فيما قد يفجر أزمة انسانية جديدة، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو ان بلاده لا يمكنها استضافة اكثر من مائة الف لاجئ سوري علي اراضيها مشيرا الي انه في حال زادت أعدادهم عن ذلك فسيكون من الضروري اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لاستيعاب تدفقهم. واقترح اوغلو في تصريح صحفي لصحيفة حريت التركية ان تقيم الاممالمتحدة لهذه الغاية مخيمات للنازحين السوريين "داخل الحدود السورية".واوضح انه سيشارك في اجتماع مجلس الامن المقرر انعقاده في 30 اغسطس علي مستوي وزراء الخارجية لبحث الوضع الانساني في سوريا. وتزايدت وتيرة تدفق اللاجئين السوريين الي تركيا ووصلت أعدادهم الي 70 الف لاجئ. في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس إلي انه يجب اجراء مباحثات مع روسيا لتضييق الخناق ماليا علي النظام السوري، مؤكدا ان النزاع السوري يكلف دمشق نحو مليار يورو شهريا وان الاحتياطي يخف بشكل متزايد. وقال فابيوس لاذاعة "ار تي ال" نعتقد انه ليس لديه احتياطي سوي لبضعة اشهر، بدون دعم روسيا وايران". واعتبر ان النظام السوري نظام"غير انساني يديره مرتكب مجازر" وأكد ان فرنسا لا تعتزم التحرك عسكريا في سوريا خارج إطار دولي سواء كان الاممالمتحدة أو حلف الشمال الأطلنطي. واكد ان بلاده تكتفي من جانبها بتقديم تجهيزات غير قتالية للمعارضة. وجاء ذلك قبل ساعات من استقبال الرئيس فرانسو هولاند أمس موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية الخاص الجديد الي سوريا الاخضر الابراهيمي. ميدانيا، انتهت أمس مهمة بعثة المراقبين الدوليين الذي انتشروا في سوريا منذ منتصف ابريل الماضي للتحقق من وقف لاطلاق نار لم يدخل فعليا حيز التنفيذ، بينما استمرت الاشتباكات في حلب بعد شهر من بدء معركة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة فيها. ولا يزال المقاتلون يسيطرون علي عدد كبير من احياء حلب منذ اعلانهم في العشرين من يوليو الماضي "معركة تحرير حلب" التي وصفها الاعلام الرسمي بأنها ستكون "المعركة الحاسمة". وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أمس الأول ان طائرات هليكوبتر للجيش السوري ألقت لأول مرة منشورات في المدينة تحذر السكان من دعم المقاتلين المعارضين وتمنح هؤلاء المقاتلين فرصة أخيرة للاستسلام. واشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الي تحليق طائرات هليكوبتر فوق حي سليمان الحلبي في حلب حيث دارت اشتباكات، موضحا ان احياء اخري بالمدينة تعرضت للقصف. وشهدت دمشق أمس جولة جديدة من الاشتباكات واشار المرصد الي سماع دوي انفجارات في حيي القدم والعسالي، مشيرا الي محاولات القوات النظامية اقتحام الحيين. وذكر ناشطون ان قوات النظام قصفت بالدبابات بلدة معضمية الشام بريف دمشق، مما تسبب بسقوط ابنية وسقوط قتلي وعشرات الجرحي. وتضاربت الأنباء حول اعداد الضحايا وحول ما اذا كانت قوات النظام قد تمكنت من اقتحام البلدة. كما أعلن المرصد سقوط عشرات الجرحي في مدينة الحراك بمحافظة درعا التي تعرضت للقصف، وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض الحراك "مدينة منكوبة" وقال انها تعاني "كارثة انسانية"،. واشار الي ان النظام يشن لليوم الثاني هجوما وحشيا عليها، مستخدما طائرات الهليكوبتر والدبابات والمدفعية الثقيلة بعد ثلاثة أشهر من الحصار الخانق. ودعا المنظمات الدولية والمجتمع الدولي الي التحرك بسرعة "لمنع استكمال المجزرة التي ينفذها النظام" فيها. في سياق مختلف، ذكرت قناة الجزيرة الاخبارية نقلا عن ناشطين سوريين أن العقيد مروان الحمد رئيس قسم الوثائق والشيفرة في الفيلق الأول بالجيش السوري انشق. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية ان ليبيا تقوم بإمداد الجيش السوري الحر بأسلحة يعتقد ان بعضها حصلت عليها ليبيا من روسيا خلال حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بما فيها صواريخ "إيجلا" المضادة للطائرات ورشاشات كلاشينكوف".