صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى على قرار بعلاج الأستاذ حسين عبدالرازق على نفقة الدولة بمستشفى المعادى للقوات المسلحة. هذا هو الخبر الذى تصدر وسائل الإعلام يوم 5 أغسطس الحالى كاشفا لنا عن إصابة كاتبنا الكبير، والسياسى اليسارى المخضرم حسين عبدالرازق بالفشل الكلوى، أحد أكثر الأمراض انتشارا بين المصريين! لقد حظيت بالتعرف على حسين عبدالرازق وزوجته الرائعة فريدة النقاش منذ عام 1972 عندما كنت أبدأ خطواتى الأولى فى عالم الكتابة الصحفية. كانا محررين فى جريدة الجمهورية، التى كانت فى ذلك الوقت تمثل اليسار فى الصحافة المصرية، ورحبا بى بشدة عام 1972 أنا وزميلى العزير عبد القادر شهيب. كانا بالنسبة لى نموذجا لافتا رائعا يجسد معنى أن يكون الزواج أعلى مراحل الحب! وكنت فى ذلك الوقت قد تأثرت كثيرا بقصة الروائى والشاعر اليسارى الفرنسى الكبير لويس أراجون وحبه الفريد والرائع لإيلسا والتى كتب فيها دواوينه (نشيد إلى إيلسا وعيون إيلسا وإيلسا ومجنون إيلسا). كانت إيلسا معشوقة أراجون ثم أصبحت زوجته. كانت فريدة وحسين بالنسبة لى هما إيلسا وأراجون، يساريين مثلهما، ومناضلين مثلهما، ولكن إيلسا وأراجون كانا يعيشان فى باريس، فى حين كانت فريدة وحسين يعيشان فى منزل بسيط فى ميت عقبة، ولكنه ملىء بالدفء والحب والوطنية. كانت اليسارية التى يعبر عنها فريدة وحسين هى الشعور الإنسانى العميق بالفقراء وبالناس العاديين، هى عواطف مفعمة بالصدق والتدفق بلا تكلف ولا تصنع. إننى لم ألتق مؤخرا بفريدة وحسين إلا نادرا ولكننى كنت ومازلت على البعد متابعا لهما، منبهرا بهما، إنهما قصة حب عظيمة أتمنى أن تطلع عليها الأجيال الجديدة، لكى تعرف أن فى حياتنا الواقعية أحيانا قصصا تفوق فى روعتها ونبلها ما يفوق كل خيال!. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب