بعض السفهاء فى قنوات الفتنة والتحريض يمسكون بمقولة عارضة قالها الرئيس السيسى ذات مرة تعبيرا عن امتعاضه من أوضاع القصور والتراخى فى أجهزة الحكومة والمؤسسات الخدمية مثل التعليم والصحة «إحنا شبه دولة» مستهدفا حث الجميع على حسن قراءة الواقع الذى لا يرضينا ومن ثم ضرورة السعى لتغيير هذا الواقع حتى تكون مصر «قد الدنيا»! وفى اعتقادى أن الرئيس أراد أن ينبه المجتمع بكامله إلى أن الدولة ليست هى الحكومة فقط وإنما هى كل مؤسسات المجتمع سواء كانت حكومية أو أهلية وسواء كانت ظاهرة على السطح ولها صوت مؤثر مثل وسائل الإعلام أو بعيدة عن الأضواء فى مراكز الأبحاث والدراسات. والحقيقة أن الرئيس كان يعبر عن فهم متقدم لمفهوم الدولة التى لم تعد فى العصر الحديث مجرد أجهزة وهيئات تتوافر بها الموارد والإمكانات وإنما أصبحت الدولة الحديثة تركيبة مجتمعية جديدة أشبه بالنسيج المتكامل الذى قد يضم خيوطا متباينة وأحيانا خيوطا متنافرة ولكنها تشكل معا ثوبا يصلح ارتداؤه صيفا أو شتاء مثلما يمكن توظيف استخدام قماشته المتميزة فى جميع الأغراض والمقاصد. والذى لم يقله الرئيس ولكن يمكن استخلاصه من ثنايا كلماته أن مصر تمر بمرحلة دقيقة تتطلب صدق احترام الجميع للنظام العام وجدية الانتظام فى دولاب العمل لأن كل الدول التى حققت درجات متقدمة من التقدم استندت إلى احترام النظام العام والانتظام فى كل دواليب العمل الحكومية والخاصة. وربما يسأل أحد والسؤال مشروع من الذى يفرض الانتظام فى أى مجتمع.. والجواب هو القدرة على صنع مزيج من احترام القانون وهيبة السلطة تحت مظلة من وعى مجتمعى حقيقى يدرك فيه الناس أن البديل لذلك هو الفوضى التى لا تحول فقط دون التقدم والنهوض وإنما هى فوضوية يمكن تحت ظلالها استباحة كل شيء واستثناء كل شيء وهو ما لا يمكن أن تتحمله مصر مجددا! خير الكلام: من ازدادت حكمته قويت بصيرته وعلت مراتبه! [email protected]@ahram.org.eg لمزيد من مقالات مرسى عطا الله