يبدو أن المسئولين عن كرة القدم فى مصر سواء من رؤساء الأندية أو المدربين وغيرهم من عناصر المنظومة أصبحوا على يقين بأن (الساحرة المستديرة) لا يمكن أن يتم ممارستها فى مصر كما تمارس فى الخارج!. فالأزمات المتلاحقة التى أصبحت علامة مميزة لديناميات الحياة هنا، اقتحمت عالم الكرة الذى يغلى فوق بركان هائج من الفتن والتعصب، يلقى بحممه بشكل مستمر وغاضب فى وجه الجميع ولا يستثنى حتى من ليست لهم ميول كروية. والمثير للاستغراب أن معظم تلك الأزمات وراءها نخب سياسية تردد دائما أننا نمر بمرحلة دقيقة وحرجة تتطلب التكاتف والترفع عن الصغائر والالتفات إلى القضايا الرئيسية التى تهم المجتمع!. لكن ترجمة هؤلاء لتلك النصائح تكون بالسقوط بشخوصهم فى زلات لسان أو افتعال أزمات نتيجة سوء تقدير فى معالجة القضايا المنوطة بهم أو تغليب مصلحة شخصية على التوجه العام الذى يدعو للهدوء حتى تتخطى البلاد الوضع الدقيق الذى تعبره الآن. والطريف أن تلك الأزمات الكروية على هذا المسرح المشتعل جذبت أطرافا خارجية استحلت تلك المشاهد العبثية فصبت المزيد من الزيت الساخن على نيران التعصب عبر ضخ أموال لجذب ولاءات الأطراف الرئيسية على الساحة، ليزداد الوضع اشتعالا فتنة وتأليبا للجماهير التى لم يكن ينقصها المزيد من الاشتعال، وكان من أبرز المشاهد المترتبة على تلك الأوضاع المستوى غير المشرف الذى ظهر عليه منتخب الكرة فى كأس العالم، حيث شابت فترة الإعداد للمونديال فضائح وتدخلات خارجية بالمال أفضت إلى ذلك المظهر المؤسف. وعكست مباريات الزمالك والأهلى عربيا وإفريقيا ذروة حالة الانقسام بين المصريين التى بلغت درجة التشفى عند هزيمة أى منهما، وهى حالة تكشف عن تدنى الوعى والانتماء وزوال الروح الرياضية وما يترتب عليها من سلوكيات مشوهة أخرى تخصم من رصيد المجتمع. الإعلام غير الرشيد والتحكيم المنحاز مسئولان أيضا عن تلك الآفة التى تغذيها حالة إحباط مجتمعى وغضب بين الشباب بسبب عدم تساوى الفرص لنيل عيش كريم فتجد تلك المشاعر طريقها إلى ملاعب الكرة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين