بعيدا عن الهرى فى موضوعات الساعة، مقتل خاشقجى، وزيارة نيتانياهو لسلطنة عمان، ومحاولة التسلل عبر حدودنا الغربية، هناك مشاهد إنسانية تستحق الاستجلاء. زحام أمام عمارة فى طريق العودة، نحو التاسعة مساءً، جثة ملقاة على الرصيف إلى جانب المدخل، عربة إسعاف تضىء كشافاتها الجانبية لتنير الرصيف بالكامل. دقائق ووصل فريق البحث الجنائى، شاب اتشح بكل خلجات الحزن ألقى نفسه على صدر الجثة ودخل فى نوبة بكاء وصراخ لأكثر من ساعتين.. إنه ابن المنتحر. صعد مع الحارس وأنهى حياته بإرادته، تاركاً وراءه حزناً لأسرة هو عائلها، وحكايات لا نعرف ما هو أولها وما هو آخرها. رفعت الجثة، وأكيد تم دفنها لتنتهى حياة شخص لم أعرفه. ينفض المولد، الكل يمصمص شفتيه ويضرب كفاً بكف، لحظات نقترب فيها من الله سبحانه وتعالى، ثم تجرفنا الحياة لنعود سيرتنا الأولى. تنتهى حياة شخص أمامنا وتستمر حياتنا بكل تفاصيلها ولكن من أحبه الله هو من يتعظ، بأن الموت قادم لا محالة. ................ زوجة شابة طردها زوجها بعد منتصف الليل، قصيدة سباب علها تطفىء نار كرامتها التى جرحت. أى قلب هذا الذى يطرد امرأة مهما تكن خلافاتهما إلى الشارع فى هذا الوقت.. لا أدرى .. فالبيوت أسرار. بعد تمنى الرحمة والمغفرة لمن أنهى حياته والدعاء لمن تركت بيتها بلم شمل الأسرة أقر وأعترف بأن الهرى فى السياسة والأحداث الجارية أسهل على النفوس مما رأيته. لمزيد من مقالات عطية أبو زيد