رغم كل سيئات وسوءات السنوات العجاف التى عصفت بالأمة العربية تحت رايات الربيع العربى «المزعوم» وكلفت شعوب وأوطان الأمة أثمانا باهظة من الفوضى والانقسام والتشرذم والخراب فإنه يحسب لهذا الربيع المزعوم إسهامه فى إسقاط الكثير من الأقنعة الزائفة ليس فقط عن الذين يخلطون السياسة بالدين وإنما عن معظم التيارات المختلفة والأيديولوجيات المتباينة التى تلاقت وتقاربت تحت سقف واحد اسمه الرغبة فى إسقاط وتدمير الدولة الوطنية. وهنا نستطيع أن نفهم معنى ومغزى الحكمة العربية الأثيرة «جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوى من صديقي» لأن اتفاق الأهداف وتقارب الغايات بين التيارات السياسية والدينية والفكرية ذات الأيديولوجيات المتباينة والمتصارعة على طول التاريخ هو الذى أيقظ الأمة العربية من غفلتها. وسوف يكتب التاريخ أنه وبرغم ما أصاب عددا من الدول العربية من خراب ودمار ونزوح وتهجير بسبب الربيع المزعوم فإن غالبية الدول العربية وفى مقدمتها مصر وقفت بكل قوة لإفشال هذا المخطط الجهنمى ولم يكن ذلك جهد حكومات وقادة وساسة مستنيرين فقط وإنما كان بفضل نضوج الوعى لدى الشعوب العربية بما يحاك ضدها ويراد تمريره بآليات الزيف والتضليل من أجل شق الصفوف وبث الفتنة باستخدام الشعارات الجوفاء ومحاولة تسويق الأوهام. والحقيقة إن هذا المخطط الجهنمى فشل فشلا ذريعا – والحمد لله - لأن القائمين عليه أساءوا التقدير والحساب السياسى الصحيح لطبيعة الشعوب العربية ومكامن قوتها ولم يدر بخلد هؤلاء الأشرار لحظة واحدة أن الأغلبية الصامتة قادرة إذا ودعت حالة الصمت أن تكسر غرور الطامعين فى السلطة والمتاجرين بالدين مهما نجحوا فى تجنيد العشرات والمئات والآلاف من ضعاف النفوس لبناء طابور خامس ذهب معهم ومع مخططهم إلى مزبلة التاريخ!. وها نحن بعد أكثر من 7 سنوات على بدء الهجمة الشرسة التى أجهضتها مصر فى 30 يونيو 2013 بدأت تظهر تباشير استعادة سوريا سيادتها على معظم الأراضى السورية التى دنستها فصائل الإرهاب ولتستعيد دمشق سيطرتها على مقاليد الأمور من جديد!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله