* مقاول شهير بنى أيام الملك فاروق عمارة مطلة على قصر عابدين فلم يسمح له سوى بتسكين الدور الأول * * فى عهد السادات .. أطفال الحى يذهبون إلى القصر ب «المايوه» للسباحة فى «البيسين الملكى» ثم يمضون الوقت فى غرفة الموسيقى
لا يبارحنى ذلك الفضول كلما مررت فى الشوارع الملاصقة لقصر عابدين. تتعلق أنظارى بشرفات ونوافذ بيوتها ذات الطرز المعمارية المميزة. رغبة ملحة تجتاحنى للصعود إلى ساكنيها وطرق أبوابهم، فحتما لديهم الكثير مما يستحق الحكى، فقد كانوا شهودا على أحداث جسام فى تاريخ الوطن، بل كانوا فى «قلب الحدث» بحكم جيرتهم لمقر السلطة. يهدأ حماسى قليلا بعد أن أتبين أن من أبحث عنهم ربما لا يكونون بالأعلى الآن كما صور لى خيالى، بل على الأغلب أبناؤهم أو أحفادهم. . فليكن؟! فمن المؤكد أن الآباء نقلوا شيئا من ذكرياتهم للأبناء، وربما يكون لدى الأخيرين قسط ولو ضئيلا من حكايات كانوا شهودا عليها فى طفولتهم أو فى مقتبل شبابهم. ........................................... على ناصية شارع محمد مجدى - القاضى سابقا- وأمام العمارة البديعة التى سكنت فيها فاطمة كمال شاكر التى عرفت فيما بعد بالفنانة شادية، جلسنا على بعد أمتار من سور القصر الشمالى، نسترجع ذكريات 75 عاما هى عمر العميد طيار عبد الوهاب عباس، قضاها فى عابدين، ولم يبتعد عنها إلا لظروف عمله العسكرى. بصعوبة شديدة بدأ يسترجع مشهد الملك فاروق يجلس فى الصباح الباكر تحت إحدى البرجولات مرتديا شورتا وفانلة بيضاء اللون، ويتذكر وهو طفل عمره سبع سنوات، كانت المظاهرات تنشط ضد حكمه، لكن ما علق بذاكرته هو أحداث زواج الملك بناريمان، فقد تم تغيير الحرس كله بآخر جديد، كما يذكر «الحنطور» الذى تم تجهيزه ليوم الزفاف. كل تلك المشاهد كان يطل عليها مع أصحابه من أعلى مئذنة جامع «الطباخ» والذى كان يعرف باسم «الجميزة». سعاد تمارس أعمالها المنزلية فى شرفتها المطلة على القصر مباشرة فى أيام كثيرة كان سكان الحى يستيقظون على صوت المارشات العسكرية فى باحة القصر، كما كانت تلك الباحة تضم الموائد العامرة فى رمضان المتاحة للشعب، واستمر هذا الطقس بعد ثورة يوليو بسنوات. لا يتذكر الكابتن عبد الوهاب أن سكان الحى قد تضرروا من وجودهم بجوار القصر، تحديدا فيما يتعلق بالإجراءات الامنية، فالحركة دائما طبيعية حتى عندما يتم استقبال ضيوف فى القصر، وكان مشهد الجنود المدججين بالاسلحة بمحيط سور القصر مألوفا وعاديا، لكنه يؤكد أن السادات أعاد للقصر قيمته ومكانته وبهاءه بعد أن أهمله عبد الناصر واتخذ من قصر القبة مقرا للحكم. لم يكن الكابتن الذى يعد من أبطال أكتوبر سعيدا وهو يسترجع ذكرياته تلك؛ كأنما قلبنا عليه مواجع كثيرة، فحال الحى لم يعد يسر ساكنيه القدامى. يقول عبد الوهاب: «أشعر فى الغربة فى الحى الذى ولدت وعشت فيه بعد أن غزت محال الاجهزة الكهربائية كل شوارعه، والتى يتاجر فيها الوافدون الى القاهرة من المحافظات وتحديدا من سوهاج. صياح ومشاجرات بألفاظ بذيئة لم يعتدها أهل الحى الهادئ. يتابع: «كان الأمر يقتصر على محال البقالة أو الموبيليا والجواهرجية، لكن تلك الاخيرة تغير نشاطها الآن، أشهرها سوبر ماركت «القصر» الذى كان فى الأصل محل جواهرجى يهودى. كان الحى راقيا يضاهى جاردن سيتى والزمالك فى جماله وهدوئه، وكانت تسكنه جنسيات مختلفة من أرمن ويونان وطليان، هم امتداد لمن كان يعمل فى قصر عابدين فى مهن مختلفة، و لهذا كله؛ كان وجهة لمن يريد سكنا راقيا، فسكنه الكثير من المشاهير مثل الكاتب محمد حسنين هيكل، و الفنانين عمر الحريرى وكاريمان ومحمد القصبجى وسناء جميل ولبلبة وفيروز و محمد صبحى، والموسيقار محمد حسن الشجاعى، واللاعب حنفى بسطان، وغيرهم كثيرون». .. وفى جلسة دردشة تجمع جيران الحى العريق معالم اندثرت فى مقهى بشارع عبد السلام عارف، حكى لنا المهندس الليثى حسن عن عابدين كأنها قطعة منه، فهو الى جانب نشأته أبا عن جد فى هذا الحى « الحى» كما يصفه، هو قارئ نهم لكل ما كتب عن تاريخه، وهدفه أن يستوثق مما حكاه الآباء والاجداد. يتحسر الليثى على تغير معالم كثيرة بالحى، منها ما لم يكن شاهدا عليه ومنها ما عاشه بنفسه. يخبرنا بحماس وكأنه يتحدث عن مملكته الخاصة، فيقول: «فيلا الشيخ مصطفى عبد الرازق - شيخ الأزهر الأسبق ووزير الاوقاف، كانت بالقرب من باب باريس فى قصر عابدين، تم هدمها ومحلها الان توجد وحدة تغذية للكهرباء، أما مدرسة عابدين الابتدائية التى التحق بها يوسف وهبى عندما أتى مع والده مهندس الرى الى القاهرة، فقد تم هدمها هى الأخرى وشيد محلها مدرسة «فريال» ليتم هدمها كذلك و محلها الآن شركة للغاز. أما قسم عابدين فكان أول قسم شرطة على أرض مصر، وكان يأتيه المتنازعون من كل مكان، لكن تم هدمه، ثم خصص مبنى له داخل القصر. الآن يقع مقره بالقرب من باب باريس. الطريف كما يقول الليثى أنه حتى الآن توجد دائرة فى عابدين باسم «إسماعيل شيرين» ابن عم الملك فؤاد الأول الذى تزوج من الأميرة فوزية أخت الملك فاروق بعد طلاقها من شاه إيران، وكان آخر وزير للحربية قبل ثورة 23 يوليو 1952. هناك أيضا منطقة تسمى حتى الآن ب «أرض شريف» وهى التى كانت تحمل فوقها سرايا شريف باشا الكبير، جد الملكة نازلى، والدة الملك فاروق. أم كلثوم كانت - كما يخبرنا الليثى بالحماس ذاته - من بين أبرز من سكن الحى العريق من المشاهير، وكان بيتها يطل على القصر من ناحية شارع الجمهورية - كما يسمى الان - فى تقاطعه مع شارع «قولة»، وظلت به حتى انتهت من بناء فيلتها فى حى الزمالك فى ثلاثينيات القرن العشرين. كانت الزمالك حينها لا تزال محلا لعشش الصيادين. سألناه عن تاريخ تلك البيوت الملاصقة للقصر وتحديدا فى منطقة ميدان عابدين أو «الجمهورية حاليا»، فأوضح أن كل تلك المنطقة حتى ميدان «الاسماعيلية» - التحرير حاليا- كانت تعرف باسم «الحكر»، فكان ممنوعا البناء عليها منعا باتا، حيث كان من المفترض ان يضع الملك فاروق نصبا للملك فؤاد، بحيث يستطيع من فى القصر مشاهدة الميدان دون أى مبان تحجب رؤيته، وكذلك الامر بالنسبة لمن يمر فى الميدان، فيتمكن من رؤية تمثال الملك فؤاد مباشرة. إلا أن هذا التمثال لم يوضع فى مكانه الفارغ حتى الان! المنزل الذى عاشت فيه أم كلثوم أمام القصر قبل انتقالها للزمالك الليثى أوضح لنا أن البنايات الموجودة حول القصر مباشرة؛ منها ما كان مخصصا لكبار موظفى القصر والتشريفة والديوان، ومعظمها مسجل ضمن العقارات ذات الطراز المعمارى المميز، أما باقى البنايات فلم تشيد إلا بعد ثورة يوليو، حتى إن هناك بناية فى شارع الشيخ ريحان بناها مقاول شهير أيام الملك فاروق اسمه محمد حمودة، مكونة من أربعة أدوار، فلم يسمح له سوى بتسكين الدور الأول فقط. العمارة موجودة حتى الآن على ناصية شارع باسم «المقاول». سألناه: أين كان إذن يسكن الخدم والحشم من سفرجية وطباخين وسائقين وغيرهم، فقال جازما: بالطبع بعيدا عن القصر تماما فى حوارى وأزقة عابدين. شرفة محافظة القاهرة موقع سكن الليثى المجاور للقصر جعله شاهدا على كثير من التغيرات التى طرأت عليه، فبعد ثورة يوليو تم تخصيص جزء من مبانيه لما عرف ب «مركز شباب عابدين»،. كان متنفسا لأطفال وشباب الحى لممارسة أنشطة رياضية وترفيهية. سألناه عن المعلومة المتداولة بشأن قيام عبد الناصر بهدم سور القصر الخارجى. انزعج الليثى بشدة من سؤالنا وقال بحسم: لم يقترب أحد من طوبة فى القصر. ويلتقط صديقه طه القاضى طرف الحديث مؤمنا على كلامه: «سور القصر لم يكن مرتفعا أصلا، لكنه كان بعرض المتر تقريبا، فكنا نقفز منه على حديقة القصر الشاسعة، وصولا الى مركز الشباب اختصارا للوقت والمسافة. مع عهد عبدالناصر، بدأ أهالى الحى يترددون على القصر بكثافة وأريحية، خاصة مع تخصيص وحدة صحية مدرسية بداخله، ومكتب للاستعلامات كما أتيحت الصلاة بداخل جامع الملك الذى سمى فيما بعد بجامع عابدين، ونقل عبد الناصر مقر الحكم الى قصر القبة. موقع الوحدة الصحية أصبح الآن مكتبا لتلقى الشكاوى الموجهة لرئاسة الجمهورية». ملحوظة نبهنا اليها الليثى وهى أن عبد الناصر لم يكن يلقى خطبه من شرفة القصر، بل وقف فيها فقط محمد نجيب، أما ناصر فكان يقابل الشعب من شرفة مبنى محافظة القاهرة حاليا، والذى كان قبل الثورة مقرا لحرس المركبات الملكية. السادات وزيارة الإثنين فى عصر السادات وبعد انتصار أكتوبر تحديدا، تغير الوضع تماما فى القصر، فعادت له هيبته وصفته الرئاسية الرسمية، حيث كان السادات حريصا على استضافة ضيوف مصر من الرؤساء والملوك به،خاصة أنه من من اكبر القصور التى تستوعب استقبال واستضافة ملكين بحاشيتهما، وبه من التجهيزات والمعدات ما يكفل ذلك. وتمت تعلية الأسوار، أما السادات فكان يزوره كنزهة لتصفية الذهن فى يوم الاثنين من كل أسبوع،وأحيانا كان يأتى إليه الموسيقار بليغ حمدى يعزف له على العود أمام حمام السباحة. والدة الليثى كانت شاهدة على هذا الطقس الأسبوعى من شرفة منزلها الكائن فى شارع الشيخ ريحان. سألنا مضيفينا عن المظاهرات التى ورد ذكرها فى كتب التاريخ، و ذكر موقعها أمام قصر عابدين. اندهش كلاهما! فذكرنا لهما ما قيل عن انتفاضة يناير 77 الشهيرة عندما هتف المحتجون على ارتفاع الاسعار أمام القصر: «قولوا للنايم فى عابدين.. فين الحق فين الدين». تعجب الليثى مجددا وقال لى نصا: «عابدين منطقة متعقمة» فلا أحد يجرؤ على دخولها أو الاقتراب من القصر بمظاهرات، وآخر حدود المظاهرات أيام الملك فاروق كانت كوبرى قصر النيل، حتى أيام ثورة يناير لم يكن هنا أى أثر لمظاهرات، رغم بعد عابدين بأمتار قليلة من ميدان التحرير. التركيبة السكانية للمنطقة تغيرت بعد زالزال 92 على وجه التحديد كما يخبرنا الليثى، وذلك بعد أن ترك كثيرون منازلهم الآيلة للسقوط وانتقلوا للمعيشة فى أحياء سكنية أخرى، وإن كانوا لم ينقطعوا تماما عن حيهم الأصلى، فلقاء الاصدقاء على المقهى المفضل طقس مقدس لا يمكن الاستغناء عنه. فى المقابل دخل الحى « أغراب» كثر. المثير للسخرية كما يقول الليثى وصديقه طه: «الآن هم من يعتبروننا أغرابا»!. نشاطات تجارية جديدة دخلت الحى كمحال النظارات والأجهزة الكهربائية ومكاتب السفر وخدمات الشحن والتفريغ، بينما لم يكن الحى سابقا به سوى المقاهى ومحال البقالة والترزية، وكان أصحاب المحال يسكنون فى نفس العمارة التى تضم محلهم. كان الكل معروفا للكل، ورغم تفاوت المستويات الاجتماعية فى الحى، إلا أن مقاهى الحى تجمع الكل، فتذوب الفوارق فى جلسات الضحك والدردشة. آخر رئيس فى القصر فى شرفة منزل عائلة الليثى المطلة مباشرة على حمام السباحة الملكى، تشعر فورا بأنك فى «منتجع سياحى». تتنهد جيهان شقيقة الليثى بعمق وهى تحاول إنعاش ذاكرتها لاسترجاع أيام الطفولة فى السبعينيات، و التى قضتها بين أروقة القصر وساحاته الشاسعة، فكم استمتعت بالسباحة فى حمام سباحة الملك،مع أقرانها من جيران الحى. تقول جيهان وعلى وجهها ابتسامة حنين للماضى وعدم تصديق لمرور كل تلك السنوات فى لمح البصر: « كنا نخرج من منازلنا بالمايوهات لنعبر شارعنا، فنكون داخل القصر ونقفز مباشرة فى «البيسين»، كما كنا نقضى وقتا ظريفا فى غرفة الموسيقى نعزف على الآلات الموسيقية المختلفة، وكانت هناك غرفة لتعلم رياضة الشيش». كانت صديقات جيهان فى سنواتهن الأولى يذهبن الى حضانة داخل القصر بحكم عمل أمهاتهن. تتابع: «بعد إغلاق القصر أمامنا منتصف السبعينيات، كنا نتابع ما يجرى بداخله من شرفتنا. كان «البسين» هو المكان المفضل لإقامة مآدب العشاء للضيوف، وكنا نختلس النظرات إليهم، وكم كان المنظر الليلى ساحرا ومبهرا بفعل الإضاءات المنعكسة على صفحة مياه البيسين، أو تلك المسلطة على الأشجار والنخيل. كان من أكثر الضيوف ترددا على القصر أفراد عائلة شاه ايران». لطالما شاهدت جيهان « الصغرى « جيهان « الكبرى» زوجة الرئيس السادات، يتحلق حولها أبناؤها، بل وتتذكر جيدا ذلك اليوم الذى صافحت فيه السادات عند مروره أمام منزلهم، وكانوا قد علموا بحضوره إلى القصر مع ضيوف أجانب، فنزل سكان المنزل الى الشارع فى استقباله، ليصافحهم فردا فردا. بابتسامة ودودة تسترجع سعاد شقيقة جيهان الكبرى أحداث ذلك اليوم عندما فوجئت فى فجر أحد الأيام بجرس الباب لتجد امامها ضابط شرطة، يخبرها أنه سيقضى معهم اليوم كاملا فى إطار تكليفه بتأمين القصر أثناء زيارة أحد الضيوف. كانت تستعد هى للذهاب الى عملها، فأيقظت شقيقها ليستقبله، وعادت من عملها ولايزال موجودا، رافضا تناول أى شيء.أشفقت عليه وأصرت أن يرتشف القليل من الشاى،فوافق بعد عناء. كانوا يغافلونه ويخرجون الى الشرفة، فكانت الكاميرات المواجهة تلتقطهم، ليحذرهم الضابط بأدب أن يمتنعوا ويلزموا أماكنهم داخل الشقة حتى لا يصاب هو بأذى. وتضحك سعاد قائلة: «الأمن لا يأتى سوى لشقتنا ويترك الشقتين المجاورتين، بحكم موقع شرفتنا التى ترى القصر مباشرة وبوضوح». هدأ الوضع كثيرا أيام مبارك، وكانت آخر مرة استقبل فيها قصر عابدين ضيفا مهما هو الرئيس الصينى منذ أكثر من عامين، ومنذ ذلك الحين، لا كاميرات ترصدهم ولا ضباط مباحث يدقون أبوابهم. بانوراما فى عمارة بأحد الشوارع المتفرعة من شارع الشيخ ريحان، يبدو المشهد من نافذة شقة الحاج وجدى فى الطابق الثانى عشر أكثر شمولا، فها هى البرجولات الملكية بزخارفها الأنيقة، حيث كانت تجلس الاميرات شقيقات الملك فاروق، وها هو جامع الملك بشموخه وفخامته التى حكى لنا عنها وجدى، كما تظهر عمارتان من العمائر البلجيكية الشهيرة وسميت كذلك لطراز عمارتها البلجيكى. قبل أن ينتقل الى شقته هذه منذ 35 عاما، كان وجدى يسكن عابدين أيضا لكن فى منطقة الصوافة. الآن هو أقرب الى القصر عن ذى قبل، وبحكم موقعه المميز، كان له حظ من زيارات ضباط المباحث هو الاخر. يحكى وجدى عن عابدين الذى يصفها ب «قلب» القاهرة، فيقول: «من هنا تستطيع ان تذهب الى أى مكان فى القاهرة سيرا على الاقدام، ومن شرفتى هنا أتمتع بمشاهدة بانوراما للقاهرة فلا حاجة لى للتنزه فى أى مكان. يكفينى أن أطل ليلا من نافذتى على قصر عابدين»! -------------------------------------- عابدين.. من يكون؟! هو اللواء عابدين بك الأرناؤوطى. قائد عسكرى ألبانى برز فى عهد محمد على باشا وكان من كبار قائدى جيشه. كان قصره يقع فى موقع القصر الحالى، اشتراه الخديو إسماعيل من أرملة عابدين بك، ثم هدمه وبنى قصرا جديدا على مساحة أرض أكبر ليصبح مقرا للحكم من عام 1872 حتى ما بعد ثورة يوليو وتحديدا عام 1954. يعد أشهر القصور التى شيدت خلال حكم أسرة محمد على لمصر، واستغرق بناؤه نحو 9 سنوات. وتوافد عليه بعد اسماعيل،الخديو توفيق، ثم الخديو عباس حلمى، ثم السلطان حسين كامل، ثم الملك فؤاد، والملك فاروق، وأخيرا الرئيس محمد نجيب.