كتاب فن اللامبالاة للكاتب الأمريكي الشاب مارك مانسون، يدفعنا إلى عدم الخوف من المشاعر السلبية وعدم الهروب من الواقع، والذي لابد وأن يحمل المشاعر الإيجابية والسلبية معا. ويدعونا الكاتب إلى تجنب الصراع على الأمور والمواقف والأشخاص غير المهمة، لأن إطلاق العنان للمشاعر السلبية بأن تتحكم بنا وأن تقودنا إلى الصراع يجلب لنا المزيد من المعاناة وليس العكس.. وهنا يأتي دور قدرتك على اللامبالاة، حيث يقول الكاتب: "قدرتك على اللامبالاة، تجعل منك شخص لا يقهر". وأهم نقطة يسلط الكتاب الضوء عليها هى أن تطور نفسك لتكون شخصا فعالا وناجحا في المجتمع لا يعتمد على أن تشعر بإيجابية وتحفيز فقط، ولكن بأن تدرك أن المشاعر السلبية والمعاناة جزء مهم جدا في حياة الإنسان وأن اللامبالاة ليس معناها أن تتجاهل كل الناس وأن تفعل ما تريد، ولكن أن تبالي فقط بالأشياء المهمة في حياتك ولا تعبأ بما لا تحتاجه في حياتك، سواء أشياء أو أفعال أو أشخاص يحاولون تعطيلك عن الوصول للسعادة والنجاح في حياتك. وينقلنا الكتاب إلى حقيقة مفادها أن تقبلك للأشياء السلبية في حياتك يصنع منك شخصا إيجابيا بامتياز وليس بأن تظن أنه بمقدورك أن تكون مثاليا ولا تشعر بأي مشاعر سلبية طوال الوقت. وأتفق مع الكاتب في أننا لابد أن لا نكترث بالحياة المثالية التي يريدها الآخرون لنا، والتي لا يستطيعون أنفسهم الوصول إليها. الكتاب يوضح لك أن المشاعر السلبية هى التي تساعدك على التقدم بحياتك، وأن الحياة الطبيعية للأشخاص لا تخلو من الآلام أبدا، وأن المشاكل والأوقات الصعبة وتجارب الفشل ستظهر في حياتك طوال الوقت، فمتى تختفى واحدة ستظهر الآخرى، ولكن كل ما عليك هو تحديد نوع المشاكل التى تستحق التعامل معها وتستطع معالجتها وحلها لتصل إلى السعادة والنجاح. ويركز الكتاب على أهمية عدم إهدار طاقتنا ومجهودنا ووقتنا، دون أن تكون هناك قيمة وهدف حقيقي نريد الوصول إليه، حيث يقول الكاتب: "لا توجد قيمة للمعاناة إذا تمت بدون هدف".. ولكن يحذرنا الكاتب في الوقت نفسه من عدم ربط سعادتنا بتحقيق الأهداف؛ لأن المشاكل لا تنتهي، فقد تتغير أو تطور ولكن لابد أن نتفهم أن السعادة شعور داخلي يجب أن نتعلم كيف نتحكم به.. وأرى أن ذلك ممكنا بالرضا بما يقدره الله لنا والاستعانة به دائما. واتفق مع الكاتب في أن قدرتنا على اللامبالاة بالمشاق والصعوبات من حولنا تحتاج منا الاهتمام بأشياء أكثر أهمية، ولذا يؤكد الكاتب على ضرورة وضع أولويات في حياتك، وأن لا تبالي بمن وبما يتعارض مع قيمك وأهدافك التي تريد تحقيقها في الحياة. وآخر ما يشير إليه الكاتب هو أهمية أن نذكر أنفسنا بالموت، لأن الموت يذكرنا بأن نبالي بالأشياء المهمة في حياتنا وليس بالأمور السطحية والأشخاص والمواقف العابرة بها. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبى