الندوة الثقافية تقليد رائع تقيمه إدارة الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة وأصبح الآن مناسبة ثقافية تناقش قضايا كثيرة كما انه شهد تكريم شهداء الوطن الأبرار والقيادات التى شاركت فى مناسبات وطنية كثيرة.. فى الندوة الأخيرة توقفت فى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن قضية الزيادة السكانية التى دخلت الآن مناطق خطيرة بعد أن تجاوز عدد سكان مصر مائة مليون نسمة.. الرئيس السيسى حذر من خطورة هذه الزيادة التى تأكل كل جهود التنمية مهما كانت معدلاتها.. وقال الرئيس أن مشكلة الوعى والفهم تقف وراء أزمات كثيرة تعيشها مصر ويعانى منها المصريون ولا شك أن غياب الوعى من أسباب الزيادة السكانية التى نعانى منها..لقد كانت هناك محاولات سابقة لمواجهة هذه الأزمة من خلال وزارة السكان واجهزة ومؤسسات الزيادة السكانية وكل هذه التجارب لم تحقق شيئا كما أن برامج الإعلام بما قدمته من ارشادات وتوجيهات لم تصل إلى شئ بل أن برامج التوعية فى المساجد جاءت فى أحيان كثيرة بنتائج عكسية ولهذا فإن قضايا الفهم والوعى تحتاج إلى برامج مدروسة من مؤسسات مختلفة يدخل فيها دور التعليم والمسجد والكنيسة والإعلام وإن بقيت الأمية أخطر الأسباب فى الزيادة السكانية..إن الفشل فى مواجهة قضية الأمية ترك آثاره طوال خمسين عاما على الزيادة السكانية لقد فشلت جميع الحكومات السابقة فى مواجهة قضية الأمية ويكفى أن مصر حتى الآن من أعلى نسب الأمية ليس فى العالم العربى فقط ولكن على مستوى العالم وفى جميع دساتير مصر هناك نص واضح وصريح على إلزام الحكومات بالقضاء على الأمية.. لا يمكن لنا مواجهة الزيادة السكانية فى ظل مجتمع أمى لا يقرأ ولا يكتب..كنا نتصور يوما أن الأمية أزمة قراءة أو كتابة ولكنها الآن تحولت إلى كارثة اجتماعية واقتصادية وثقافية وهى تقف وراء الزيادة السكانية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية إن الفشل فى مواجهة الأمية هو من أسباب الزيادة السكانية والحل أن نبدأ بالأمية لأن غياب الوعى وعدم الفهم يصل بنا إلى واقع أسوأ ليس فقط فى الزيادة السكانية وما تفرضه من أعباء ولكن الأمية تفسد كل شئ. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة