مياه الشرب تضيع هدرا..

يحدث أمام سوق الجملة بأكتوبر

من المتناقضات فى مصر أننا نعلم حجم الفقر المائى الذى نعانى منه و التحديات الهائلة لسد احتياجاتنا الكبيرة من المياه، ولمواجهته اتخذت الدولة قرارات حاسمة لمنع أى سلوكيات للإسراف فى استهلاك المياه وهدرها، وفرض غرامات كبيرة وعقوبات قاسية على إنهاء كل أشكال هذا الإهدار مثل غسل السيارات لأن البديل ببساطة يعنى حرمان الغير والعطش!!.
وهو ما نجده فعلا فى مناطق الجيزة المختلفة فى الهرم وفيصل والعمرانية والوراق وصفط اللبن وامبابة وغيرها التى تنقطع المياه عن سكانها لساعات طويلة ..ورغم ذلك تجد الماء مهدرا بلا حساب كأنه جدول صغير يجرى ليل نهار .. يحدث هذا فى مدينة 6 أكتوبر وتحديدا أمام بوابة الخروج من سوق الجملة.. والصورة خير دليل على حجم الماء المهدر الذى بلغ من كثرته أن نبتت عليه حشائش ونباتات صارت مرعى للخراف والأبقار، ومن يتأملها يُخيّل اليه كما لو كانت مياه الأمطار لدينا قد حولت المنطقة الى ما يشبه مناطق ال «سافانا» المعروفة !!
والكارثة أن ضياع كل هذه الكميات من مياه الشرب ليس وليد اليوم ، وإنما بدأ منذ ما يزيد على العام، كما يؤكد سيد شعبان – عامل بسوق الجملة- وأضاف أنه يحاول تحذير كل من يعرفه فى مجال عمله لكن لا أحد يهتم ، خاصة أنه يسكن فى منطقة كرداسة وبها مشكلات عديدة فى المياه رغم الحر الشديد وزادت المعاناة منذ بداية الصيف وأصبحنا لا نرى الماء طوال اليوم إلا ساعة أو اثنتين يوميا.
وينضم إليه حسين محمود - سائق – قائلا هل يتخيل أحد اهدار كل هذه الكميات من المياه النقية فى الرمال حتى جذبت المواشى والخراف للرعى على النباتات التى ظهرت حول البركة الصناعية التى تكاد تكون بحيرة.!!