الصورة الهزيلة التي شهدناها لما يسمي مليونية أو مظاهرة24 أغسطس والأعداد المحدودة للغاية, التي شاركت في هذه المظاهرة, ناهيك عن الفقر الشديد, الذي ميز مضمون ومحتوي فعالياتها. كل ذلك يؤكد الفشل الذريع لمنظمي هذه المظاهرات والداعين والداعمين لها وهو فشل يمكن تقسيمه نظريا بين أربعة أطراف. الطرف الأول: وهو الشخصيات التي دعت مباشرة لهذه التظاهرات وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تلك الشخصيات ليس لها وزن يذكر في الشارع السياسي أو لدي الجمهور العريض والحقيقي وبالتالي فإنه يمكن توقع اختفاء او انزواء معظم تلك الشخصيات إن لم يكن كلها قريبا. الطرف الثاني: هو الأحزاب التي تبنت هذه الدعوات الفردية وحاولت حشد أنصارها لدعمها وقد أثبتت وقائع24 أغسطس أن هذه الأحزاب بعجزها الواضح عن التعبئة والحشد قد ماتت سريريا, وربما يصيبها مصير لن يختلف كثيرا عن مصير الشخصيات التي دعت لتلك التظاهرات الذبول والانزواء والاختفاء. الطرف الثالث: هو ما يمكن تسميته قوي الثورة المضادة التي حاولت أن تجد في تلك الدعوات وهذه المناسبة غطاء يمكن أن تستخدمه للعودة من جديد إلي الشارع علها تجد موطئ قدم لتأجيج نيران الفتنة مجددا.. وقد تلقت هذه القوي ضربة قوية إن لم تكن قاصمة بعد السقوط المدوي لدعوات ومحاولات الانقلاب علي الشرعية الدستورية والشعبية. أما الطرف الرابع والأخير الذي كانت فضيحته بجلاجل فقد تمثل في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية إعلام الفلول التي حاولت أن تمهد دعائيا وإعلاميا لتلك التظاهرات وتنفخ في كيرها محاولة تصوير المشهد وكأننا مقبلون علي ثورة ثانية أو ما سموه ثورة الغضب, أو غير ذلك من المسميات التي ثبت أنه ليس لها أي صدي أو وقع في الشارع أو لدي المواطن العادي. إذن هو الفشل أو الشلل الرباعي سمه ما شئت الذي يتعين ان تقف أمامه هذه الأطراف جميعا وتراجع حساباتها, وتأخذ العبر من الصفعة التي وجهها الشعب في غالبيته الكاسحة لها, علها تلحق بقطار النهضة الذي انطلق ولن يتوقف بإذن الله إلا مع تحقيق أهدافه وأهداف الوطن في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. المزيد من أعمدة هشام فهيم