أعلن ناشطون سوريون ارتفاع عدد القتلي علي يد قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس إلي63 شخصا, بينهم21 في داريا بريف دمشق,و23 شخصا في انهيار أحد المباني السكنية بمدينة الميادين بمحافظة دير الزور جراء قصف الطيران الحربي السوري للمنطقة. ونقلت قناة( الجزيرة) الفضائية عن الناشطين قولهم إن انهيار المبني أسفر أيضا عن إصابة عشرات الأشخاص, مضيفين أن عمليات البحث عن الضحايا لاتزال جارية. وكانت لجان التنسيق قد أفادت بأن نحو مائتي شخص لقوا حتفهم في سوريا أمس الأول برصاص القوات الحكومية, موضحة أن53 منهم سقطوا في داريا في ريف دمشق, والباقي في حلب ودرعا وإدلب وحماة. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القوات النظامية قامت بقصف المباني السكنية في حي الفردوس بحلب. وفي غضون ذلك قال نشطاء معارضون إن القوات السورية المدعومة بالدبابات دخلت وسط ضاحية داريا علي الطرف الجنوبي الغربي لدمشق بعد قصف بري وجوي مكثف بطائرات الهليكوبتر استمر ثلاثة أيام. وأضاف النشطاء في اتصال هاتفي لرويترز من العاصمة السورية أن الجيش النظامي استخدم عدة منصات لإطلاق الصواريخ تمركزت في قاعدة قريبة لضرب مناطق بوسط داريا حيث مواقع تمركز مقاتلي المعارضة السورية. وأوضح النشطاء أن مئات الجنود وعشرات الدبابات والمصفحات شوهدوا في شارع الثورة بوسط داريا وسيطروا علي الضاحية المترامية الأطراف فيما انسحب أغلب مقاتلي الجيش السوري الحر الذين كانوا يدافعون عن وسط الضاحية. وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن الجيش النظامي قصف المسجد العمري في مدينة داعل بمحافظة درعا أثناء صلاة الجمعة.وأفاد ناشطون سوريون بأن مدفعية جيش النظام السوري قصفت منازل سكنية في ناحتة بدرعا. ومن ناحية أخري, أفاد ناشطون سوريون بأن الجيش الحر سيطر علي ثكنة الهجانة في البوكمال بدير الزور. وفي سياق متصل, أفادت( كتيبة الإخلاص) التابعة لقوات المعارضة السورية بأن عناصرها قصفوا مركز شرطة القدم والعسالي في دمشق. ونقلت( الجزيرة) عن الكتيبة قولها إن عناصرها اشتبكوا مع قناصين كانوا موجودين في المركز وأنه جري تبادل لإطلاق النار, ثم شب حريق في القسم بكامله. وكان ناشطون سوريون قد دعوا إلي الخروج في مظاهرات تحت شعار( لا تحزني درعا إن الله معانا). وكان ناشطون سوريون قد نشروا علي الإنترنت نداء استغاثة ممن قالوا إنهم من تبقي من أهالي معضمية الشام أعلنوا فيه مدينتهم منطقة منكوبة, وطالبوا الهيئات الدولية والإنسانية بالتدخل فورا لإنقاذ المدينة. وحذر بيان أهالي معضمية الشام من أن أكثر من ألف و500 مريض معرضون للموت بسبب نقص الأدوية ومنع الجيش والأمن دخول المواد الطبية والغذائية إلي المدينة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن موسكو تلقت ضمانات من السلطات السورية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل الحفاظ علي مخزون دمشق من الأسلحة الكيماوية. وأضاف جاتيلوف- في حوار صحفي نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية أمس ونقله راديو صوت روسيا الإخباري- أن دمشق أكدت أيضا أنها لن تسمح بوصول هذه الأسلحة الكيماوية إلي أيدي أطراف أخري في الصراع السوري. وأوضح قائلا إننا قمنا بدورنا وتعاونا مع الحكومة السورية وألقينا الضوء علي القضية, وقد تلقينا ضمانات قوية للغاية بكل ما يمكن فعله من أجل منع استخدام هذه الأسلحة, فضلا عن الإبقاء عليها في مكانها الحالي وعدم نقلها. وأشار إلي أن السلطات السورية أكدت أنها تسيطر بقوة علي ما بحوزتها من أسلحة كيماوية, ولا يوجد أي تهديد في الوقت الراهن من أن يحدث لها أي أمر طاريء أو أن تفقد دمشق السيطرة عليها. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من مائتي ألف سوري تدفقوا علي دول مجاورة خلال الصراع الحالي وهو رقم يتجاوز توقعاتها. وقالت المفوضية إن العدد يعكس زيادة قدرها نحو30 ألف لاجيء فروا خلال الاسبوع الاخير وحده الي تركيا ولبنان والعراق والاردن. وفي تركيا قالت مديرية إدارة الكوارث والطواريء إن أكثر من3 آلاف و500 شخص فروا من العنف في سوريا ودخلوا تركيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وهذا من أكبر أعداد الوافدين يوميا إلي تركيا منذ بدء الانتفاضة في العام الماضي. وفيما يتعلق بلبنان الذي يوجد به الآن51 ألف لاجيء سوري مسجل قالت المفوضية: أدي تدهور الاوضاع الامنية في لبنان الي عرقلة جهودنا لمساعدة اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا رغم استمرار العمليات. وحذر السفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني من أن أعمال العنف التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن نتيجة الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد قد تصبح أكثر تعقيدا وتمتد إلي الدول العربية المجاورة. واتهم شيباني- خلال لقائه برئيس بعثة الأممالمتحدة في سوريا بابكر جاي في مقر السفارة الإيرانية بدمشق- ما وصفه بدول معينة في المنطقة وأطراف دولية أخري بأنها تسعي لتعقيد الأزمة السورية أكثر وأكثر, وذلك بنشر جماعات مسلحة في المدن السورية( علي حد قوله). ونقلت قناة برس تي في الإخبارية الإيرانية عن شيباني قوله- خلال اللقاء- إن طهران تؤكد موقفها الداعم لحل الأزمة السورية سياسيا. ووصف باباكر جاي استمرار الوضع العسكري في سوريا علي ما هو عليه الآن بأنه بمثابة تهديد لأمن المنطقة, لافتا إلي أنه في حال امتدت الأزمة لفترة أطول من ذلك, فإن الوضع سيزداد سوءا. الخارجية النمساوية: الأوضاع الإنسانية في سوريا سيئة للغاية فيينا من مصطفي عبد الله: طالبت وزارة الخارجية النمساوية بضرورة توحيد موقف المجتمع الدولي في الشأن الإنساني في سوريا واصفة الوضع الإنساني في سوريا بأنه سيئ للغاية ويتدهور بسرعة شديدة, وانه لا مكان آمن الآن داخل سوريا والناس تهرب نحو الدول المجاورة. وقال المتحدث باسم الخارجية النمساوية شالن برج ان أوروبا تعتقد أن غياب أفق الحل السياسي في سوريا ليس ذريعة لعدم بذل الجهد الكافي في مجال توصيل المساعدات الإنسانية, مشددا علي هشاشة الوضع الإقليمي بشكل عام في هذه المنطقة من العالم, وأضاف أنه يمكن لتلك العدوي السورية أن تنتقل بصورة سريعة إلي دول الجوار. وشدد المسئول النمساوي علي قناعة أوروبا أن قتل المدنيين واستهداف سيارات الإسعاف هما من جرائم الحرب, مؤكدا أن المجتمع الدولي قد فشل حتي الآن في تبني موقف حازم تجاه الحكومة السورية والمعارضة معا بشأن ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني. وأعرب برج عن أمل بلاده في أن يسهم اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر في30 أغسطس الجاري في توحيد المواقف الدولية بشأن الشق الإنساني من الملف السوري.