ليس يخالجنى أدنى شك فى أن مصر نجحت خلال السنوات الخمس الأخيرة فى أن تنفض عن جسدها جزءا كبيرا من غبار الفوضى التى صنعتها أحداث السنوات العجاف عقب أحداث 25 يناير 2011 وبالتالى نجحت فى أن تحطم أغلال التطرف والتعصب والجمود الفكرى وأن تمتلك قوة التطلع المشروع إلى المستقبل الأفضل. لقد استطاعت مصر أن تنتصر لصيحات الحرية ونداءات البناء والتنمية بعد أن أغلقت صفحات الكبت والقهر خلف أقنعة الشعارات المزيفة التى كانوا يبررون بها انتشار بقع الدماء وسيطرة دوى الانفجارات وطلقات الرصاص ودخان البارود على طول وعرض البلاد. بعد 5 سنوات من ثورة 30 يونيو لم يعد فى المشهد المصرى أى وجود لطوفان القلق الذى كان يغمر نفوس المصريين بعد أن كشفت فلول الجهل عن وجوهها الحقيقية وراحت تهدد وتتوعد بأنها قادرة على أن تحطم وأن تدمر كل شيء على أرض مصر إذا وقف أحد فى طريق مخططها للهيمنة على البلاد وتغيير هويتها على أساس تصورهم لها كتابع لدولة الخلافة الكبرى التى يحلمون بإعادة بنائها. والحقيقة إنه لو لم يصنع المصريون شيئا خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من الحفاظ على الهوية الوطنية واستعادة الأمن والاستقرار وإفشال مخطط تفكيك الدولة ومؤسساتها السيادية لكفاهم ذلك فخرا. بعد 5 سنوات لم يعد دخان البارود يملأ الشوارع ويصيب الناس بالاختناق ليل نهار، وإنما بدأ الناس يستنشقون أريج الزهور فى الحدائق والشواطيء والمتنزهات ليستمدوا قوة وطاقة يجرى تسخيرها فى مشروعات البناء والتنمية بدلا من تبديدها فى المظاهرات والاعتصامات المشئومة التى كانت عنوانا للسنوات العجاف! تلك هى معالم المشهد المصرى الآن بعد حصاد مثمر ل 5 سنوات كانت مليئة بالتحديات! خير الكلام: النجاح سلالم لا تستطيع أن ترتقيها ويدك فى جيبك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله