عن معرضه : «تتلاحق الأحداث، تتداخل اللقطات، فندرك حينها أن فروق التوقيتات قد عصفت بالتاريخ، ورسمت تاريخاً آخر، فى زمان ما، فى مكان ما، لأُناس آخرين».