حذر رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أمس من تحول الاحداث فى البصرة إلى نزاع مسلح وقال، فى كلمة خلال جلسة البرلمان الاستثنائية «يجب عزل الجانب السياسى عن الأمنى والخدمي، ونحذر من تحول الخلاف إلى جانب مسلح». ومن جانبه ، أعلن جبار الساعدى رئيس اللجنة الأمنية فى مجلس محافظة البصرة أمس فرض حظر شامل للتجول فى المحافظة، وذلك غداة اقتحام وإحراق المحتجين لمقر القنصلية الإيرانية ومقرات حزبية فى المدينة ، بعد أيام من أعمال عنف شهدتها المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط. فى الوقت الذى أفادت مصادر أمنية عراقية بأنه تم تعيين الفريق قوات خاصة الركن رشيد فليح قائد الحشد الشعبى فى محافظة الأنبار، قائدا جديدا لشرطة البصرة ، وأوضحت المصادر أن القيادة الأمنية أبقت الفريق الركن جميل الشمرى قائد العمليات العسكرية فى منصبه. ومن جهتها ،طالبت القائمتان الرئيسيتان اللتان فازتا فى الانتخابات التشريعية «سائرون»و «الفتح»، باستقالة حكومة العبادي، فى أعقاب جلسة استثنائية للبرلمان لمناقشة الأزمة القائمة فى البصرة. وقال المتحدث باسم تحالف «سائرون» الذى يتزعمه مقتدى الصدر، النائب حسن العاقولى «نطالب رئيس الوزراء والكابينة الوزارية بتقديم استقالتهم والاعتذار للشعب العراقي». ومن جهته، أعلن المتحدث باسم تحالف «الفتح» بقيادة هادى العامري، النائب أحمد الأسدى أن «التقصير والفشل الواضح فى أزمة البصرة كان بإجماع النواب، ونطالب باستقالة رئيس الوزراء والوزراء فورا». وكان البرلمان العراقى قد عقد جلسة استثنائية أمس بناء على طلب من الزعيم الشيعى مقتدى الصدر لمناقشة تداعيات الأوضاع غير المستقرة فى محافظة البصرة ومطالب المتظاهرين لحل مشاكلهم وما رافقها من اضطرابات وأعمال عنف أوقعت أكثر من 12 قتيلا و100مصاب. وذلك عقب إعلان الحكومة العراقية حالة التأهب القصوى فى بغداد، وحظر التجول فى البصرة بعد اقتحام وإحراق المحتجين مقر القنصلية الإيرانية فى البصرة، وإحراق مقرات حزبية للحشد الشعبى و«عصائب أهل الحق» ومنظمة «بدر» وحزب «الدعوة» فى المدينة، ومقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات الليلة قبل الماضية فى الاحتجاجات، التى أقيل على إثرها قائد شرطة البصرة. كما أطلقت 4 صواريخ أمس باتجاه مطار البصرة. وقال مسئول أمنى عراقى إن مهاجمين مجهولين أطلقوا 4 صواريخ كاتيوشا على المطار. ومن جهته، تعهد قائد عمليات البصرة الجديد الفريق الركن رشيد فليح أمس بإعادة الأمن فى البصرة. وفى الوقت ذاته، أعيد فتح ميناء أم قصر بالمدينة بعد مغادرة المحتجين. وفى طهران، استدعت وزارة الخارجية الايرانية السفير العراقى على خلفية الاعتداء على القنصلية الإيرانية بالبصرة وإضرام النار فيها، وأبلغته احتجاج ايران الشديد لتقاعس القوات الأمنية العراقية فى الحفاظ على المبنى. وقال بهرام قاسمى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه طلب من السفير العراقى فى اللقاء نقل احتجاج ايران الشديد الى حكومة بلاده والمبادرة سريعا للكشف عن هوية المسببين واعتقالهم ومحاكمتهم. وكانت تنسيقية مظاهرات البصرة قد أعلنت مساء أمس الأول وقف المظاهرات حتى إشعار آخر وانسحاب المحتجين من الشوارع، لتفويت الفرصة على المندسين. وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر طبية فى إقليم كردستان العراق أن قصفا استهدف مقر الحزب الديمقراطى الكردستانى الإيرانى، مما أسفر عن 9 قتلى و30جريحا.