على عكس ما كان يأمله قطاع كبير فى الرأى العام الأمريكى بأن تأتى الانتخابات النصفية بعلاج للفرقة السياسية والاجتماعية، التى كانت متوارية طوال سنوات ثم صارت معلنة بشكل حاد فى عهد ترامب، فإن المُرَجَّح أن تؤدى نتائج الانتخابات إلى تفاقم أشدّ، بعد أن أسفرت عن نصف فوز ونصف هزيمة لكل طرف، وخاصة مع غياب الحكمة عند معظم قيادات كل منهما، بما أدى بالمسائل الخلافية بينهما إلى حد أن كادت تنحصر فقط فى النزاع الشرس على الحكم، بعد أن كانت وجهات نظر الفريقين فى الماضى تتعدد فى مسائل شتى تتراوح فيها القضايا محل الخلاف من السياسة الخارجية عبر العالم وحتى مناهج تعليم الأطفال..إلخ. وأما الآن، ومع تلويح كل طرف بأن يسحق الآخر، مثلما يحدث فى العالم الثالث، ومع إدراك أن كل طرف يملك سلاحاً قوياً، بعد أن صارت السيطرة للديمقراطيين على مجلس النواب، وأصبح للجمهوريون الكلمة فى مجلس الشيوخ، وأما وأن المجلسين يتقاطعان فى عملهما، فقد صارت إمكانية الاصطدام واردة، إذا تصور أحد المجلسين أنه فوق الآخر وأن كلمته أقوى! لذلك، من الوارد أن تستمر وتتصاعد المشاحنات حتى موعد الانتخابات الرئاسية بعد عامين. وأما المسألة الجديرة بالدراسة، والتى يتغافل عنها كثيرون من أعداء ترامب، فهى أن أمريكا لا تعرف الفوز بأغلبية كاسحة، وأن قاعدة ترامب الانتخابية إذا لم تتجاوز الخمسين بالمئة بقليل، وهو المطلوب عادة للفائز، فإنها لم تقل كثيراً عن الخمسين بالمئة، كما أنها لم تتأثر بأكبر حملة تشهير فى التاريخ ضد رئيس أمريكى، بما يعنى أن تأييدهم له يرجع لأسباب أصيلة لديهم لا تنال منها الحملات المضادة. كل هذا برغم فظاظته وغطرسته التى تعرقل العمل على جذب قطاعات عريضة ممن لم يحددوا اختيارهم كان يمكن أن ينضموا لهذه القاعدة. لذلك ينبغى حساب المستقبل بعد انتهاء حقبة ترامب، حتى إذا فاز لمرة ثانية، عندما يجد هؤلاء ممثلاً آخر لهم، مهذباً لبقاً خفيف الظل إلى جوار زوجته الجذابة وأطفاله الأبرياء وكلبه المدلل! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب