انسحبت بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة من مدينة حلب السورية وعادت إلي دمشق بسبب كثافة الاشتباكات الدائرة منذ أيام بين قوات المعارضة والجيش النظامي. وقالت جوزفين جويريرو، المتحدثة باسم قسم عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، إن الأمر يتعلق بنقل مؤقت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. ودعا الفريق بابكار جاي، رئيس بعثة المراقبين في سوريا، أطراف النزاع في حلب الي حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني. وشهدت أحياء حلب أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية التابعة لبشار الأسد ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن الاشتباكات اندلعت بالقرب من فرع المرور في منطقة باب أنطاكية وقرب نادي الجلاء، في حي العزيزية، وذلك بعد "اشتباكات عنيفة جدا" في عدد من أحياء المدينة. وتعرضت أحياء الشعار والصاخور والقاطرجي، صباح اليوم، لقصف عنيف من القوات النظامية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن القوات النظامية تستخدم طائرات الهليكوبتر في القصف. من جهة أخري، ذكرت وكالة الأنباء التركية أن ضابطا سوريا برتبة عميد يرافقه 12 ضابطا فروا إلي تركيا مع أكثر من ألف لاجئ في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة مما يرفع إلي حوالي خمسين ألف شخص عدد الذين لجأوا إلي تركيا منذ بداية الأزمة. وقد عبر مئات العسكريين خلال الأشهر الأخيرة الحدود التركية بشكل يومي للانضمام إلي الجيش السوري الحر مع ضباط في اغلب الأحيان. في غضون ذلك ظهر الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولي منذ 22 يوليو في صور بثها التلفزيون الرسمي وهو يستقبل سعيد جليلي أمين مجلس الأمن القومي وممثل المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي يقوم بزيارة إلي دمشق. وذكر التلفزيون أنه تم خلال اللقاء "بحث العلاقات الثنائية بين إيران وسوريا والأوضاع في المنطقة". وعود آخر ظهور للأسد علي التلفزيون عندما استقبل فهد جاسم الفريج وزير الدفاع السوري الجديد عقب مقتل الوزير السابق داوود راجحة في تفجير مبني الأمن القومي في دمشق يوم 18 من الشهر الماضي. وتأتي زيارة جليلي لدمشق من زيارة قام بها إلي لبنان أثارت ردود فعل فورية كان أبرزها لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري الذي اعتبرها "مريبة في هذا التوقيت"، مؤكداً أن "التحركات والتهديدات الإيرانية لن تجدي نفعاً في تأخير السقوط المحتم لحليفها الأسد". ويعتبر مراقبون أن زيارة مسئول أمني رفيع يمسك ملفات إستراتيجية حساسة أبرزها الملف النووي الإيراني ليست زيارة روتينية لمسئول إيراني. وصرح دبلوماسي تركي أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قام بزيارة قصيرة إلي تركيا لبحث الوضع في سوريا. من جهة أخري أعلنت طهران أمس أن الولاياتالمتحدة مسئولة عن حياة الإيرانيين ال48 الذين تم اختطافهم السبت في دمشق، بعدما أعلن المقاتلون المعارضون السوريون مقتل ثلاثة منهم في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن مذكرة في هذا الاتجاه سلمت إلي السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران. ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن "هذه المذكرة تقول انه نظرا إلي الدعم الفاضح الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للمجموعات الإرهابية ولإرسال أسلحة إلي سوريا، فان الولاياتالمتحدة مسئولة عن حياة الزوار الإيرانيين ال48 المخطوفين في دمشق". وفي تطور لاحق أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجهولين اغتالوا المخرج السينمائي السوري الشهير بسام محي الدين حسين قرب منزله في ريف دمشق.