بحثا عن أثر المكان في إبداع الأدباء في محاولة لاختراق عوالمهم الخاصة لاستكشاف مصادر إلهامهم يأتي كتاب أين كانوا يكتبون. بيوت الكتاب والأدباء في العالم, الصادر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لمؤلفته فرانسيسكا بريمولي دروليرز، وقامت بترجمته رجاء ملاح, وقدمه بالعربية شاكر نوري, والتقطت صوره إريكا لينارد, حيث يتنقل بك بين بيوت أشهر الأدباء العالميين مثل: مارجريت دوراس, وإرنست همنجواي, وفرجينيا وولف وغيرهم الكثيرين في جولة تتضمن أماكن الكتابة المفضلة لديهم وممتلكاتهم الشخصية. ولكل كاتب ذكرياته عن بيته ولماذا اختاره, فكانت مارجريت دوراس تحب بيتها بسبب احتوائه علي حديقة بها طيور وقطط وسناجب, وأعجب الروائي الايطالي جابريال دانونزيو ببيته في أثناء تحليقه بالطائرة فقرر شراءه, وأطلق الكاتب الأمريكي الشهير وليم فولكنر علي منزله اسم رووان أوك وهو نبات يحمل السعادة وفق الأساطير الاسكتلندية, أما الأديب الألماني هيرمان هيسة فمنحه بيته التأمل بعيدا عن صخب أوروبا, وعشقت الكاتبة البريطانية فرجينيا وولف بيتها ووصفته كجنة عدن وكانت تحن من خلاله لسنوات طفولتها ومراهقتها, وسواء كان البيت قصرا فخما كبيت الكاتب الإيطالي كارلو دوسي أو بيتا متواضعا كبيت المراكب للشاعر الإيرلندي ديلان توماس فإن لذاكرة المكان خصوصيتها وسحرها وقوتها, فهل ننتظر عملا مماثلا عن أماكن الإلهام لدي الكاتب والمبدع العربي, سواء كانت تلك الأماكن مقاهي أو بيوتا عاشوا فيها؟