«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البحث عن قصر الرئاسة

مشكلة غريبة تسطع في سماء مصر هذه الأيام وتتلخص في تساؤل مهم‏:‏ من أي موقع أو قصر أو مكان سوف يحكم الرئيس الجديد البلاد؟‏!‏ التساؤل المثير فجرته حقيقتان: الأولي أن الشعب المصري قد تشاءم من قصر الرئاسة الحالي والذي كان فندقا قبل أن يصبح قصرا لحكم مصر.. والثانية أن إقامة رئيس الدولة في بيت بعيد عن مقر الحكم سوف يحدث شللا كاملا في مرور العاصمة عندما ينتقل بموكبه وحراسته صباحا ومساءا من منزله إلي الرئاسة.
وبذلك يصبح التساؤل المحير: هل تبقي رئاسة البلاد في موقعه بقصر العروبة, أم تنتقل إلي موقع آخر؟.. وهل ينتقل رئيس الدولة الجديد ليسكن وأسرته في قصر الحكم منعا لأزمات مرورية تصنعها تنقلاته.. أم يبقي في بيته وتصاب القاهرة بالشلل الحتمي؟!
يحدث كل هذا في وقت يرفض فيه رجال الآثار والتاريخ استخدام أي من القصور الملكية التي تحتوي علي كنوز ليس لها مثيل والتي تزمع الدولة تحويلها إلي متاحف عالمية.. ويرفضون تحويلها إلي قصر لرئاسة الجمهورية.
تنوعت مواقع حكم مصر علي مر التاريخ.. وظل حاكم البلاد ورئيسها ينتقل من مكان إلي آخر في كل عصر من عصورها.. واختلفت المواقع حسب أهواء وقدرة ومزاج الحاكم.. حتي جاء زمن أسرة محمد علي.. ولقد كانت قصور هذه الأسرة الملكية في مصر تعبيرا صادقا عن الحياة التي كان يعيشها ملوك مصر وذووهم قبل ثورة يوليو..25 ولقد شهدت هذه القصور أحداثا وحكايات غيرت من تاريخ مصر طوال فترة الحكم الملكي فيها.
وإذا كان تاريخ مصر ساحق القدم.. فإن المتاح الآن أمام الرئيس الجديد مجموعة القصور التي حكمت منها مصر منذ عصر محمد علي حتي الرئيس السابق مبارك.
وقد يكون من المقبول أن نبدأ الحديث من حيث انتهي آخر حكم في البلاد.. وهو قصر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أو ما يطلق عليه قصر العروبة.
من فندق إلي قصر للرئاسة
القصر الفاخر الذي يقع في شرق العاصمة بدأ حياته كفندق جراند أوتيل, وقامت بافتتاحه الشركة الفرنسية المالكة عام0191 وقد صممه البلجيكي أرنست جسبار حيث يضم004 حجرة و55 شقة وقاعات بالغة الفخامة وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال كانت الأضخم في عصرها.. وتم تصميم قبة للفندق ارتفاعها55 مترا وتبلغ مساحة القاعة الرئيسية985 مترا مربعا بها مرايات من الأرض حتي السقف ومدفأة من الرخام و22 عمودا إيطاليا من الرخام.. ونظرا لضخامة المبني واتساعه فقد تم تركيب سكة حديد خاصة بطول الفندق في ذلك الفندق واعتبر هذا الفندق من أفخم الفنادق التي جذبت شخصيات عالمية.. وعاصر الفندق الحربين العالميتين وتحول خلال فترات الحربين إلي مستشفي عسكري لسلطة الاحتلال الإنجليزي.
وظل القصر مهجورا بعد التأميم حتي قرر الرئيس السادات عام2791 تخصيصه لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم مصر وسوريا وليبيا.. وفي الثمانينيات تم ترميمه واعلن بعدها اعتباره المجمع الرئاسي لمصر.. ولم يكن يق يم فيه الرئيس السابق إلا في أوقات العمل الرسمية حيث كان يسكن في منزل قريب منه.
ونظرا لما كان يسببه موقع هذا القصر من زحام خلال استقبال وفود أو رؤساء.. فقد كان يفضل في السنوات الأخيرة استقبال الرؤساء الأجانب في شرم الشيخ حتي لا تتوقف حركة المرور في العاصمة.
قصر ملكي.. للصيف فقط
يحكي التاريخ القريب كيف أن أسرة محمد علي قد شيدت أعظم قصور مصر وتركت للإنصاف ثروة هائلة من القصور والبنايات التي تفخر بها مصر الآن.
وكانت البداية بناء قصر الجوهرة في القلعة في مكان يشرف علي القاهرة والصحراء وجبل المقطم ليكون مقرا لحكم محمد علي الذي تولي ولاية مصر عام5081, واتخذ القلعة مقرا لحكمه ومسكنه.
ويشغل هذا القصر الآن متحف الجوهرة وكوشة عرش الملك فاروق مع زوجته الثانية ناريمان.
ثم قام ببناء قصر آخر للحكم خلال شهور الصيف بالاسكندرية وهو قصر رأس التين الذي شهد كما يشرح د. محمود عباس أحمد أستاذ تاريخ ورئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث بداية هذه الأسرة ونهايتها حينما تم خلع الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية المالكة.. وقد أمر ببنائه محمد علي وافتتح رسميا عام7481 ومن المعروف أنه قد بني علي أراض كانت تشغلها أشجار التين مما سمي وعرف بقصر رأس التين, واستخدم مقرا للحكم عندما ينتقل الملك إلي الاسكندرية للمصيف.. وهذا القصر به ستة أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباته سبع دوائر من النحاس كتب بداخلها: العدل ميزان الأمن وحسن العدل أمن الملوك والعدل باب كل خير اعدلوا هو أقرب للتقوي ويحتوي القصر علي صالة العرش وكانت تسمي من قبل قاعة الفرمانات. وفي الدور الأرضي قاعة تسمي القاعة المستديرة حيث وقع الملك فاروق وثيقة تنازله عن العرش, وفي البدروم صالة توصل إلي مرسي الباخرة المحروسة وضريح سيدي البرقي ومسجد.. وقد شيد الملك فؤاد داخل هذا القصر قاعة فريدة مشابهة للقاعة البيزنطية الموجودة في قصر عابدين.
عابدين بك
هذا القصر العملاق هو أعظم مفاخر أسرة محمد علي بلا منازع كما يقول د. محمود عباس أحمد ومنه حكمت مصر سنوات وسنوات.. وتبدأ قصة هذا القصر الفاخر عندما توفي عابدين بك وهو أحد الضباط الأتراك وكان يملك بيتا صغيرا في مكان القصر الحالي, وقد شيده فوق مجموعة من البرك التي كانت منتشرة في تلك المنطقة بعد ردمها.. وعندما مات اشتري الخديوي اسماعيل هذا البيت بالذات من أرملة عابدين بك.. وهدمه وضم إليه أراضي واسعة من الجانبين في دائرة مساحتها42 فدانا.. ورغم موت عابدين بك وهدم بيته إلا أن اسمه ظل مسيطرا علي المكان.. فأصبح القصر باسمه وكذلك الميدان.. والحي بأكمله أصبح حي عابدين!
ويحكي التاريخ أن الخديو اسماعيل كان صاحب تركيبة خاصة صنعتها أوروبا وباريس اللتان تعلم فيهما وظل أسيرا للنمط الأوروبي حتي أنه أمر ببناء القاهرة علي النمط الأوروبي.. وحقق لمصر فترة غنية جدا بالإنشاءات الفاخرة, حتي أصبح جزء نادر من القاهرة يسمي القاهرة الخديوية, واستطاع أن يتم في عصره افتتاح قناة السويس وتشييد دار للأوبرا المصرية.. ثم قام بتشييد هذه التحفة التاريخية النادرة قصر عابدين ليكون المقر الرئيسي لحكم مصر بتكلفة565 ألفا و075 جنيها عدا الأثاث الذي تكلف2 مليون جنيه.
ويحتوي القصر الذي ربما يكون المرشح للرئاسة القادمة علي خمسمائة غرفة, ويعتبر من أغني القصور في العالم باللوحات الفنية والنقوش الجميلة.. وأهم ما فيه الصالون الأبيض وغرف مكتب الملك فاروق.. وصالون قناة السويس.. والقاعة البيزنطية.. وقاعة العرش.. وصالة للطعام.. وجناح الحرملك.. وبالقصر ثلاثة متاحف كبيرة: متحف قصر عابدين( الحربي), متحف هدايا الرئيس السابق مبارك.. متحف الفضيات.
ويعتبر هذا القصر أصغر القصور مساحة إلا أنه أهمها من الوجهة الرسمية.. وفي كل غرفة أكثر من مائة تحفة لها خاصة السحر والجاذبية.. والأرض من المرمر المزخرف المنقوش.. وبه رسومات بديعة.. وكل من الرسومات يدل علي معني أو حكاية أو قصة غرامية.. أما السقف فهو منقوش هندسيا بكل دقة ومهارة واللون السائد هو اللون الأحمر الملكي.. فنجده في السجاد والمشايات.. وعند الصعود للدور الأول تجد صالونات أعظمها صالون قناة السويس.. وكذلك نجد حجرة البلياردو التي أهدتها الامبراطورة أوجيني للخديو اسماعيل.. عند حضورها احتفالات افتتاح القناة.. ثم نجد غرفة مكتب الملك وصالون محمد علي وأمامه مسرح للقصر.. ثم الصالون الأبيض الذي تقام فيه حفلات الشاي.
الحرملك.. كنوز من التحف
أما الجناح الآخر في الدور الأول فهو الحرملك وكان لا يسمح بدخوله إلا للأمناء الخصوصيين( الأغدات والكفولات والوصيفات) وهو مفروش ومزخرف بأعظم التحف والتماثيل والسجاد والساعات المحلاة بالذهب.. أما جناح الملك فاروق فكان يتكون من عدة حجرات إحداها للمكتب الخاص والأخري صالون للاستقبال والثانية للنوم.
.. وهناك حمام الملك فاروق.. وهو حمام ليس له مثيل من الروعة والفن والجمال.. ويوجد بالقصر عدة أجنحة: جناح الملكة السابقة فريدة.. والجناح البلجيكي, وقد خصص الملك فؤاد هذا الجناح لإبنه ولي العهد.. وبه حجرة نوم من أروع حجرات النوم في العالم, كما يقدر الخبراء.. ثم جناح الملكة نازلي.. وصالون إسماعيل وكان يعقد فيه الزيجات الملكية وجناح للضيوف.. وهذا الجناح يوصل إلي الخياط الإنجليزي الخاص الذي كان يتولي تصميم ملابس العائلة المالكة.
وتحكي السيرة الذاتية لقصر عابدين الفاخر أن الخديو إسماعيل الذي كان يحكم مصر من القلعة وقد كلف المهندس الفرنسي دي كوريل روسو بتصميم القصر والبدء في تنفيذه عام3681, واستغرق بناؤه عشر سنوات ليفتتح عام4781 وينتقل إليه الخديو إسماعيل وأسرته وحاشيته من القلعة التي شيدها صلاح الدين عام.1711
6 ملوك وعبد الناصر
تعاقب علي حكم مصر ستة ملوك من أسرة محمد علي هم الخديوي اسماعيل والخديو توفيق ثم الخديو عباس حلمي ثم السلطان حسين كامل ثم الملك فؤاد وكان آخرهم الملك فاروق.. حكموا مصر جميعهم من داخل قصر عابدين ثم تلاهم الرئيس محمد نجيب.. ولم يسكنه جمال عبد الناصر, وإنما زاول الحكم منه.. وكانت إقامته في بيته بمنشية البكري.. أما الرئيس السادات فقد استعمل جزءا منه لمباشرة مهامه.. إلي أن كان حكم الرئيس السابق مبارك الذي حول أجزاء منه إلي متاحف تاريخية.
ولقد ترك كل ملوك الأسرة العلوية بصمات داخل القصر.. وبالذات الملك فؤاد الذي خصص بعض قاعاته كمتحف لمقتنيات الأسرة من الأسلحة والأوسمة والنياشين.. كما أقام الملك فؤاد قاعة أسطورية داخل قصر عابدين اسمها القاعة البيزنطية وهي تحفة معمارية نادرة.
كما أضاف الملك فاروق بعض المقتنيات إلي القصر.. وأمر بإغلاق المساكن التي تطل علي القصر من جميع الجهات.
ويرتبط قصر عابدين في وجدان المصريين بأحداث أهمها زحف الجيش بقيادة( عرابي) لمطالبة الخديو اسماعيل بالاستجابة للجيش والأمة وأيضا زحف الجماهير إلي القصر لمطالبة الملك فؤاد بالافراج عن الزعيم سعد زغلول في بدايات ثورة..1919 ثم محاصرة الدبابات الانجليزية للقصر فيما عرف بأحداث4 فبراير1942 لاجبار الملك فاروق علي تعيين مصطفي النحاس رئيسا للوزراء خلال أزمة الحرب العالمية الثانية.. ويتكرر المشهد في23 يوليو52 وينتهي عصر أسرة محمد علي تماما وتتحول مصر إلي جمهورية.
واذا كان قصر عابدين هو أفخر موقع جاهز لحكم مصر الآن.. فان وجوده وسط العاصمة, وفي قلب زحام المرور والتكدس سوف يحول المنطقة في حالة استخدامه للحكم الجديد إلي مأساة مرورية ويصيب قلب القاهرة بالشلل التام.
موقع جديد في القاهرة الجديدة
الاقتراب من القصور الملكية جريمة.. والمقترح موقع جديد في القاهرة الجديدة.. الكلام هنا عن عهدة خبراء الآثار والتاريخ الذين يرون أن استخدام أحد القصور الملكية هو جريمة في حق مصر.. اذ تمثل هذه القصور كنوازا ليس لها مثيل بتصميماتها الرائعة ومحتوياتها من تحف وكنوز لاتقدر بمال ويجب أن تبقي هذه القصور بعيدة تماما عن الاستتخدامات الادارية القاتلة. وهناك طلب كانت قد تقدمت به هيئة الآثار المصرية بتحويل هذه القصور إلي متاحف عالمية أسوة بما تفعله دول مثل فرنسا.. وقدرت الهيئة رسوما مرتفعة جدا للزيارة تصل إلي500 دولار للسائح للحفاظ علي مستوي الزوار.
ويحكي التاريخ القريب أن أحدا من رجال ثورة52 لم يفكر في استخدام هذه القصور.. وظل محمد نجيب أول رئيس للجمهورية في مكتبه بمجلس قيادة الثورة.. وظل جمال عبدالناصر في بيته بمنشية البكري.. حتي الرئيس السادات عندما استخدم قصر( الطاهرة) بقيادة العمليات العسكرية خلال حرب أكتوبر رفض تماما استخدام أي حجرة في القصر.. واختار الاقامة في بدروم القصر.. واشتروا له غرفة نوم من دمياط بمبلغ1200 جنيه لاستخدامها خلال وجوده.. ومازالت مخزونة في قصر عابدين شاهدا علي احترام الرؤساء السابقين لهذه القصور الملكية.
ويري خبراء الآثار والتاريخ أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو اقامة مقر جديد لرئاسة الجمهورية يشمل مكتبا للرئيس وكل أجهزة الرئاسة, ويلحق به بيت خاص بالرئيس وعائلته للاقامة به طوال فترة ولايته.. وتقترح الآراء منطقة القاهرة الجديدة لبعدها عن وسط المدينة وأيضا لقربها من مطار القاهرة.
بل أن المنطقة مليئة بالقصور الجاهزة الآن والتي يمكن شراؤها وتحويل مجموعة متقاربة إلي مجمع رئاسي قد لايستغرق اعداده أياما قليلة.
هل يصلح قصر الطاهرة؟
اذا كان زحام القاهرة سوف يبعد الرئاسة عن قصر عابدين.. فان التفكير قد يتجه إلي مواقع في أطراف العاصمة.. ويأتي قصر( الطاهرة) بالذات أحد هذه المواقع المحتملة في موقعه في شرق القاهرة بين منطقة روكسي والقبة.. وكان قد أطلق علي هذا القصر( تحفة القصور) فهو علي صغره يعتبر من أفخم القصور في العالم.
وجاءت فكرة بناء هذاالقصر عندما ضاق قصر القبة بالملك فاروق فاستهواه هذا القصر واشتراه بمبلغ40 ألف جنيه باسم الملكة فريدة سنة1941 وكانت مساحته1300 متر فقط ثم اشتري الفيلا المجاورة وضم للموقع أراضي مجاورة حتي بلغت مساحته ثمانية أفدنة.. وعندما دب الخلاف مع الملكة فريدة استرد فاروق هذا القصر منها مقابل17 ألف فدان بمحافظة الشرقية.
ويحتوي هذا القصر العريق علي مجموعات من التحف الرائعة والتماثيل الرخامية من ابداع الفنانين الايطاليين.. علي ان القصر محدود الاتساع.. وقد لايكفي لادارات رئاسة الجمهورية.
قصر القبة وخيمة القذافي!
ويجيء قصر القبة في شرق القاهرة كواحد من أنسب القصور التي تصلح مقرا للرئيس حيث يقع القصر علي حديقة مساحتها80 فدانا تشمل مباني الحرملك والسلاملك وكل الخدمات الخاصة بالقصر ويحيط بها حديقة أخري مساحتها125 فدانا من الفواكه ليكون اجمالي المساحة205 أفدنة يمكن أن تتسع لكل نشاطات واستقبالات رئيس الجمهورية.
وهذا القصر الذي شيده إبراهيم باشا بن محمد علي سنة1863 وكان أول من سكنه الخديو توفيق ويبلغ عدد غرفه أربعمائة غرفة.. ويضم جناح نوم الملك وقاعات للطعام والمكتب الخاص بالملك أو الرئيس.. ومكتب التشريفات ويضم مجموعات هائلة من المجوهرات والتحف المرصعة بأثمن الاحجار الكريمة.. ثم الحرملك حيث جناح الملكة والأميرات والمكتبة.. وهذا القصر بالذات يضم كما يضيف رئيس لجنة الآثار برئاسة الجمهورية مجموعة من التحف النفيسة ذات القيمة المالية العالية فأغلبها من الذهب الخالص والجواهر والأحجار الكريمة النادرة, والقصر مخصص لكبار الزوار.. ومن النوادر أن معمر القذافي كان يقيم خيمته المشهورة في حديقة هذاالقصر خلال زياراته لمصر.
الكفراوي: أسرة الرئيس تبقي في بيتها
المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان السابق له رأي أن تبقي أسرة رئيس الجمهورية الجديد في بيتها القديم ولا تنتقل إلي قصر الرئاسة وان يبقي قصر الرئاسة مبني بروتوكوليا يقتصر علي الحكم ومقابلة الوزراء والضيوف الاجانب.. والقصور الملكية المغلقة الآن هي ايضا جريمة في حق مصر.. اما أن نحولها إلي متاحف أو نفتحها لرئيس الدولة سواء قصر القبة أو عابدين ولكن بقاؤها علي هذا الحال عالة علي قلب مصر بلا أي فائدة. ولايمكن في ظروف البلاد المالية انشاء قصر جديد للرئاسة.. فان المقر الحالي يصلح وكذلك أي قصر من القصور المهجورة وعلي رجال الأمن أن يختاروا الموقع والقصر الذي يحقق الأمن الكامل للرئيس وأن يكون أسهل للحركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.