بعيدا عن الانزلاق فى مستنقع جريمة مقتل الصحفى جمال خاشقجى فى اسطنبول والتى لم يتم التأكد من معظم تفاصيلها حتى اليوم، خصوصا وأن الجثة لم يتم العثور عليها بعد فإن الجريمة البشعة والمدانة سياسيا وأخلاقيا وفرت الفرصة لمن يريدون أن يستعيدوا مجددا مناطق النفوذ وأن يجعلوا من دول المنطقة ميدانا لتجربة العديد من الأسلحة الجديدة لحروب الجيلين الرابع والخامس والمزودة بأشد ذخائر الحرب النفسية فتكا. لقد كشفت الأسابيع الأخيرة عن خلط مفضوح بين ما هو سياسى وما هو جنائى حتى يمكن تحميل المسائل فوق ما تحتمل من خلال التوظيف الخبيث لجريمة غير مسبوقة حطمت كل الحسابات السياسية وداست على كافة الاعتبارات الإنسانية مما أثار ضجيجا وفرقعة إعلامية غطت أرجاء المعمورة بأسرها وأدت إلى تغييب سؤال مشروع للسعودية بشأن جريمة تجسس وتنصت على القنصلية السعودية ينبغى كشفها وتحديد من أمر بها فى مواجهة سؤال تلح عليه تركيا حول جثة خاشقجى ومن أمر بقتله! لقد بات واضحا أن هناك تيارا لا يقتصر على البلد الذى كان مسرحا للجريمة وإنما دخل على الخط أطراف حلف الشر والكراهية مثل قطر والتنظيم الدولى للجماعة وجماعات الضغط فى واشنطن مستخدمين المدفعية الثقيلة لشاشات الفتنة والتحريض وصفحات الصحف الأمريكية وفى مقدمتها واشنطن بوست ونيويورك تايمز لكى تزداد نيران التحريض ضد السعودية اشتعالا بل إنهم استهدفوا زيادة انتشار النيران سرعة واندفاعا لكى تصيب أصدقاء السعودية ومن وقفوا إلى جوارها فى الأزمة. لذلك فإننى أرى أن التحرك السعودى نحو استجلاء الحقيقة وتأكيد الإصرار على معاقبة كل من تورط فى هذه الجريمة بالتوازى مع التحرك نحو إجراء عملية تصحيحية جذرية فى بنية الأجهزة السيادية يمثل تفعيلا صحيحا للعقل والمنطق.. وبرغم صعوبة الأزمة وما سيترتب عليها من فواتير مكلفة إلا أنها عرت مواقف كثيرة وفرزت للسعودية العدو من الصديق وحتمت ضرورة العمل من أجل غلق الطريق على من أرادوها فرصة للصيد فى الماء العكر! خير الكلام: أول الحزم المشورة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله