تحول الشعب من ميادين التحريربعد خلع مبارك الى السب واللعن والتخوين ولم يقل واحدا شيئا ذا قيمة فى حياة المواطن بل صار الامر مركزا على ان نبنى مؤسسات الدولة اولا كالدستور ومجلس الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية ثم نبدا فى النظر الى الاقتصاد والتعليم والصحة والنيل مصدر حياتنا والاعلام وما الى ذلك من امور ليست ذات اهمية لدى نخبتنا العظيمة تلك النخبة التى عقد الشعب عليها آمال عريضة انها قد آن الاوان لان تاخذ النخبة فرصتها بعدما تم تجريف العقل المصرى خلال سنوات مبارك الثلاثين ولكن واسفاة لم يجد الشعب صاحب الامر والنهى فى وطنه من نخبة تصدرت المشهد منذ 2011 سوى معسول القول الذى لا يغنى ولا يسمن من جوع وتحول معسول القول من النخبة الى تجارة اعلامية يسترزق منها الكل بدون استثناء وصارت نخبة لاتستحق ان تكون الا نخبة بلاليص ستان .. وما جنى الشعب من كل هذا الا الضياع ولنفصل المجمل الى: 1/السياسة *********** استولى على المشهد المصرى بعد خلع مبارك مجموعة من المنتفين الجدد الذين توارو خلال عهد مبارك فمنهم من داهن سرا ليحصل على ما يمكنه من البقاء ، ومنهم من نافق بكل انواع النفاق ليكن من السلطة بمثابة الذيل ومنهم من تمرغ تحت اقدام السلطة وقدم فروض الطاعة العمياء خادما مطيعا .. الثلاثة يشتغلونها ! ممن داهن ومن نافق ومن تمرغ فى وحل السلطة لم يكن منهم لسطة مبارك صادق واحد بل انهم مجرد خلع مبارك صار الثلاثة من لاعنى مبارك وعهدة وايامه وبدأ الثلاثة يتقدمون المشهد الحصرى لهم ليعلن المداهن انه كان ضد مبارك وفسادة وانه كثيرا ما نصح غير ان مبارك العنيد لم يستمع اليه !..... ويعلن المنافق انه ظل طيلة عهد مبارك يدافع عن الحريات والشعب المطحون وكانت له صولات وجولات فى مجلش الشعب ضد الفساد ولكن لم يسمعه احد! ويعلن المتمرغ تحت اقدام السلطة انه كان فى السلطة من اجل الشعب ولمصلحة الشعب ولم يشغلة سوى الشعب !! هكذا سنوات مابعد الثورة مداهنة ونفاق وتمرغ رخيص من اجل الكرسى الا لعنة الله على هذا الملعون – الكرسى-! تحولت السياسة الى فضائيات واعلام كل يدلو بدلوة فى ساحة لا رابط لها لتنتهى المأساة بتحول مصر الى شبة دولة وحينما تكون هكذا يسهل للمنتفعين وتجار الشطنة الاستيلاء عليها بسهولة ... وقد كان ما كان لابد ان يكون لانه بدون ان يكون كنا سنظل اعواما اخرى تائهون بين مداهن ومنافق ومتمرغ تحت اقدام السلطة فكان لابد ان يحدث ما حدث من استيلاء تجار الشطنة على مصر وشعبها ولكن حقيبتهم هذه المرة لم يكن بها منتجات صينية بل كانت محشوة بمنتجات ما قبل بزوغ فجر الصين ، تجار مهرة فى كل شىء ملئوا حقائبهم بالمواعظ والحكم والامثال والتشبة بخير رجال مشوا على الارض محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وصحابته الكرام ، شعب مصر فى حاجة ماسة لان يجد عمر بن الخطاب ، متعطشون لان يوجد بيننا من يقود البلاد والعباد الى العدل والحرية الى العٌلا ... فاذا بالمداهنون القدامى يحتلون الصدارة ولما لا وهم اول من رفع الشعارات التى تعبر عن شعب متدين ( الاسلام هو الحل) ( للقدس رايحين شهداء بالملاين) ( خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود) .... الخ شعب متدين يلزمة حكومة متدينة تنقذة من براثن الجهل والتخلف والفساد فليكن حاكمة رجل هو صورة من الفاروق عمر وحكومته رجالها امثال ابو عبيدة وسعد وخالد .... الخ اما كبيرهم فليكن مرشدا قابعا فى العلا تطوف مصر حولة تيمنا وبركة مقبلة يدية عسى ان ينال مقبل يدية بركة الحرية والعدل من جناب المرشد الهمام الذى عقمت النساء ان يلدن مثله ! وليكن خبير الاقتصاد الاول من هؤلاء القوم الذين لا يبحثون عن المال بل هم يعملون بكد يصلوا الليل بالنهار من اجل راحة هذا الشعب الذى به من الفقر والمرض والجهل الكثير والكثير واطمئن الشعب الطيب ان هؤلاء القوم خير من يقوم بالامر، واستمع الشعب موقنا بهم انه لابد من نعم لدستور يبنى حياتهم على اسس صحيحة ثم اصغى الكل اليهم ليختار رئيسا منهم صوروه لنا انه الزاهد التقى الورع لنتقدم لاختيارة ، وقد كان ... ثم نعم لدستور هو الاول من نوعه فى العالم ، هو بداية لعجلة الانتاج ودورانها لتستقر مصر ويهنأ شعبها بما سيكون من خير واستقرار وصدق الشعب انه بمجلس الشعب – والملاين التى انفقت عليه- وبانتخاب الرئيس الزاهد الورع _ المداهن القديم لمبارك- وبدستورلا مثيل له فى العالم – حقا لامثيل له – صدق الشعب انه بذلك ياكل الجائع فلن نجد باحث فى القمامة عن لقمة خبز ولن نجد فى شوارع مصر متسولا وستكون المقاهى فارغة طيلة اليوم لان العاطلون قد ذهبوا الى اعمالهم .. اما المقاهى فلن تفتح الا للترويح عنهم فى المساء ولبعض الوقت حيث لا مجال للعب النرج او الخوض فى اعراض الناس او خدش حياء انثى تسير بالشارع! خلال الحقبة الممتدة من يناير 2011 الى انتخاب المداهن _ تحول الى ورع وزاهد فيما بعد_ لم يجنى الشعب سوى الضياع اكثر مما كان ... ثم جاءت حقبة حكم تجار شنطة جدد ملىء بالمواعظ والحكم والامثال – تجار بيع الدين - فلم نجنى منها شيئا وكلما تقدمنا ذراعا ما نلبث ان نعود للوراء سبعون ذراعا !! هكذا كانت السياسة طيلة الحقبة من 2011 الى 2013 فضائياتنا لا حديث لها الا فى السياسة ، صحف قومية ومستقلة حديثها وشغلها الشاغل سياسة . تحول الشعب كله الى السياسة وهذا وذاك ومؤيد ومعارض ومع وضد ومظاهرات مؤيدة واخرة مضادة لها داعمة ومؤيدة ليسقط الضحايا فى اكثر من موقعة وفى اكثر من مكان وتسيل دماء بريئة حلمت فى يوم ما ان يقام الميزان بالقسطاس ! ما يقرب من ثلاثين شهرا دون ان نجد طريقا للخروج من المستنقع الذى نحن به .. لنظل فى حلقة مفرغة ما ان نصل الى نهايتها الا ونبدأ من جديد رحلة الدوران .. ما الحل اذن ؟ ................. هل ثورة يناير ثم ما اعقبها من موجة 30 يونيو ليس لها من مكتسبات سياسية سوى خلع مبارك ثم خلع مرسى ( الزاهد الورع)!؟ .. هل هاتان الثورتان المتلاطمتان كجلمود صخر حطه السيل من علٍ مجنينا سوى الدوران حول انفسنا بدون طائل ؟ العقل يكاد يتوقف نهائيا مما حوله من احداث .. كل شىء منهار لاامن ولا امان لا اقتصاد ولا تعليم لاصحة ولا عمل ما الحل ؟ اليس فيكم رجل رشيد ؟ !! لقد تحولت مصر خلال الثلاثين شهرا الى ساحة كبيرة لنخب اقل ما يوصفون به أنهم – نخب بلاليص ستان – اشباه نخب فما هم كانوا على مستوى المد الثورى فى 25يناير 2011 ولا التحقوا بمد 30يونيو 20113 ، بل ظلوا على حالهم الذى لم يستطيعوا الإفلات منه. وهذا امر خارج عن ارادة بلاليص ستان لان المدى العقلي لديهم متوقف منذ ثلاثين عاما لأسباب عدة هم يعلمونها اكثر منا ولا ننكر الدور العظيم لمبارك وحاشيته خلال ثلاثين عاما من وقف اى عقل يمكن أن يخرج جديدا ليس فى مصلحة مبارك وحاشيته المقربون منه من المداهنون والمنافقون والمتمرغون .. لذا رضي المتخلفون بمقعدهم خلف مبارك من دون همس ولا همس يعلو فوق صوت مبارك ! إذا نحن إمام مشهد عبثي لمدة ثلاثين شهرا ولن ننجو من هذا المشهد إلا بالنظر بعين ثاقبة الى الشعب أولا لا إلى الدستور ومجلس الشعب والانتخابات أيا كان نوعها .. فالدستور ومعركته والانتخابات ومصارعها لن تغنى ولن تسمن ، بل سيزيد كل يوم السوق بمئات من العاطلين وسيتكدس المتسولون فى كل ركن فى مصر .. معارك لا حصر لها بين نخب بلاليص ستان ما بين مواد الدستور تارة وما بين الانتخابات البرلمانية تارة أخرى ثم عما قريب تفتح حلبة المصارعة الروماني لمرشحي الرئاسة ... خلاصة القول : لقد قمنا بثورة فريدة من نوعها – مصر دائما هكذا تصنع كل فريد- ما جنينا منها إلا خلع رأس لنظام فاسد ولكننا لم نستطع ان نقيم نظاما عادلا تتحقق فيه مطالب الثورة من عيش – بدون صرصار ولا مسامير- وحرية – بدون ظلم بين فى اقسام الشرطة – وعدالة اجتماعية- بدون ان يحصل السادة على مليارات والبقية من الشعب لا تجد قوت يومها- مطالب شعب لمدة ثلاثين شهرا لم يجد منها الا قبض الريح هذه اولى مكتسبات الثورة وأهم منجزاتها ... سياسة عرجاء لا تغنى ولا تسمن من جوع !