فلسطين.. 20 شهيدًا و140 مصابًا في شمال غزة خلال الساعات الماضية    محمد الفقي يكتب: أحسنت سيادة المحافظ .. ولكن!!    حزب شعب مصر: توجيهات الرئيس بدعم الكوادر الشبابية الإعلامية يؤكد حرصه على مستقبل الإعلام    رئيس الوزراء البريطاني: السلام يجب أن يبنى مع أوكرانيا لا أن يفرض عليها    الخارجية الأردنية تدين بأشد العبارات استهداف الاحتلال لصحفيي غزة    ضياء رشوان عن مبادرة جديدة لوقف الحرب: مصر وقطر وسيطان غير محايدين.. وعلى حماس أن تحسبها جيدًا    CNN: واشنطن تزداد عزلة بين حلفائها مع اقتراب أستراليا من الاعتراف بدولة فلسطين    عاجل- إطلاق نار دموي في تكساس يسفر عن مقتل 3 والشرطة تلقي القبض على المنفذ    موعد مباراة بايرن ميونخ وجراسهوبر زيورخ الودية والقناة الناقلة    سويلم يكشف العقوبة المتوقعة على جماهير الزمالك    التحفظ على أموال وممتلكات البلوجر محمد عبدالعاطي    القبض على البلوجر ياسمين بتهمة نشر فيدوهات خادشة للحياء العام    خلاف جيرة يتحول إلى مأساة.. شاب ينهي حياة آخر طعنًا بكفر شكر    د.حماد عبدالله يكتب: إلى أصحاب الأقلام السوداء !!    برامج تدريبية وورش عمل ضمن خطة تعاون صحة الإسكندرية مع نقابة الأطباء    وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة الأداء وتحسين الخدمات الصحية    أبرزها الماء والقهوة.. مسببات حساسية لا تتوقعها    بحضور نائب محافظ سوهاج.. الزميل جمال عبد العال يحتفل بزفاف شقيقة زوجته    المحترفون الأجانب في الدوري المصري - نيجيريا الأكثر تمثيلا.. و4 قارات مختلفة    تحركات جوية وبرية إسرائيلية في ريف القنيطرة السوري    "بلومبرغ": البيت الأبيض يدرس 3 مرشحين رئيسيين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي    حقيقة رفض الأهلي عودة وسام أبو علي حال فشل انتقاله إلى كولومبوس    المصري يتعاقد مع الظهير الأيسر الفرنسي كيليان كارسنتي    طلبات جديدة من ريبيرو لإدارة الأهلي.. وتقرير يكشف الأقرب للرحيل في يناير (تفاصيل)    مصطفى شلش يكتب: التحالف التركي- الباكستاني- الليبي    المحادثات الأمريكية الروسية تدفع الذهب لخسارة جميع مكاسبه    رسميًا بعد الانخفاض الجديد. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    محكمة الأسرة ببني سويف تقضي بخلع زوجة: «شتمني أمام زملائي في عملي»    رئيس «الخدمات البيطرية»: هذه خطط السيطرة علي تكاثر كلاب الشوارع    «فلوسك مش هتضيع عليك».. خطوات استبدال أو إرجاع تذاكر القطارات    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    د. آلاء برانية تكتب: الوعى الزائف.. مخاطر الشائعات على الثقة بين الدولة والمجتمع المصري    عليك التحكم في غيرتك.. حظك اليوم برج الدلو 12 أغسطس    أصالة تتوهج بالعلمين الجديدة خلال ساعتين ونصف من الغناء المتواصل    بدأت حياتها المهنية ك«شيف».. 15 معلومة عن لارا ترامب بعد صورتها مع محمد رمضان    الآن رسميًا.. موعد فتح تقليل الاغتراب 2025 وطريقة التحويل بين الكليات والمعاهد    استبعاد مصطفى شوبير من تشكيل الأهلي أمام فاركو.. سيف زاهر يكشف مفاجأة    نجم الأهلي السابق: صفقات الزمالك الجديدة «فرز تاني».. وزيزو لا يستحق راتبه مع الأحمر    استغلي موسمه.. طريقة تصنيع عصير عنب طبيعي منعش وصحي في دقائق    «مشروب المقاهي الأكثر طلبًا».. حضري «الزبادي خلاط» في المنزل وتمتعي بمذاق منعش    انتشال سيارة سقطت بالترعة الإبراهيمية بطهطا.. وجهود للبحث عن مستقليها.. فيديو    محمد سعيد محفوظ يروى قصة تعارفه على زوجته: رسائل من البلكونة وأغاني محمد فؤاد    أحاديث السياسة على ألسنة العامة    انقلاب مقطورة محملة بالرخام أعلى الطريق الأوسطى...صور    إطلاق منظومة التقاضى عن بعد فى القضايا الجنائية بمحكمة شرق الإسكندرية.. اليوم    كيفية شراء سيارة ملاكي من مزاد علني يوم 14 أغسطس    حدث بالفن | حقيقة لقاء محمد رمضان ولارا ترامب وجورجينا توافق على الزواج من رونالدو    أخبار 24 ساعة.. 271 ألفا و980 طالبا تقدموا برغباتهم على موقع التنسيق الإلكترونى    4 تفسيرات للآية «وأما بنعمة ربك فحدث».. رمضان عبدالمعز يوضح    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    محافظ الأقصر يبحث رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية مع وفد الصحة    قيادات تعليم السويس تودّع المدير السابق بممر شرفي تكريمًا لجهوده    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ مساء غد    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    هل يشعر الموتى بالأحياء؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    التعليم تصدر بيانا مهما بشأن تعديلات المناهج من رياض الأطفال حتى ثانية إعدادي    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البحث عن قصر الرئاسة

مشكلة غريبة تسطع في سماء مصر هذه الأيام وتتلخص في تساؤل مهم‏:‏ من أي موقع أو قصر أو مكان سوف يحكم الرئيس الجديد البلاد؟‏!‏ التساؤل المثير فجرته حقيقتان: الأولي أن الشعب المصري قد تشاءم من قصر الرئاسة الحالي والذي كان فندقا قبل أن يصبح قصرا لحكم مصر.. والثانية أن إقامة رئيس الدولة في بيت بعيد عن مقر الحكم سوف يحدث شللا كاملا في مرور العاصمة عندما ينتقل بموكبه وحراسته صباحا ومساءا من منزله إلي الرئاسة.
وبذلك يصبح التساؤل المحير: هل تبقي رئاسة البلاد في موقعه بقصر العروبة, أم تنتقل إلي موقع آخر؟.. وهل ينتقل رئيس الدولة الجديد ليسكن وأسرته في قصر الحكم منعا لأزمات مرورية تصنعها تنقلاته.. أم يبقي في بيته وتصاب القاهرة بالشلل الحتمي؟!
يحدث كل هذا في وقت يرفض فيه رجال الآثار والتاريخ استخدام أي من القصور الملكية التي تحتوي علي كنوز ليس لها مثيل والتي تزمع الدولة تحويلها إلي متاحف عالمية.. ويرفضون تحويلها إلي قصر لرئاسة الجمهورية.
تنوعت مواقع حكم مصر علي مر التاريخ.. وظل حاكم البلاد ورئيسها ينتقل من مكان إلي آخر في كل عصر من عصورها.. واختلفت المواقع حسب أهواء وقدرة ومزاج الحاكم.. حتي جاء زمن أسرة محمد علي.. ولقد كانت قصور هذه الأسرة الملكية في مصر تعبيرا صادقا عن الحياة التي كان يعيشها ملوك مصر وذووهم قبل ثورة يوليو..25 ولقد شهدت هذه القصور أحداثا وحكايات غيرت من تاريخ مصر طوال فترة الحكم الملكي فيها.
وإذا كان تاريخ مصر ساحق القدم.. فإن المتاح الآن أمام الرئيس الجديد مجموعة القصور التي حكمت منها مصر منذ عصر محمد علي حتي الرئيس السابق مبارك.
وقد يكون من المقبول أن نبدأ الحديث من حيث انتهي آخر حكم في البلاد.. وهو قصر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أو ما يطلق عليه قصر العروبة.
من فندق إلي قصر للرئاسة
القصر الفاخر الذي يقع في شرق العاصمة بدأ حياته كفندق جراند أوتيل, وقامت بافتتاحه الشركة الفرنسية المالكة عام0191 وقد صممه البلجيكي أرنست جسبار حيث يضم004 حجرة و55 شقة وقاعات بالغة الفخامة وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال كانت الأضخم في عصرها.. وتم تصميم قبة للفندق ارتفاعها55 مترا وتبلغ مساحة القاعة الرئيسية985 مترا مربعا بها مرايات من الأرض حتي السقف ومدفأة من الرخام و22 عمودا إيطاليا من الرخام.. ونظرا لضخامة المبني واتساعه فقد تم تركيب سكة حديد خاصة بطول الفندق في ذلك الفندق واعتبر هذا الفندق من أفخم الفنادق التي جذبت شخصيات عالمية.. وعاصر الفندق الحربين العالميتين وتحول خلال فترات الحربين إلي مستشفي عسكري لسلطة الاحتلال الإنجليزي.
وظل القصر مهجورا بعد التأميم حتي قرر الرئيس السادات عام2791 تخصيصه لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم مصر وسوريا وليبيا.. وفي الثمانينيات تم ترميمه واعلن بعدها اعتباره المجمع الرئاسي لمصر.. ولم يكن يق يم فيه الرئيس السابق إلا في أوقات العمل الرسمية حيث كان يسكن في منزل قريب منه.
ونظرا لما كان يسببه موقع هذا القصر من زحام خلال استقبال وفود أو رؤساء.. فقد كان يفضل في السنوات الأخيرة استقبال الرؤساء الأجانب في شرم الشيخ حتي لا تتوقف حركة المرور في العاصمة.
قصر ملكي.. للصيف فقط
يحكي التاريخ القريب كيف أن أسرة محمد علي قد شيدت أعظم قصور مصر وتركت للإنصاف ثروة هائلة من القصور والبنايات التي تفخر بها مصر الآن.
وكانت البداية بناء قصر الجوهرة في القلعة في مكان يشرف علي القاهرة والصحراء وجبل المقطم ليكون مقرا لحكم محمد علي الذي تولي ولاية مصر عام5081, واتخذ القلعة مقرا لحكمه ومسكنه.
ويشغل هذا القصر الآن متحف الجوهرة وكوشة عرش الملك فاروق مع زوجته الثانية ناريمان.
ثم قام ببناء قصر آخر للحكم خلال شهور الصيف بالاسكندرية وهو قصر رأس التين الذي شهد كما يشرح د. محمود عباس أحمد أستاذ تاريخ ورئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث بداية هذه الأسرة ونهايتها حينما تم خلع الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية المالكة.. وقد أمر ببنائه محمد علي وافتتح رسميا عام7481 ومن المعروف أنه قد بني علي أراض كانت تشغلها أشجار التين مما سمي وعرف بقصر رأس التين, واستخدم مقرا للحكم عندما ينتقل الملك إلي الاسكندرية للمصيف.. وهذا القصر به ستة أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباته سبع دوائر من النحاس كتب بداخلها: العدل ميزان الأمن وحسن العدل أمن الملوك والعدل باب كل خير اعدلوا هو أقرب للتقوي ويحتوي القصر علي صالة العرش وكانت تسمي من قبل قاعة الفرمانات. وفي الدور الأرضي قاعة تسمي القاعة المستديرة حيث وقع الملك فاروق وثيقة تنازله عن العرش, وفي البدروم صالة توصل إلي مرسي الباخرة المحروسة وضريح سيدي البرقي ومسجد.. وقد شيد الملك فؤاد داخل هذا القصر قاعة فريدة مشابهة للقاعة البيزنطية الموجودة في قصر عابدين.
عابدين بك
هذا القصر العملاق هو أعظم مفاخر أسرة محمد علي بلا منازع كما يقول د. محمود عباس أحمد ومنه حكمت مصر سنوات وسنوات.. وتبدأ قصة هذا القصر الفاخر عندما توفي عابدين بك وهو أحد الضباط الأتراك وكان يملك بيتا صغيرا في مكان القصر الحالي, وقد شيده فوق مجموعة من البرك التي كانت منتشرة في تلك المنطقة بعد ردمها.. وعندما مات اشتري الخديوي اسماعيل هذا البيت بالذات من أرملة عابدين بك.. وهدمه وضم إليه أراضي واسعة من الجانبين في دائرة مساحتها42 فدانا.. ورغم موت عابدين بك وهدم بيته إلا أن اسمه ظل مسيطرا علي المكان.. فأصبح القصر باسمه وكذلك الميدان.. والحي بأكمله أصبح حي عابدين!
ويحكي التاريخ أن الخديو اسماعيل كان صاحب تركيبة خاصة صنعتها أوروبا وباريس اللتان تعلم فيهما وظل أسيرا للنمط الأوروبي حتي أنه أمر ببناء القاهرة علي النمط الأوروبي.. وحقق لمصر فترة غنية جدا بالإنشاءات الفاخرة, حتي أصبح جزء نادر من القاهرة يسمي القاهرة الخديوية, واستطاع أن يتم في عصره افتتاح قناة السويس وتشييد دار للأوبرا المصرية.. ثم قام بتشييد هذه التحفة التاريخية النادرة قصر عابدين ليكون المقر الرئيسي لحكم مصر بتكلفة565 ألفا و075 جنيها عدا الأثاث الذي تكلف2 مليون جنيه.
ويحتوي القصر الذي ربما يكون المرشح للرئاسة القادمة علي خمسمائة غرفة, ويعتبر من أغني القصور في العالم باللوحات الفنية والنقوش الجميلة.. وأهم ما فيه الصالون الأبيض وغرف مكتب الملك فاروق.. وصالون قناة السويس.. والقاعة البيزنطية.. وقاعة العرش.. وصالة للطعام.. وجناح الحرملك.. وبالقصر ثلاثة متاحف كبيرة: متحف قصر عابدين( الحربي), متحف هدايا الرئيس السابق مبارك.. متحف الفضيات.
ويعتبر هذا القصر أصغر القصور مساحة إلا أنه أهمها من الوجهة الرسمية.. وفي كل غرفة أكثر من مائة تحفة لها خاصة السحر والجاذبية.. والأرض من المرمر المزخرف المنقوش.. وبه رسومات بديعة.. وكل من الرسومات يدل علي معني أو حكاية أو قصة غرامية.. أما السقف فهو منقوش هندسيا بكل دقة ومهارة واللون السائد هو اللون الأحمر الملكي.. فنجده في السجاد والمشايات.. وعند الصعود للدور الأول تجد صالونات أعظمها صالون قناة السويس.. وكذلك نجد حجرة البلياردو التي أهدتها الامبراطورة أوجيني للخديو اسماعيل.. عند حضورها احتفالات افتتاح القناة.. ثم نجد غرفة مكتب الملك وصالون محمد علي وأمامه مسرح للقصر.. ثم الصالون الأبيض الذي تقام فيه حفلات الشاي.
الحرملك.. كنوز من التحف
أما الجناح الآخر في الدور الأول فهو الحرملك وكان لا يسمح بدخوله إلا للأمناء الخصوصيين( الأغدات والكفولات والوصيفات) وهو مفروش ومزخرف بأعظم التحف والتماثيل والسجاد والساعات المحلاة بالذهب.. أما جناح الملك فاروق فكان يتكون من عدة حجرات إحداها للمكتب الخاص والأخري صالون للاستقبال والثانية للنوم.
.. وهناك حمام الملك فاروق.. وهو حمام ليس له مثيل من الروعة والفن والجمال.. ويوجد بالقصر عدة أجنحة: جناح الملكة السابقة فريدة.. والجناح البلجيكي, وقد خصص الملك فؤاد هذا الجناح لإبنه ولي العهد.. وبه حجرة نوم من أروع حجرات النوم في العالم, كما يقدر الخبراء.. ثم جناح الملكة نازلي.. وصالون إسماعيل وكان يعقد فيه الزيجات الملكية وجناح للضيوف.. وهذا الجناح يوصل إلي الخياط الإنجليزي الخاص الذي كان يتولي تصميم ملابس العائلة المالكة.
وتحكي السيرة الذاتية لقصر عابدين الفاخر أن الخديو إسماعيل الذي كان يحكم مصر من القلعة وقد كلف المهندس الفرنسي دي كوريل روسو بتصميم القصر والبدء في تنفيذه عام3681, واستغرق بناؤه عشر سنوات ليفتتح عام4781 وينتقل إليه الخديو إسماعيل وأسرته وحاشيته من القلعة التي شيدها صلاح الدين عام.1711
6 ملوك وعبد الناصر
تعاقب علي حكم مصر ستة ملوك من أسرة محمد علي هم الخديوي اسماعيل والخديو توفيق ثم الخديو عباس حلمي ثم السلطان حسين كامل ثم الملك فؤاد وكان آخرهم الملك فاروق.. حكموا مصر جميعهم من داخل قصر عابدين ثم تلاهم الرئيس محمد نجيب.. ولم يسكنه جمال عبد الناصر, وإنما زاول الحكم منه.. وكانت إقامته في بيته بمنشية البكري.. أما الرئيس السادات فقد استعمل جزءا منه لمباشرة مهامه.. إلي أن كان حكم الرئيس السابق مبارك الذي حول أجزاء منه إلي متاحف تاريخية.
ولقد ترك كل ملوك الأسرة العلوية بصمات داخل القصر.. وبالذات الملك فؤاد الذي خصص بعض قاعاته كمتحف لمقتنيات الأسرة من الأسلحة والأوسمة والنياشين.. كما أقام الملك فؤاد قاعة أسطورية داخل قصر عابدين اسمها القاعة البيزنطية وهي تحفة معمارية نادرة.
كما أضاف الملك فاروق بعض المقتنيات إلي القصر.. وأمر بإغلاق المساكن التي تطل علي القصر من جميع الجهات.
ويرتبط قصر عابدين في وجدان المصريين بأحداث أهمها زحف الجيش بقيادة( عرابي) لمطالبة الخديو اسماعيل بالاستجابة للجيش والأمة وأيضا زحف الجماهير إلي القصر لمطالبة الملك فؤاد بالافراج عن الزعيم سعد زغلول في بدايات ثورة..1919 ثم محاصرة الدبابات الانجليزية للقصر فيما عرف بأحداث4 فبراير1942 لاجبار الملك فاروق علي تعيين مصطفي النحاس رئيسا للوزراء خلال أزمة الحرب العالمية الثانية.. ويتكرر المشهد في23 يوليو52 وينتهي عصر أسرة محمد علي تماما وتتحول مصر إلي جمهورية.
واذا كان قصر عابدين هو أفخر موقع جاهز لحكم مصر الآن.. فان وجوده وسط العاصمة, وفي قلب زحام المرور والتكدس سوف يحول المنطقة في حالة استخدامه للحكم الجديد إلي مأساة مرورية ويصيب قلب القاهرة بالشلل التام.
موقع جديد في القاهرة الجديدة
الاقتراب من القصور الملكية جريمة.. والمقترح موقع جديد في القاهرة الجديدة.. الكلام هنا عن عهدة خبراء الآثار والتاريخ الذين يرون أن استخدام أحد القصور الملكية هو جريمة في حق مصر.. اذ تمثل هذه القصور كنوازا ليس لها مثيل بتصميماتها الرائعة ومحتوياتها من تحف وكنوز لاتقدر بمال ويجب أن تبقي هذه القصور بعيدة تماما عن الاستتخدامات الادارية القاتلة. وهناك طلب كانت قد تقدمت به هيئة الآثار المصرية بتحويل هذه القصور إلي متاحف عالمية أسوة بما تفعله دول مثل فرنسا.. وقدرت الهيئة رسوما مرتفعة جدا للزيارة تصل إلي500 دولار للسائح للحفاظ علي مستوي الزوار.
ويحكي التاريخ القريب أن أحدا من رجال ثورة52 لم يفكر في استخدام هذه القصور.. وظل محمد نجيب أول رئيس للجمهورية في مكتبه بمجلس قيادة الثورة.. وظل جمال عبدالناصر في بيته بمنشية البكري.. حتي الرئيس السادات عندما استخدم قصر( الطاهرة) بقيادة العمليات العسكرية خلال حرب أكتوبر رفض تماما استخدام أي حجرة في القصر.. واختار الاقامة في بدروم القصر.. واشتروا له غرفة نوم من دمياط بمبلغ1200 جنيه لاستخدامها خلال وجوده.. ومازالت مخزونة في قصر عابدين شاهدا علي احترام الرؤساء السابقين لهذه القصور الملكية.
ويري خبراء الآثار والتاريخ أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو اقامة مقر جديد لرئاسة الجمهورية يشمل مكتبا للرئيس وكل أجهزة الرئاسة, ويلحق به بيت خاص بالرئيس وعائلته للاقامة به طوال فترة ولايته.. وتقترح الآراء منطقة القاهرة الجديدة لبعدها عن وسط المدينة وأيضا لقربها من مطار القاهرة.
بل أن المنطقة مليئة بالقصور الجاهزة الآن والتي يمكن شراؤها وتحويل مجموعة متقاربة إلي مجمع رئاسي قد لايستغرق اعداده أياما قليلة.
هل يصلح قصر الطاهرة؟
اذا كان زحام القاهرة سوف يبعد الرئاسة عن قصر عابدين.. فان التفكير قد يتجه إلي مواقع في أطراف العاصمة.. ويأتي قصر( الطاهرة) بالذات أحد هذه المواقع المحتملة في موقعه في شرق القاهرة بين منطقة روكسي والقبة.. وكان قد أطلق علي هذا القصر( تحفة القصور) فهو علي صغره يعتبر من أفخم القصور في العالم.
وجاءت فكرة بناء هذاالقصر عندما ضاق قصر القبة بالملك فاروق فاستهواه هذا القصر واشتراه بمبلغ40 ألف جنيه باسم الملكة فريدة سنة1941 وكانت مساحته1300 متر فقط ثم اشتري الفيلا المجاورة وضم للموقع أراضي مجاورة حتي بلغت مساحته ثمانية أفدنة.. وعندما دب الخلاف مع الملكة فريدة استرد فاروق هذا القصر منها مقابل17 ألف فدان بمحافظة الشرقية.
ويحتوي هذا القصر العريق علي مجموعات من التحف الرائعة والتماثيل الرخامية من ابداع الفنانين الايطاليين.. علي ان القصر محدود الاتساع.. وقد لايكفي لادارات رئاسة الجمهورية.
قصر القبة وخيمة القذافي!
ويجيء قصر القبة في شرق القاهرة كواحد من أنسب القصور التي تصلح مقرا للرئيس حيث يقع القصر علي حديقة مساحتها80 فدانا تشمل مباني الحرملك والسلاملك وكل الخدمات الخاصة بالقصر ويحيط بها حديقة أخري مساحتها125 فدانا من الفواكه ليكون اجمالي المساحة205 أفدنة يمكن أن تتسع لكل نشاطات واستقبالات رئيس الجمهورية.
وهذا القصر الذي شيده إبراهيم باشا بن محمد علي سنة1863 وكان أول من سكنه الخديو توفيق ويبلغ عدد غرفه أربعمائة غرفة.. ويضم جناح نوم الملك وقاعات للطعام والمكتب الخاص بالملك أو الرئيس.. ومكتب التشريفات ويضم مجموعات هائلة من المجوهرات والتحف المرصعة بأثمن الاحجار الكريمة.. ثم الحرملك حيث جناح الملكة والأميرات والمكتبة.. وهذا القصر بالذات يضم كما يضيف رئيس لجنة الآثار برئاسة الجمهورية مجموعة من التحف النفيسة ذات القيمة المالية العالية فأغلبها من الذهب الخالص والجواهر والأحجار الكريمة النادرة, والقصر مخصص لكبار الزوار.. ومن النوادر أن معمر القذافي كان يقيم خيمته المشهورة في حديقة هذاالقصر خلال زياراته لمصر.
الكفراوي: أسرة الرئيس تبقي في بيتها
المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان السابق له رأي أن تبقي أسرة رئيس الجمهورية الجديد في بيتها القديم ولا تنتقل إلي قصر الرئاسة وان يبقي قصر الرئاسة مبني بروتوكوليا يقتصر علي الحكم ومقابلة الوزراء والضيوف الاجانب.. والقصور الملكية المغلقة الآن هي ايضا جريمة في حق مصر.. اما أن نحولها إلي متاحف أو نفتحها لرئيس الدولة سواء قصر القبة أو عابدين ولكن بقاؤها علي هذا الحال عالة علي قلب مصر بلا أي فائدة. ولايمكن في ظروف البلاد المالية انشاء قصر جديد للرئاسة.. فان المقر الحالي يصلح وكذلك أي قصر من القصور المهجورة وعلي رجال الأمن أن يختاروا الموقع والقصر الذي يحقق الأمن الكامل للرئيس وأن يكون أسهل للحركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.