تقديرا لدورها العظيم فى حياة عشاقها، احتفل العالم منذ أيام قليلة باليوم العالمى للقهوة، وانتهزت كثير من الصحف والمواقع الأجنبية الفرصة لسرد بعض القصص والغرائب المرتبطة بذلك المشروب، الذى غزا العالم منذ مئات السنين. وجاء أول احتفال رسمى باليوم العالمى للقهوة فى 1 أكتوبر 2015، بعدما احتفلت به المنظمة الدولية للقهوة فى ميلانو بإيطاليا، تقديرا لتلك الحبيبات الصغيرة، التى اكتشفت قديما، ولكنها أصبحت اليوم أهم سلعة تجارية حول العالم، ومن أهم السلع الزراعية المدرجة فى البورصات العالمية. وعن أول من اكتشف القهوة، تروى عدة قصص وأساطير، إلا أن الروايات الأكثر انتشار, منها تشير إلى أن راعى غنم، كان يرعى الماعز فى منطقة كافا بجنوب إثيوبيا، ولاحظ أن الماعز تنتابها الحيوية والنشاط بعد تناولها حبات ثمار من نبات معين، مما أثار فضوله لمعرفة السر وراء حبات هذه الثمرة فقام بغليها فى الماء وشربها، وبهذا أصبح أول من صنع فنجانا من القهوة. ورواية آخرى تقول أن أول من استخدم الشراب المصنوع من الحبوب المصدرة من أثيوبيا إلى اليمن هم الصوفيون، وكان الهدف من شربها أن تساعدهم على الاستيقاظ طوال الليل لإقامة الصلوات، وبمرور الوقت انتشر شرب القهوة فى جميع أنحاء العالم وتنوعت وتفنن صناعها فى اختراع العديد من الطرق لتقديمها حتى أصبح اليوم المشروب الأكثر شعبية فى العالم مع استهلاك أكثر من 500 مليار كوب سنويا. وصناعة القهوة العالمية تقدر اليوم بنحو 20 مليار دولار حيث ينتج 90 % من البن فى الدول النامية مثل دول أمريكاالجنوبية وعدد من الدول الآسيوية والإفريقية، وتوفر مزارع البن مصدرا للعيش لنحو 25 مليون شخص حول العالم. غرائب وطرائف عن القهوة: هناك أنواع من القهوة تأتى من فضلات الحيوانات، من أشهرها قهوة «كوبى لواك»، والتى تعد أحد أغلى أنواع القهوة فى العالم، والتى تصنع من حبات البن المهضومة داخل جسم حيوان صغير يشبه القطط يطلق عليه «الزباد»، الذى يعيش فى مناطق جنوب آسيا، وخاصة إندونيسيا والفلبين وماليزيا وجنوبالصين. وتستخرج القهوة مع فضلاته على شكل قوالب صغيرة. ونظرًا لغلاء أسعار قهوة «كوبى لواك»، بات السكان المحليون يعتنون بتربية حيوان الزباد، ويحافظون على حياته، وأسسوا له محميات خاصة لتربيته. ومن أشهر الوقائع التى كانت القهوة بطلتها عام 2015، حينما شعرت لاعبة التنس الأمريكية الشهيرة سيرينا ويليامز بالبطء والاحتياج للنوم خلال منافستها فلافيا بانيتا فى المباراة الافتتاحية لكأس هوبمان فى بيرث، أستراليا. مما جعلها تخسر الجولة الأولى أمام بانيتا، ففى فترة الاستراحة طلبت ويليامز تناول كوب من «الاسبرسو» بعدما تأكدت من قانونية الأمر، وبعد تناوله نجحت فى التغلب على منافستها فى ال 3 جولات التالية بفارق كبير مما جعلها تقول مازحة أن مشروب القهوة «معجزة». ومن اغرب ما يتعلق بالقهوة قديما، انه قبل عام 1908 كان يتم تصفية القهوة من خلال وضعها فى الجوارب وعصرها حتى قامت سيدة ألمانية تدعى «مليتا بنتز» باستخدام صفحة من كتاب ابنها لتصفية القهوة لتحصل على براءة اختراع، وأسست شركة لتصنيع القهوة ولا تزال شركتها قائمة حتى يومنا هذا. وفى الفترة مابين 1536 و1605, كان يتم استيراد القهوة من الجزيرة العربية إلى أوروبا، وقد أدعى البعض بأنها «شراب الشيطان»، وحاول الرهبان إقناع البابا كليمنت الثامن أن يقوم بحظره، ولكن البابا وجده جيدا إلى الحد الذى جعله يرى أن منعه سيكون «خطيئة»، ومن هنا بدأت القهوة فى الانتشار فى أوروبا.