كلنا نشعر بتزايد مصاعب الحياة وليس هناك بيت فى مصر حاليا لم تنل منه عاصفة الغلاء, التى اجتاحت كل المجالات خصوصا مع تكثيف الدولة وتسريعها لجرعة الإصلاحات الاقتصادية الحتمية, والتى لا بديل عنها سوى القبول باستمرار الانزلاق نحو الإفلاس. والحقيقة أن أعظم ما يحسب للرئيس السيسى فى سجل الشجاعة والجرأة والإقدام ليس فقط وقفته التاريخية على منصة 3 يوليو 2013 معبرا عن استجابته للملايين الذين فجروا ثورة 30 يونيو, وإنما الشجاعة الحقيقية تبدت وتجلت فى قراءة الواقع المصرى بكل أمانة وإصراره على مصارحة الناس بكل الحقائق حتى لو كانت صادمة وتنتقص مرحليا من رصيد شعبيته. لقد أدرك السيسى أن الواقع المصرى لا ينفصل عن الواقع الدولى, وأنه فى ظل قانون العرض والطلب الذى أصبح قانونا لا يملك أحدا الفكاك منه مهما بعدت المسافات, حيث ترتفع الأسعار تلقائيا فى كل مكان من العالم لمجرد ارتفاعها فى مكان ما ومن ثم يتحتم علينا مجاراة الواقع الدولى واختصار الزمن اللازم للحاقنا بهذا الواقع من خلال إجراءات تصحيح المسار الاقتصادي. ومن أرضية هذا الفهم الصحيح والدقيق للواقع المصرى وعلاقته بالواقع الدولى اتجه تفكير السيسى إلى حتمية ابتلاع الدواء المر للإصلاح الاقتصادى كخطوة أولى وضرورية تتوازى مع بدء برنامج طموح لبناء الدولة المصرية, وفق مفهوم علمى للإدارة ينتقل بها من كونها مجرد إطار قانونى يتحمل مسئولية التنظيم والتحكم فى ضبط دوران عجلة العمل والتحكم فى احتياجات ومتطلبات السوق إلى مفهوم جديد يجعل من الإدارة مركزا للقيادة القادرة على صنع واتخاذ القرارات فى اللحظة المناسبة.. وتلك فى اعتقادى أهم نصيحة وجهها السيسى للمحافظين الجدد والقدامى بعد أدائهم اليمين الدستوررية قبل أيام. خير الكلام: أفضل الناس لا يبخل إذا سئل! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله