نائب الوزير للتطوير: وضعنا خطة تدريب مستمر.. لجنة لزيادة الرواتب.. وتعيين مدرسين جدد المعلمون: رواتبنا غيرمناسبة والتطوير غير فعال حتى الآن «تعليم النواب»: نشارك المصريين اهتمامهم ونعد مع الحكومة قانونا جديدا مر «اليوم العالمى للمعلم» دون أن يذكره أو يتذكره كثيرون، رغم الدور الكبيرالذى يؤديه المعلم فى صياغة مستقبل الأجيال القادمة ، ويرتفع مقياس هذه الأهمية بعد إعلان عام 2019 عاما للتعليم وهى المبادرة التى تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى بإصدار تعليمات صريحة لوزارة التربية والتعليم لإنشاء 250 ألف فصل جديد وزيادة رواتب المعلمين بنسبتتوافق مع درجة كل منهم . «تحقيقات الأهرام» تستعرض فى السطور التالية جزءا من مشكلات الواقع وبعض رؤى المعلمين والمعنيين بالتعليم، ونبدأ برصد الوضع الحالى وما به من سلبيات ثم وضع رؤية للتغلب عليها ثانيا ، كما ننقل عنهم تصورهم للتطوير المنشود لمنظومة التعليم فى مصر. ونبدأ بنقل بعض المشكلات التى يعانى منها المعلمون حيث يقول م .ع - معلم خبير : هناك أشياء قد تبدو صغيرة للبعض لكنها مؤثرة جدا، فمثلا نجد أن التدريس واقعيا يأتى فى ذيل أعمال المدرس فالمدرسون مشغولون بأعمال إدارية كثيرة مثل التنسيق وتسلم الملفات والتواصل مع الحى وأجهزة وشركات المياه والكهرباء وحتى التليفونات والانترنت بعد دخوله وغيرها الكثير، ممايشغلهم عن مهمتهم الأساسية ويؤثر عليها، فبعض مديرى المدارس يهمهم فى المقام الأول الضيوف وزيارات المسئولين ومظهر المدرسة وانضباطها الشكلي، بينما يعتبر بعضهم أن الشرح فى الفصل واستيعاب الطالب هى مسئوليته هو وولى الأمر ولو فى مراكز الدروس الخصوصية وبذلك تفقد المدرسة أهم أدوارها. عجز التخصصات أما ص. ط - معلم - فيقول : العجز فى بعض التخصصات بلغ درجة لا تحتمل وزادت حدته مع وقف التعيينات وبات من المشكلات المستعصية و رغم كل مايقال عن التطوير فما زالت طرق التدريس المتبعة قديمة جدا، وحتي التدريب الدورى روتينى وورقى للترقى الوظيفى إلى الدرجة الأعلى فقط، والدليل على ذلك أننى تعيين 1988 وطوال هذه الأعوام الثلاثين لم أحضر دورة تدريبية واحدة فى تدريس مادتى أو مستجدات طرق التدريس، رغم أن هذا فى صميم المهنة. . كما أن المعلم مرهق فى أعمال إضافية خارج مهنته حتى يفى باحتياجات أسرته، فبعد 30 سنة فى المهنة راتبه لا يتجاوز 3000 جنيه لا تكفى المأكل والمشرب والعلاج ولا الحد ادنى من كرامة المظهر، وأعرف زملاء اضطروا للعمل بمهن أخرى فى فترات مسائية حتى الصباح ويذهبون الى المدرسة دون نوم، فكيف يمكنهم متابعة طلابهم وتشجيع الموهوبين منهم كل ذلك نتيجة اللهث وراء لقمة العيش الذى يقف حائلا بين المدرس وتثقيف نفسه والارتقاء بقدراته مع أن الوزارات المتتابعة تأتى كل عام بمنظومة جديدة لا يحظى فيها المعلم بالاهتمام الكافى الذى يليق به. كثافات هائلة كما أن من بين المشكلات الكبيرة زيادة كثافة الفصول فهى تزيد على الستين فى المدن وتتجاوز المائة فى بعض القري، فكيف يشرح المعلم لفصل بهذا العدد ويتجاوب مع الطلاب ويتابعهم، إضافة إلى تسجيل الغياب لكل هذا العدد فيضيع 10 دقائق من زمن الحصة الذى هو 45 دقيقة فقط، وبالنسبة الى المناهج شكوا من ازدحامها بتواريخ ومعلومات كثيرة هامشية العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر. تطوير شكلي أما بالنسبة للتكنولوجيا الجديدة مثل السبورة الذكية فهى كثيرة الأعطال وعندما نتصل بالتطوير التكنولوجى عند توقفها عن العمل لأى سبب نادرا ما يأتى أحد لإصلاحها رغم عدم وجود بديل لها فى الفصل لتصبح عبئا يحتل مكان السبورة القديمة التى يمكن العمل عليها بالطباشير ورغم بدائيتها لكنها أفضل من الذكية المعطلة. تقييم التجربة وحول دور المعلم وتطوير التعليم بشكل عام يقول الأستاذ الدكتور سامى هاشم رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب ونائب رئيس جامعة قناة السويس وعميد كلية التربية بها سابقا : أشعر بانتمائى الكامل للتربية والتعليم ولدور كليات التربية، كما أننى أنتمى للمعلمين وأعدهم بأن نقدم لهم كل ما فى استطاعتنا، بالتعاون مع وزارة التعليم فى تحقيق طموحاتهم وآمالهم .. كما أن لجنة التعليم تتابع مع الوزارة تطبيق النظام التعليمى الجديد الذى بدأ تطبيقه فى رياض الاطفال والصف الأول الابتدائى والأول الثانوى وبالتالى هؤلاء من سيشعرون بالتغيير أكثر من غيرهم، وهناك بالفعل قلق كبير من التغيير وعدم وضوحه الى الآن رغم مضى أكثر من شهرين على بدء الدراسة واستمرار المعاناة المعتادة فى المدارس بل زاد عليها عدم تفعيل المنظومة الجديدة سواء فى بنك المعرفة أو التابلت أو طبيعة الأسئلة والامتحانات والتقييم واستمرار المواد طوال العام الدراسى وليس لفصل دراسى واحد كما كان فى السابق مما يعد ضغطا كبيرا على الطلاب والأسر المصرية ويشجع على الدروس الخصوصية. ولا يمكن تقييم التجربة فى بدايتها، لأن تطبيقها يستغرق 3 سنوات والحكم الصحيح عليها لن يكون قبل انتهاء تلك الفترة..أما بالنسبة لمشكلة الدروس الخصوصية فليست نتاج التعليم فقط وإنما ترجع لأسباب كثيرة فى المجتمع والثقافة والإعلام إضافة الى التعليم وفيما يتعلق بالمعلم فهو صاحب أسمى رسالة ودليل ذلك قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «بُعثت معلمًا» هذا يقتضى تحمل أعباء ومسئوليات جسام يفترض فى كل معلم تحديها والتغلب عليها لأننا نبنى المستقبل، ولجنة التعليم تدرس فعليا مشكلات المعلمين وتعمل جاهدة على حلها. قائد التغيير ومن جهته يقول الدكتور جمال شيحة عضو لجنة التعليم بالبرلمان وأستاذ الكبد بطب المنصورة :دور البرلمان هو المشاركة فى وضع الخطط والتشريع ولا يمكن لأى بلد أن يحقق قفزة فى التعليم دون حصول المعلم على كل حقوقه معنوية ومهنية ومالية، وهذه بدهيات، إضافة الى اقتناعه بأفكار التطوير ومشاركته فيه والا كنا كمن يحرث فى البحر فقائد التغيير هو المعلم، وبغير ذلك يصعب الحديث عن طفرة و نرجو من الدولة الاستماع لما قلناه فى لجنة التعليم منذ 3 سنوات برفع المستوى المادى للمعلمين لأن مطالب المعلم ليست «فئوية» ولكنها «وطنية» وبالذات بعد إطلاق الرئيس تصريحه أمام البرلمان بأن العام المقبل «عام التعليم» وتكليفاته الأخيرة للحكومة. رأى النقابة وهناك مشكلات أخرى يعانيها المدرس يستعرضها محمد عبد الله - الأمين العام للنقابة العامة للمعلمين بقوله : يجب أن يميز المعلم أدبيا وعلميا وماديا لكن بكل أسف لم نجده مشاركا فى إعداد المناهج رغم أنه الأكثر معرفة بالطالب وما يدرس له والنقاط الأكثر قبولا من الطالب عن غيرها، وعلى سبيل المثال لم تراع الفروق الإقليمية بين محافظات مصر والشخصيات الإقليمية داخل كل إقليم مثل أحمد عرابى فى الشرقية، كما أن المعلم المصرى هو الذى قاد التعليم فى المنطقة العربية طوال عقود طويلة. وتعجب من أن العالم المتقدم كله - والذى نطمح الى اللحاق به - نجد المعلم هو الأعلى أجرا - كما فى ألمانيا واليابان وغيرهما - لكن بات المعلم لدينا من بين أقل المهن أجرًا، بل يزداد الغبن مع كل اهمال يقوم به وهناك أمثلة كثيرة على ذلك منها أن المعلم إذا شارك فى مراقبة أو تصحيح امتحانات يحاسب ماليا على أساسى 2014 ، بينما إذا أخطأ يجازى ماليا على أساسى 2018 ، وترجمة ذلك أن ما يتقاضاه فى حالة مكافأة الامتحان 65 جنيها، بينما فى حالة الجزاء يصبح الخصم 500 جنيه فهل هذا عدل؟ يضاف الى ما سبق ما نشاهده من اقتحام بعض المواطنين للمدارس والاعتداء على هيئات التدريس بها مما يفقد المعلم هيبته واحترامه أمام طلابه، وحتى أمام المجتمع ويصيبه بأزمة نفسية، وكنت قد اقترحت حلا لتلك النقطة بتشكيل شركات أمن لحراسة المدارس تكون تابعة للوزارة ويعمل بها شباب براتب يتم تدبيره من الجمعيات التعاونية أو غيرها تحفظ للمدرس كرامته ولا نشغله بمهام حفظ الأمن فى المدرسة، ونرجو تنفيذها قريبا. الولاء للمدرسة وحول مشكلات التعليم الحالية غير المعلمين ومنها الاجهاد الهائل الواقع على الطلاب وعدم ظهور آثار التطوير حتى الآن فى مدارسنا، دافع عن التجربة قائلا إن الحكم عليها يجب أن يكون بعد عام دراسى أو على الأقل فصل دراسى وأدواتها من جهاز الكمبيوتر اللوحى والسبورة الذكية وبنك المعرفة وغيرها لم تفعل، واعترف بوجود تقصير فى تعريف المجتمع بهدف التجربة الجديدة والتمهيد الكافى لها. وقبل أن ينهى كلامه دعا الى تبنى مبادرة «الولاء للمدرسة» من كل خريجى مدارسنا حتى تستطيع الأخيرة القيام بواجبها على الوجه الأكمل دون أن تعوقها الامكانات المادية ونقص الميزانية. خطة الوزارة حملنا هذه التساؤلات الى الدكتور محمد عمر نائب وزير التعليم لشئون المعلمين والتطوير فقال: إن جميع المعلمين فى المرحلة الثانوية القائمين بالتدريس للصف الأول الثانوى تلقوا التدريب اللازم وبعضهم لم يتلق هذا التدريب، لأنهم فى الأساس معلمو إعدادى ونقلوا الى الثانوى لسد العجز بقرارات داخلية فى المديريات لم تخطر بها الوزارة، وهؤلاء يجرى إعداد برامج تدريب لهم حتى يلحقوا بزملائهم الذين اجتازوا هذه الدورات وباستثناء هؤلاء فجميع المدرسين فى المرحلة الثانوية تلقوا التدريب اللازم وهم مؤهلون للعمل بالنظام الجديد وأضاف نائب وزير التعليم لشئون المعلمين : أن الوزارة تضع خطة لزيادة رواتب المعلمين والارتقاء بالخدمات المقدمة لأعضاء هيئة التدريس، وذلك من خلال لجنة مكلفة بدراسة ذلك، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال أيام، والخطة تستهدف زيادة الرواتب على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة لتوفير حياة كريمة للمعلمين وتحسين مستوى الدخل خاصة بعد ارتفاعات الأسعار التى شهدتها وتشهدها الدولة، نحن نجرى تطويرا وتدريبا مستمرين للمعلم منذ شهر أغسطس الماضى ويستمر عاما كاملا، وتم حتى الآن تدريب 130 ألف معلم وجار تدريب 40 ألفًا آخرين حتى شهر أغسطس من العام المقبل، وبالنسبة للمناهج فنحن بالفعل ننفذ خطة تنمية مهنية مستديمة لتطوير بعض المناهج وتغيير البعض الآخر بشكل كامل طبقا لخطة موضوعة مسبقا، فلا يمكن تغيير المناهج كاملة مرة واحدة ولكن قدر الامكان. وحول وجود عجز فى مدرسى بعض التخصصات قال إنه سيتم تعيين مدرسين جدد ، و لكن بعد الاستغلال الأمثل لكل المتاح كما أن التدريبات النمطية التى كانت تجرى للتدريب الشكلي لن تسمح بها فى الوزارة الفترة المقبلة، فالتدريب رحلة ممتدة لتنمية المهارات ولتعزيز الأدوات، وختم كلامه بقوله : أؤكد لكل طالب وولى أمر أن التغيير أفضل مما يظنون جدا ولا داعى لمهاجمة المنظومة من البداية ويجب الانتظار قليلا حتى نرى التأثير الإيجابي، وحول توجيهات الرئيس الأخيرة المتعلقة بزيادة رواتب المعلمين، قال إنها قيد التنفيذ طبقا لخطة يجرى وضعها على مراحل.فالهدف هو تحقيق نهضة تعليمية لمصرتشمل كل أطراف العملية التعليمية والتى ننتظرها جميعا وأن تظهر بوادرها سريعا دون تأخير أو قصور.