ما الذى دفعنى هذا العام إلى الكتابة عن «مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولي»، خاصة بعد أن انقطعت عن حضوره ما يقرب من أربع سنوات أو ربما خمس سنوات رغم أننى كنت من أعمدة هذا المهرجان نحو ثلاثين عاما منذ بداية تأسيسه مع مجموعة من السينمائيين الحقيقيين ونقاد سينمائيين حقيقيين على رأسهم صاحب الفضل الكبير فى تأسيس مجموعة من المهرجانات السينمائية، وهو الكاتب الصحفى الكبير وعالم الآثار كمال الملاخ، فقد كنا مجموعة من عشاق السينما قبل أن نكون من محترفيها، وبعد استيلاء الدولة على مهرجان القاهرة قاومنا الاستيلاء على مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولي، وأصبح منافسا بفضل العاملين فيه منافسا قويا لمهرجان القاهرة، بل إنه ظل المهرجان الذى يحظى بحب كل السينمائيين فى الوطن العربي، بل أصبحت له سمعة دولية جعلت نجوم الغرب والشرق يسعون لحضوره، ولست أعرض هنا تفاصيل ما كان يحدث من وقائع مهرجان دولى حقيقي، وعندما نقارنه الآن بالمهرجانات الهزيلة التى تقام الآن فى مصر، وتعتبر وصمة عار خاصة هذا المهرجان الأخير الذى تبارى فيه بعض الممثلات فى ارتداء ثياب فاضحة كشفت أكثر مما أخفت من أجسادهن العجفاء، وهذه المرأة التى لا أعرف إذا كانت ممثلة أو راقصة، حيث قدمت وهى ترتدى مايوها «بيكيني» ساخرا رقصة خليعة لمدة نصف الساعة بشكل مقزز، وهذا السيناريست المخنث الذى قام بأداء رقصة ينافس بها راقصات مصر، وهذه المساخر التى توحى بأنه مهرجان للمساخر، وليس للفن السينمائي، خاصة أن معظم جمهوره من رجال الأعمال، وليس من السينمائيين الحقيقيين الذين شاهدناهم فى مهرجان الإسكندرية فى دورته ال34 حيث كانت نجمة هذه الدورة النجمة الكبيرة نادية لطفي. «مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولي» هو مهرجان سينمائى حقيقى ومحترم ينتظره كل سينمائى حقيقى فى مصر كل عام من أجل شيء واحد مهم جدا، وهو الثقافة السينمائية، وهذا ما تحرص عليه كل المهرجانات الدولية، وليس عرض الثياب العارية ورقص الشواذ. لن أتحدث فى هذا المقال عما كان يحدث فى هذا المهرجان فى الماضي، ولكن لضيق المكان، فإننى اكتفى بما شاهدته هذا العام فى هذا المهرجان، أحب أن اذكر أن الاستعداد للمهرجان كان بعقد الزميل والصديق أمير أباظة رئيس المهرجان جلسة كبيرة فى القاعة الرئيسية للمجلس الأعلى للفنون والآداب، خصوصا أعضاء الهيئة العليا للمهرجان الذين يزيد عددهم على أربعين عضوا، حيث عرض عليهم رئيس المهرجان الاقسام المختلفة للمهرجان، وجرت مناقشات أبديت ندمى لهم بأنها لم تسجل فهى تبرز وتقنن ما يجب أن يكون عليه المهرجان، وكل المهرجانات فى مصر، وقبل ليلة افتتاح المهرجان كان قد تم طباعة تسعة كتب عن المكرمين فى هذه الدورة، حيث قام بكتابتها عدد من المتخصصين الذين يعرفون الكثير عن السينما. قدم المهرجان ثلاث مسابقات وهى كالآتي: 1 مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر الأبيض المتوسط وترأس لجنة تحكيمها المخرج السينمائى الكبير على بدرخان يعاونه بعض الأعضاء من دول أخري. 2 مسابقة الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، وترأست لجنة تحكيمها الدكتورة عزة هيكل أستاذة الأدب المقارن فى كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية البحرية، وعضوة المجلس الاستشارى لتنمية المجتمع التابع لرئاسة الجمهورية، وهى كاتبة وناقدة فى كثير من الصحف والمجلات ومقدمة برنامج بإذاعة الشرق الأوسط. 3 مسابقة نور الشريف للفيلم العربى الروائى الطويل ويرأس لجنة تحكيمها المخرج الكبير على عبد الخالق. وفى برنامج المهرجان بانوراما للسينما اليونانية وبانوراما للسينما المغربية، وعروض خاصة فى إطار ندوة «القدس عربية» وبرنامج خاص عن السينما الأردنية للأفلام القصيرة بالتعاون مع اتحاد الفنانين العرب. وتكريم اسم ليلى مراد بمناسبة 100عام على ميلادها، وتكريم اسم كمال الملاخ بمناسبة 100عام على ميلاده فى حضور ابن شقيقه الدكتور المونتير يوسف الملاخ واقامة ندوة أدارها الناقد سمير شحاتة. وتكريم محمد فوزى بمناسبة 100 عام على ميلاده بحضور ابنه الدكتور منير محمد فوزى مع عرض فيلم وثائقى عن محمد فوزى من إخراج حسين بكر، وإقامة ندوة بمناسبة 100 عام على ميلاد جمال عبد الناصر يشارك فيها المخرج محمد فاضل والمخرج السورى أنور القوادرى مع عرض الفيلمين «ناصر56» و«جمال عبد الناصر»، وتكريم المنتج السينمائى الفلسطينى المصرى يديرها الناقد سمير شحاتة وإقامة ندوة عن المخرج الكبير أحمد يحيى بمناسبة تكريمه يديرها مصطفى محرم وعرض أفلام بمناسبة تكريم النجمة الكبيرة نادية لطفي، وهى أفلام قاع المدينة قصر الشوق السمان والخريف. وتكريم النجم المصرى فاروق الفيشاوى ومدير التصوير ماهر راضى وبمناسبة 45 عاما على حرب أكتوبر جرى عرض الأفلام الوثائقية: ثلاثية رفح تحية لمقاتل مصرى مسافر إلى الشمال مسافر إلى الجنوب جيوش الشمس صائد الدبابات مبكى بلا حائط الاستعراض الأخير. الورش السينمائية: ورشة تصوير يقوم فيها بالتدريس مدير التصوير سعيد شيمى وورشة الفيلم القصير: يقوم بالتدريس فيها الدكتور أشرف محمد. وتكريم الممثل الإيطالى فرانكو نيرو وتكريم الممثلة الفرنسية أنا موجلاليس وتكريم الممثل السورى عباس نورى وتكريم المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى وتكريم الممثلة المغربية فاطمة هراندى وتكريم الموسيقار المصرى عمر خيرت مسابقة ممدوح الليثى للسيناريو تقدم لها 12 كاتبا تم اختيار ثلاثة سيناريوهات. رئيس لجنة التحكيم مصطفى محرم وعضوية الناقد سمير شحاتة وكاتبة السيناريو مريم نعوم. إن «مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولي» هو عرس الإسكندرية بل عرس مصر كلها، وهو فى رأيى الأولى بالرعاية والدعم من جانب وزيرة الثقافة التى وعدت بالحضور، ولكنها لم تحضر لا حفل الافتتاح ولا حفل الختام، بينما حرصت على حضور مهرجان «الجونة». لمزيد من مقالات مصطفى محرم