آفة خطيرة تستوطن مجتمعنا منذ زمن بعيد لكنها تضخمت واستفحلت بعد ثورة يناير مثلها مثل غيرها من موروثات الجهل والفقر والظلم الاجتماعى ألا وهى التعصب, والتعصب قد يكون لرأى أو لدين أو لعرق أو لفريق كروى. وأسوأ المشاهد العنصرية المقيتة التى يكاد ينفرد بها مجتمعنا مع بعض المجتمعات المتخلفة من حولنا بطلها التعصب الكروى, فلم يعد التعصب الكروى تعصبا لفريق يشجعه الفرد، بل تحول لدى البعض إلى متنفس لاستفزاز والاعتداء اللفظى والبدنى على المنافسين، لتنجرف الرياضة عن هدفها المنشود وهو التسلية والمتعة, بل وتتعدى حدود إثارة العداوة بين مشجعى الدول التى تتبارى فرقها فى المحافل الدولية لتتحول إلى عامل هدم ومصدر انقسام بين أبناء الشعب الواحد. وجسدت مباريات فريقى الزمالك والأهلى الأخيرة فى المحفل الإفريقى ذروة حالة الانقسام بين قطاعات يعتد بها من المصريين بلغت درجة التشفى والفرحة الطاغية عند هزيمة أى منهما من منافس خارجى, وهى حالة تكشف عن تدنى الوعى والإنتماء وزوال الروح الرياضية وما يترتب عليها من سلوكيات مشوهة أخرى تخصم من رصيد المجتمع وتدفع البلاد خطوة إضافية إلى مصاف الدول الفاشلة. قد يكون الإعلام غير الرشيد والتحكيم المنحاز وراء هذه الفتنة بنسبة كبيرة، لكن لا ينبغى أن نعزل تلك الآفة عن حالة إحباط مجتمعى وغضب بين قطاعات الشباب بسبب عدم تساوى الفرص لنيل عيش كريم، فتتحول تلك المشاعر إلى سلوكيات عدوانية تجد طريقها فى مجال الكرة والتشجيع ولهذا يجب ألا تستمر حالة الحيرة والتساؤل عن موعد عودة الجمهور لملاعب الكرة, فهناك أشياء أخرى كثيرة يجب أن تجد لها الدولة حلولا عادلة معظمها لا علاقة لها بالكرة, قبل السماح بعودة الجمهور للملاعب, وقبل أن يتحقق ذلك أرجوك لا تسأل السؤال الأحمق: إنت أهلاوى ولا زملكاوى؟. [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين