الإمام عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنه اسم ملأ في عصره وبعده كل مكان في البلاد العربية والإسلامية والحسين هو ابن السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت الرسول ولد في الخامس من شعبان في السنة الرابعة للهجرة وسمي حرباً ولكن النبي عليه الصلاة والسلام سماه «حسينا» وألقابه كثيرة أشهرها الزكي وأعلاها رتبة ما لقبه به جده عليه الصلاة والسلام وأخيه الحسن «سيدا» شباب الجنة. الشاعر والخطيب ومن أقوال الحسين(رضي الله عنه) في المواعظ والحكم(حوائج الناس إليكم نعمة من الله عليكم، فلا تملوا النعم فتفور نقماً) وقال (صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن رده) « الحلم زينة والوفاء مروءة، والصلة نعمة والاستكثار صلف، والعجلة سفه والسفه ضعف والعلو ورطة ومجالسة أهل الدناءة شر ومجالسة أهل الفسوق ريبة وكان الحسين شاعراً وخطيباً حسن البيان وقد توفي واستشهد الحسين في موقعة كربلاء ووجدت بجسده ثلاثة وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة غير الرمية بالنبل والسهام وقد اجتز رأسه. نقلوا الرأس إلي القاهرة وعقب استشهاد الحسين (رضي الله عنه) يجمع المؤرخون علي أن جسده دفن مكان استشهاده في كربلاء أما عن رأس الحسين فقد كثرت الأقوال وتضاربت الروايات حول تحديد مكان وجوده وقيل إن يزيد بن معاوية أمر بأن يطاف بالرأس في البلاد فيطاف به حتي انتهي الي عسقلان ودفن بها فلما بلغ الأمر الصالح طلائع وزير الفاطميين فقد افتداه بمال جزيل ووضعة في كيس حرير أخضر علي كرسي من خشب الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبني عليه مشهد الحسين المعروف بالقاهرة وقد أكد رواية وجود الرأس الشريف بعسقلان ونقله منها الي مصر جمهور كبير من المؤرخين وكان حمل الرأس الي القاهرة ووصوله إليها يوم الأحد ثامن جمادي الآخر سنة 548 ه ودفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة بقصر الزمرد المشهد الحسيني وقد أفردت الدكتورة سعاد ماهر جانبا كبيرا من دراستها عن الحسين (رضي الله عنه) لتحقيق وجود الرأس الشريف في القاهرة وقدمت ما ذكر المؤرخون القدامي و أساتذة الآثار الإسلامية وقالت نستطيع أن نقول بوجود الرأس في القاهرة بعد أن نقل من عسقلان وقد بقي الرأس مدفونا في قصر الزمرد عدة أعوام ثم أنشئت له خصيصا قبة (هي المشهد الحالي في عام 549 ه) وقد أحترق المشهد في عصر الصالح نجم الدين أيوب سنة 640 ه وتم ترميمه وألحق به ساقية و ميضأة ووقف عليه أراضي وفي العصر العثماني أمر السلطان عثمان خان بتوسيع المسجد وقام الأمير عبد الرحمن كتخدا بإصلاحات كثيرة و إعادة بناء المسجد عام 1175 ه وفي عصر الخديو إسماعيل تم تشييد مبان جديدة للمسجد واستغرق البناء عشر سنوات وتم عام 1290 ه وفي سنة 1878م فتح بجواره شارع السكة الجديدة. وقد شارك علي مبارك في تصميمات المسجد ونفذ المشروع راتب باشا ناظر الأوقاف وتكررت عمليات التجديد والتوسيع حتي عام 1959م وتمت عام 1963م و روعي في التجديد أن يكون مشابها للقديم و أضيف للمسجد مبني من دورين لإدارة المسجد و مكتبة خاصة به. المقصورة الفضية و الآثار النبوية وقد أهدت طائفة البهرة للمسجد مقصورة من الفضة في عام 1965/ وكتب عليها بسم الله الرحمن الرحيم وبالمسجد دولاب للآثار الشريفة هو عبارة عن فجوة كبيرة في الجدار وتشمل الخزانة بعضاً من الآثار النبوية و مصحفين كريمين بالخط الكوفي أحدهما بخط سيدنا عثمان بن عفان و الآخر بخط سيدنا علي بن أبي طالب.