لا أخفيكم سراً أننى من عشاق الأبطال الخارقين، لكنى لم أنتبه لهذا الأمر إلا عند قراءة خبر وفاه "ستان لى"، مبتكر شخصيات الأبطال الخارقين، وبرغم مرور السنين، إلا أننى لم أسأل نفسى يوماً عن سر إعجابى بهم، ولم يتبادر لذهنى يوماً هل نحن حقاً فى حاجة لمثل هؤلاء الأبطال الخارقين فى حياتنا الواقعية؟!. هل الخير يحتاج لقوة خارقة تفوق قوة البشر الطبيعيين لينتصر فى معركته ضد الشر؟، وهل دوماً المعركة بين الخير والشر تترك خلفها هذا الكم الهائل من الدمار، كالذى نشاهده فى أفلامهم؟!. أعلم جيداً أننا منذ خلقنا ونحن فى صراع دائم بين الخير والشر، وكأن هذه المعركة هى قدرنا على الأرض، والسؤال الأهم هنا من وجهة نظرى هو: هل نحن حقاً فى حاجة لمنقذين ذوى قوى خارقة ليخلصونا من خطايانا ومشاكلنا لنصل للمدينة الفاضلة؟!. أرى أننا جميعاً بداخلنا أبطال خارقون، لكنهم يتوارون تحت كواهلنا التى ناءت من أحمال الحياة، حتى صار الكثيرون عاجزين عن المشاركة بالقول أو الفعل، مكتفين بالمراقبة لما حولهم، مكبلين بأغلال نفسيه تدفعهم للاستسلام، فلا يجدون سبيلاً سوى اللجوء للأمانى الصعبة كوجود أبطال خارقين ليروا فيهم شيئاً من العزاء الخادع، ليخوضوا هم المعارك نيابه عنا، ولنحتفظ نحن بمقاعد المشاهدين، ومن يقررون أن يتخلوا عن مقاعد المشاهدين نجدهم مبارزين خلف شاشات الكمبيوتر يقومون بدور الجلادين لا المنقذين. لكنى رغم ذلك مازلت أؤمن بأن فى عالمنا اليوم آلآلاف، بل الملايين من الأبطال الخارقين كل ما يحتاجونه فقط هو الإيمان بقدراتهم والثقة فى أنفسهم. والحقيقة التى لا جدال فيها يا سادة: أن كل صباح ما هو إلا ساحة قتال جديدة، معركة علينا أن نخوضها جميعاً وكل منا له حرية الاختيار.. وإذا اخترنا دور الأبطال، فعلينا أن نقبل التحدى ونواجه مخاوفنا لنحصل على نهايات كالتى نشاهدها فى أفلامهم. لمزيد من مقالات نيفين عماره