«الغوص في أعماق الجمال جمال».. هذا هو الشعور الذي يمكن أن يتسلل إلى قلبك عندما تخرج في رحلة غطس فى البحر الأحمر، على بعد 16 كيلومترا من ميناء سفاجا، لتشاهد لوحة جميلة من الشعاب المرجانية بها كل ألوان الحياة، لكن الحياة لا تخلو من ألم. فإلى جوار الجمال، سوف تقع عيناك على ألوان أخرى تحمل لمحات من شجن، تقترن بذكرى حلم لم يكتمل، حمله عشرات البسطاء، لكنه تبخر منهم وبهم فى عرض البحر، مخلفا وراءه عبق الذكريات، التى بقيت، وارتسمت على أطلال مركب غارق منذ 27 عاما. تشير جدرانه إلى اسمه الباهت بفعل السنوات، «سالم إكسبريس»، العبارة الغارقة عام 1991، التي تحولت إلى مزار لهواة الغطس في تلك البقعة الفريدة من مياه البحر الأحمر، المتفردة بكل أسرارها وكنوزها، وكل جمالها وشجونها. وتروى الأطلال الباقية فصول القصة المؤلمة، بسطاء كانت كل أمانيهم - قبل بدء رحلتهم- لقاء الأحبة على البر الآخر، لتتعانق فرحتهم معا بعودتهم، وتمتزج دموعهم شجنا إزاء غربة فرّقتهم، كانوا فى شوق ليهدوهم نتاج رحلتهم؛ فساتين ودراجات؛ أجهزة ومراوح وتليفزيونات، وما تبقى من عمر ضاع نصفه في الغربة، لكنه انتهى إلى الأبد، على متن سفينة غارقة، عندما رفض البحر وضع أحبابنا في عيونه على سبيل الأمانة، فرحلوا هم وبقيت الذكريات.