مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "بعد فوز الزمالك".. تعرف على جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعاب المرجانية.. تحت التهديد فى دهب
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 09 - 2018

« السياحة غير المسئولة» لعله هو التعبير الأكثر دقة ووصفا لما يحدث للشعاب المرجانية في مدينة دهب بجنوب سيناء الآن، فالمدينة التي تحوي كنوزا لا حصر لها من الشواطئ والجبال والتنوع البيولوجي في البر والبحر تتعرض للإهمال والتدمير علي أيدي الهواة والجهلاء، سواء من المصطافين أو الغطاسين الهواة أو مراكب السفاري والأبشع القمامة وأكياس البلاستيك المتطايرة.
فدهب التي تشتهر بشواطئها البكر الصافية، ومواقع الغطس العالمية الطبيعية الغنية بالشعاب المرجانية، وسميت بهذا الاسم، لأن لون مياهها يصبح ذهبياً عند غروب الشمس، قد لا تكون «دهب» قريبا، حيث يتكالب عليها كل أنواع الإهمال والتدمير سواء عن جهل أو عدم مبالاة، حيث تعددت الأسباب، والإهمال والتدمير واحد، وأهمها هو زيادة سياحة الغطس والتدمير الذي يحدث نتيجة الحركة فوق الشعاب وكثافة أعداد الهواة، وأعداد السفن التي تلقي بالغاطس والمراسي لتثبيت السفن في الشعاب، أو اصطدامها ليلا بالشعاب مما دمر الكثير منها، أو إلقاء القمامة وأكياس البلاستيك مما أدي إلي تغير لون الشعاب وإصابتها بالأمراض.

وبحسب وزارة البيئة فإن التنوع البيولوجي البحري بجنوب سيناء يتمتع بأهمية كبيرة، حيث تظهر الشعاب المرجانية بكثرة، وهناك نحو 1000 نوع من الأسماك في موائل البحر الأحمر، و200 نوع من الشعاب المرجانية، و125 نوعا من الشعاب المرجانية اللينة، فضلا عن عدد كبير من الأسماك تستخدم الشعاب كمأوي ومكان لها، لكن الأمم المتحدة للبيئة والتنمية، تري أن 70% من الشعاب المرجانية في العالم معرضة للتهديد: حيث إن 20% قد تم تدميرها بالفعل دون أمل في نموها من جديد، و 24% معرضة لخطر الانهيار الوشيك، و 26% إضافية معرضة لخطر التهديدات علي المدي الأبعد، وتري أن عامل الوقت ليس في صالحنا، فالحفاظ علي الشعاب المرجانية له قيمة اقتصادية واجتماعية، حيث تعمل هياكل الشعاب المرجانية علي حماية المجتمعات الساحلية من موجات العواصف، وتوفر الرمال للشواطئ، وتدر عائدات ترفيهية هائلة للشركات المحلية. كما أن الشعاب المرجانية هي بمثابة خزانة لحفظ الأدوية في القرن الحادي والعشرين، حيث تحتوي علي عدد ضخم من الكائنات الحية، بما في ذلك الإسفنج والمرجان وأرانب البحر، والتي تحتوي علي جزيئات تمتاز بآثار قوية مضادة للالتهابات ومضادة للفيروسات ومضادة للأورام ومضادة للبكتيريا. ويتم تطوير علاجات جديدة من هذه الجزيئات لمرض الزهايمر، ومرض القلب، والفيروسات، والالتهابات. إن تدمير الشعاب المرجانية له آثار وخيمة علي المحيط بأسره، وعلي السكان، بل علي الكوكب بالكامل.
تحقيقات الأهرام، قامت بالسفر إلي مدينة « دهب» لترصد عن قرب مظاهر الإهمال، وتلتقي المعنيين بالحفاظ علي دهب، لتظل قبلة للسائحين والغواصين في العالم أجمع، كانت المفاجأة أن الكل أجمع علي تعرضها للإهمال، وأن الكل خائف من تدهور الوضع، لكن المفاجأة الأكبر أننا لم نجد مسئولا واحدا في المدينة يتحدث معنا، فحين ذهبنا إلي مجلس المدينة ، لم نجده ، وقال مسئول العلاقات العامة إنه في إجازة، وسألنا عن مسئول البيئة فأعطانا تليفونه، وبعد الاتصال، أبلغنا أنه في إجازة، ولم يجد موظف العلاقات حلا سوي التعلل بنقص الموظفين بالوحدة المحلية.
دهب من دهب
في جولتنا بدهب التقينا إبراهيم سليمان أمين صندوق رجال أعمال دهب، حيث قال: إن الشعاب المرجانية هي بالفعل كنز دهب وهي رأس مالنا، ويأتي إلينا السيّاح من كل دول العالم، خاصة الأجانب، وهم الأكثر حفاظا علي البيئة ودراسة لها، لكن ما حدث أنه بعد أزمة الطائرة الروسية، كان البديل هو السياحة الداخلية، وهي كانت حبل الإنقاذ الوحيد للسياحة الداخلية والعاملين بها وإنقاذ هذه السياحة المهمة، غير أن المصريين لا يقدرون كنوز وطنهم، تعامل الكثير منهم بجهل واستخفاف بالشعاب المرجانية، ودمروا الكثير منها، وذلك يرجع إلي عدم الوعي بقيمة هذه الشعاب، برغم حملات التوعية من جهاز شئون البيئة والعاملين بدهب.
وبأسي يتحدث سليمان عن منطقة البلو هول، فبرغم أنها أفضل مناطق الغوص في العالم، ومصنفة كثاني أفضل المناطق، لكن الإهمال وعدم التنظيم وضعف إمكانات جهاز حماية البيئة أسهم في تدهورها الشديد، فبداية هناك عدم تنظيم خاصة في دخول الغطاسين، حيث نشهد المئات يوميا منهم، وهذا يكون له تأثير شديد علي الشعب، برغم زيارة المحافظ ووزير البيئة للمنطقة منذ أشهر ووعدهم بتطوير المكان، وإنشاء « سقالة» للغطاسين بدلا من مرورهم علي الشعاب المرجانية وتدميرها، فنتيجة لعدم وجود « سقالة» منذ ثلاث سنوات تم تدمير أكثر من خمسين بالمائة من الشعاب في البلو هول، أضف إلي ذلك أن من أسباب تدمير الشعب هناك هو عدم وجود صرف، فتجد الكافيهات والمطاعم الموجودة في المنطقة تصرف في البحر ، فتدمر ما تبقي من الشعب، وبالتالي يضيع كنزا طبيعيا لا يقدر بثمن، ولا نستطيع تعويضه.
«هي جريمة»
«هي جريمة»، هكذا يصفها أمين صندوق جمعية رجال الأعمال بدهب، فيقول: الكل يشارك بها، سواء إهمال حكومي أو عدم تنظيم ومتابعة مستمرة من البيئة، أو تنظيم نزول الغواصين، ومتابعة المصطافين وتوعيتهم بل ومحاسبتهم حسابا شديدا، إذا هم اضروا بهذه الشعب، لكن عدم المحاسبة هذا، شجع البعض أن يدمر ما يشاء دون أن يهتز جفن لأي مسئول، هو فقط يشاهد، ولا يفعل شيئا.
ويضيف: أنت لا تستطيع أن تتحدث مع مصري عن قيمة هذا الكنز، هو جاهز بالرد» دي بلدي وعاوز اتمتع بيها» ولا تجد قانونا يمنع، أو موظفا يحذر، الكل يشاهد ويدمر، الكل يري أن العبث بها حق له، لكن الروتين القاتل، حين تتحدث عن التطوير تخرج الحجج بأنه لا يوجد اعتماد مالي وغير ذلك من التصريحات فقط.
حتي لا تضيع « دهب» ، علينا أن نبدأ في تطويرها والحفاظ عليها، وعلينا أن نحولها إلي مزار عالمي، وهي تستحق، ولدينا تجربة المكسيك هي خير شاهد، فقد تمت إقامة أكبر مدينة هناك داخل البحر، ليشاهد الزوار جمال الشعاب المرجانية، تدر مليارات الدولارات، بينما لدينا ما هو أعظم منهم، فلا تجد أسماك قرش، أو تجد أي مشكلات تواجه الغواصين، فما يحزننا حقا، أن كل سائح أجنبي يوجه نصيحة لنا بأن نحافظ علي هذا المكان، « حافظوا علي بلدكم»
ويضيف أن من أخطر ما يضر الشعاب المرجانية هو أكياس البلاستيك المتطايرة، وقمنا في جمعية البحر الأحمر لحماية البيئة بتوزيع أكياس ورق بدلا من البلاستيك، لكن البائعين لم يستجيبوا لهذه المبادرة، وبرغم أننا نقوم بحملات تنظيف للبحر أسبوعيا من أكياس البلاستيك، فلم يتوقف أحد عن ذلك، والحل هو تجريم الاستخدام خاصة في مناطق مثل هذه، ووضع غرامات مالية، لأنها ضرر كبير جدا علي البيئة البحرية، وحين طالبنا بوضع سور من السلك يحجب البلاستيك، فوجئنا بأن البيئة أنشأت غابة شجرية وسورا أسمنتيا، لا تمنع أي شيء.
يضيف سليمان إلي قائمة المآسي المدمرة للشعاب المرجانية، مراكب السفاري الغريبة التي لا تقلع من دهب بل من الغردقة، وهم في الغالب يجهلون المنطقة، فيقومون بربط مركبهم في أحد أماكن الشعاب المرجانية، فيدمرون هذه الشعاب.
الغطاسون هم الأكثر حرصا علي الشعاب
ينفي التهمة عن الغطاسين بأنهم سبب في تعرض الشعاب المرجانية للتدمير، فيروي عمر لنا وهو أحد الغطاسين المحترفين، فيقول: كل غطاس دائما يعرف أهمية الشعاب، لكن المشكلة في السنوركل، السباحون فوق الماء سواء من أجانب أو مصريين، الفرق أن المصريين يتعاملون مع الشعاب المرجانية علي أنها صخور، ولا يبالي أبدا بتدميرها، في حين أن الأجنبي يعتذر فورا إن هو أخطأ وأصاب هذه الشعاب، برغم أننا نقوم بالشرح قبل الغطس لكل الزائرين، والأجانب قبل أن يأتوا إلي البحر الأحمر هم يعلمون قيمة المكان الذي يغطسون فيه.
يري عمر أن كنوز الشعب المرجانية ، تماثل الآثار الفرعونية، وهو بالفعل متحف مفتوح، أخذت ملايين السنين حتي تكون علي هذا الشكل.
يشهد عمر واقعة مؤسفة، حين جاءت أحد مراكب السفاري وقامت بإلقاء الهلب في إحدي مناطق الشعب المرجانية، وقام بتدميرها، وقام الغطاسون الموجودون وقتها بإبلاغ المسئولين في البيئة والمسطحات ولكن لم يتحرك أحد، وهرب صاحب المركب بمن عليه، وفي اليوم التالي فوجئنا بالمسئولين يفتحون تحقيقا معنا عن اسم المركب ومكانه.
فيما يري عمر ربيع وهو يملك مراكب سفاري أنه أمام مخالفات المصريين الكبيرة تراجع الجهاز التنفيذي عن تطبيق القانون، وتراجع أيضا عن التوعية، وطلبنا من المحميات كثيرا تحديد أماكن للمراكب في البحر يتم ربطها به، ذلك أن مكانا واحدا هو المتاح هنا، في هذا المكان بجوار شرطة المسطحات المائية، وبالتالي فكل مراكب السفاري تقوم بربط مراكبها في الشعاب المرجانية وبالتالي يتم تدمير هذه الشعاب، والمحميات تقوم فقط بتحرير مخالفة للمركب إن وصلت إليها، لكنها وعدت كثيرا بوضع علامات تستطيع المراكب أن تقف فيها، ولم تفعل، وفيها يرتكب الاثنان خطأ، المركب تدمر والبيئة تحرر مخالفات ولا تسعي لوضع علامات علي أماكن الوقوف للغطاسين والسنوركل « صبايا» فالموضوع سهل جدا، وعرضنا أننا سنتحمل تكلفة هذه الأماكن، وتوفير الغطاسين والمركب، لكننا لم نجد استجابة حتي الآن.
ميناء لليخوت وازدهار سياحي
جبلي علي رئيس جمعية حماية الطبيعة بالبحر الأحمر يقول إننا عرضنا فكرة ميناء لليخوت ، وحسب معلوماتي أدرج الميناء ضمن الخطة الاستثمارية للمحافظة، وفكرة الميناء هي ربط السائح الخليجي بدهب وشرم الشيخ ومدن خليج العقبة، فالسائح العربي يعاني الأمرين من ميناء نويبع بسبب تأخر العبارات، كما أن الطيران مكلف بالنسبة له، فكانت فكرة ميناء لليخوت تربط دهب بتبوك، فنحن لانبعد عنها سوي عشرين كيلوا مترا، وتقام مارينا ومعبر لدخول السائحين، بحيث يعود من نفس المعبر، وقد نظمنا مؤتمرا كبيرا حضره وزيرا النقل في مصر والأردن، كما أن هناك حماسا ورغبة كبيرة من اللواء هشام أبو سنة رئيس مواني البحر الأحمر، علي أن تكون شركة الجسر العربي هي منفذة المشروع، لكننا لا نعلم حتي الآن ما أسباب التأجيل في التنفيذ، وتم عرض الميناء علي المستثمرين، وطلب المستثمرون وضع قانون جديد لسياحة اليخوت، وتخفيض رسوم الدخول بين قناة السويس والمواني المصرية، بحيث تكون جهة واحدة هي من تعطي الموافقات والتصاريح، وليس تعدد الجهات مما تتسبب في زيادة التكلفة والوقت، وبالتالي علي الدولة النظر في هذه المشروع ليدر علي الدولة عائدات مادية كبيرة.
كنز لا يحتاج صيانة
وأشار إلي أن الطبيعة في البحر الأحمر كنز لا نستطيع تعويضه، هو كنز لا يحتاج صيانة يحتاج فقط اهتماما وتوعية ورعاية، ونحن المصريين لا ندرك قيمة هذه الكنوز نتعامل معها بجهل ولا مبالاة، وهذا سبب كبير في تدمير الطبيعة والشعاب المرجانية والأسماك الملونة والمياه الفيروزية والجبال، هذه الكنوز يقصدها آلاف السائحين من كل دول أوروبا، لكننا نحن ندمر بأيدينا هذه الكنوز، نتعامل بجهل وإهمال معها، أكياس البلاستيك والقمامة وغيرها، نقوم بإلقائها في هذه الكنوز، والسيّاح الأجانب ينظرون إلي هذه الأشياء بأسي شديد، فهم يعلمون خطورة هذه الأكياس علي البيئة البحرية وعلي الشعاب المرجانية، وكثير منهم يذهب ولا يعود، فنحن لا نحتاج سوي تفعيل القوانين، لكننا دائما ما نتهاون في تنفيذ القانون وبالتالي نزيد من تدمير البيئة، ولدينا أزمة هنا في التخطيط العشوائي للمدن، فهنا في دهب يأتي السياح لجمال الطبيعة، وحين يتم تنفيذ المباني لابد وأن تتناسب وطبيعة المكان، وأن تختلف اختلافا كبيرا عن أي مدينة أخري، فلا يصح أن يكون تركيزي هو علي زيادة الكافيهات والفنادق فقط، فيجب أن يكون هناك حرم للشاطيء وأن يكون هناك قانون رادع لمن يتعدي علي الشواطيء
للأسف - يشير جبلي - هناك دور غائب للدولة، وهناك تقصير من الأجهزة التنفيذية، كيف يأتي التفكير بأن الحل هو التخلص من القمامة في الوديان، فهذه الوديان أحد كنوز دهب نقوم بتسويقها كي يأتي إليها السيّاح، وحين يحدث سيول تأخذ هذه القمامة إلي البحر، وكل الوديان المجاورة تم تلويثها بالكامل.
ويتساءل :هل لا توجد ميزانية كافية، هل لا توجد معدات لهذه القمامة؟ نحن لا نجد أي مسئول علي أرض الواقع، هم فقط موجودون علي الورق.
توقف حملات التوعية
مدير ضمان الجودة بغرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية عمرو البنداري قال إنه يوجد نحو 4500 غطاس بالبحر الأحمر وجنوب سيناء، ونحن نصدر بطاقة مزاولة المهنة للمدربين والمرشدين المؤهلين، ويتم إجراء اختبارات في مجال عملهم، ولا شك أن هناك تأثيرا سلبيا علي كل الشعاب من النشاط الإنساني، سواء غطاسين أو مراكب سفاري، أو هواة، وكانت المحميات سابقا تقوم بتنظيم دورات توعية لهم، وتوقفت هذه الحملات أو الدورات لنقص العمالة بها.
مصر تحتل المرتبة الأولي من حيث الموارد الطبيعية
ويضيف أن هناك تقييما للمقاصد السياحية تقوم به منظمة السياحة العالمية، وإدارة السياحة بمؤتمر الاقتصاد العالمي «دافوس» ويستند هذا التقييم إلي عدة معايير، ومصر في 2006 كانت في المركز 87، والآن في المركز 58 بفضل شبكة المطارات الجديدة والطرق، برغم أن مصر تحتل المرتبة الأولي من حيث الموارد الطبيعية، حيث توجد كل المقاصد السياحية في مصر من آثار وجبال وبحر وشعاب وغيرها، ولا تفتقد سوي التزحلق علي الجليد، ولدينا بين 70% إلي 80 % من السياح يزورون مصر يكون مقصدهم البحر الأحمر وجنوب سيناء.


دور كبير لوزارة البيئة فى الحفاظ على الشعاب
دكتور طارق تمراز مستشار وزير البيئة للمحميات أشار إلي أن التنمية غير المستدامة هي التي يكون لها تأثير علي البيئة عموما، كإنشاء فنادق وغرف فندقية بعدد كبير دون الاعتماد علي دراسة الطاقة الاستيعابية للشعاب المرجانية، ذلك لأن هذه الشعاب هي نظام بيئي يعيش في تناسق وتناغم معين في ظل وجود جودة مياه محددة، وإذا تغيرت هذه الجودة زادت نسبة العكار من خلال إنشاء محطات بالقرب منها أو تقليل مستمر في المياه، أو حفر أو غيرها، وبالتالي هذه الرسوبيات الناتجة تؤثر علي جودة المياه، مما يؤثر في الظروف المواتية لنمو الشعاب المرجانية، هذا التأثير قد يكون مؤقتا وقد يكون دائما، كل ذلك بحسب فترة التعرض المؤثر عليها.
ويضيف أن التأثير غير المباشر والمقصود به التغيرات المناخية تحديدا، فإن دراسات حديثة ذهبت إلي أن الشعاب المرجانية الموجودة في مصر هي من أقل الأماكن الموجودة تأثرا بالتغيرات المناخية،
وتقوم وزارة البيئة بدور كبير في الحفاظ علي الشعاب المرجانية، ووضع القواعد المنظمة لكل الأنشطة المتعلقة بالتعامل مع الشعاب المرجانية، بدءا من منع الصيد بالهربون أو الصيد الجائر، بحيث يكون الصيد بطرق مستدامة، واستخدام شبكات ذات عين محددة حتي تسمح للزريعة بأن تتم دورة الحياة وتتوالد من جديد، وصيد أسماك معينة ومحددة.
وعن منطقة البلو هول فهناك بالفعل مشروع لتطوير هذه المنطقة، حيث سيتم إنشاء مشايات، واحدة للمصطافين الراغبين في نزول المياه، والأخري تسمح بخروجهم، بحيث يتم تقليل الضغط والمشي علي الشعاب المرجانية.
وأضاف أننا شكلنا لجنة لتحديد مناطق للغواصين الهواة بممارسة نشاطهم في مناطق الشعاب المرجانية التى تكون بها ضعيفة، ليست قاعا عميقة تتسم بمناطق رملية أكثر، ويمنع عنهم تماما نزول الأماكن ذات الحساسية العالية، بينما المحترفون سيكون لهم اشتراطات أيضا بالتنسيق مع غرفة سياحة الغوص، أهمها الأعداد، وعدم ارتكاب مخالفات، ويتم سحب بطاقته إذا خالف ذلك.
ويعترف هناك تأثير بالطبع لكن لم يصل إلي درجة التدمير الكامل الذى نعجز عن عودته مرة أخري، لأن هذا منتج سياحي يتعرض لاستخدام بشري فيحدث له تأثير ما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.