محمد أمين المصري ولقد أهل علينا عيد الفطر المبارك بالفرحة واليسر والأمل, لنكمل نحن معشر المسلمين شعيرة من شعائر شهر رمضان المبارك بعد صيام ايامه الجليلة التي تحمل معاني عظيمة. فالعيد يكمل فرحتنا برمضان, فالمولي عز وجل وهبه لنا لنشكره علي تمام العبادة, وابتهاجا بزكاته التي تدل علي التآخي بين الاغنياء والفقراء. في العيد.. يلتقي الغني بقوته مع الفقير بضعفه علي محبة ورحمة وعدالة, محبة وهبها الله للمسلمين ليتآلفوا بينهم, ورحمة منه بالغني ليزيده من فضله ونعمه عز وجل وبالفقير ليخفف عنه معاناته وآلامه وعوزه, وعدالة ليسوي الخير بينهما. وهنا نفهم الحكمة العظيمة من هذه السنة الحميدة, فالكل يفرح ويسعد بقدوم العيد وينتظر ايامه المباركة, فمن عدل المولي علينا جميعا ان وهبنا نعمة زكاة الفطر, لننشر بها فضيلة الاحسان وليعطي الموسرون والاغنياء ضريبة بسيطة من سعة الله عليهم لاخوانهم ليتذوق المعدمون طيبات الرزق, ويتنعمون بطيباته, ولتقل الفجوة بينهم وتسعد البشرية بهذا الهبة الآلهية. وهي هبة يطبقها غيرنا علي انفسهم في جميع اوقات السنة وسبقونا اليها تأسيا بسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والعيد ليس فقط رحمة وخيرا وسعة من العيش, فهو ايضا هبة ربانية, فايامه تسامح ورحمة وتزاور, وتجديد لآواصر المحبة بين الاقارب والجيران والاسر, ونسيان الخلافات لتتصافي القلوب بعد كدر, وتتصافح بعد ضغائن, والعيد بحق يعكس معني بر الارحام والتواصل بينها, لتأكيد معني وصلة ذوي القربي. والعيد هو شكر لله علي تمام العبادة لتطمئن النفوس وتعيش سكينة ووقارا تعظيما للخالق عز وجل, وشكرا علي نعمه التي وهبنا اياها لنستبق الي فعل الخيرات لنفوز بمكرمة الصوم والتصدق والزكاة وفرحة العيد.