بين الصحة والتعليم رغم الخلاف بينهما وهو كثير تظهر أزمات مشتركة اعتقد أن مؤتمر الشباب لابد أن يتوقف عندها..إن الإهمال من الدولة كان أهم الأسباب خاصة فى الميزانية والنفقات وبقدر ما كان التعليم فى مصر متقدما بقدر ما كان الطب من أهم مظاهر التميز لدى المصريين، كانت لدينا جامعات عريقة ومستشفيات شهد العالم بكفاءتها..وكانت الزيادة السكانية من أسباب الأزمات التى تعرضت لها مصر فى الصحة والتعليم..إن علاج وتعليم 20 مليون مواطن غير 100 مليون مواطن وهذا ما يحدث الآن..وحين فتحنا أبواب الاستثمار فى الصحة والتعليم كانت الأخطاء واحدة لأن التشابه كبير بين خطايا التعليم الخاص والمستشفيات الخاصة كلاهما يسعى للربح ومزيد من المكاسب..إن أسعار العلاج فى المستشفيات الخاصة الآن تشبه كثيرا مصروفات المدارس الخاصة والجامعات أي أن الهدف هو استنزاف المواطن وليس تقديم خدمات إنسانية..ولهذا فإن قضايا الصحة فى مصر لا تقل فى خطورتها إذا لم تكن اخطر من قضايا التعليم، إن الجسد المنهك المريض يقدم عقلا مشوها ومريضا وحين يعجز الإنسان عن علاج أمراضه فهو يعجز عن استخدام عقله ولهذا فإن نظرة الحكومات السابقة للميزانيات المخصصة للصحة كانت لا تحقق أي تقدم أو تحسن فى صحة المواطن المصرى فقد تنقلنا بين أمراض وأوبئة كثيرة ما بين البلهارسيا وقد أخذت من المصريين زمنا طويلا وانتهاء بفيروس سى وأمراض السرطان وغيرها وهنا لابد من ترشيد الاستثمار فى مجالات الصحة المختلفة بجانب ما توفره ميزانية الدولة لعلاج المواطنين خاصة فى العشوائيات والمناطق الفقيرة..إن مؤتمر الشباب الذى حضره الرئيس السيسى وضع أولوية لقضايا التعليم والصحة لأنها قضايا تعثرت كثيرا وأهملناها ولم تكن يوما من أولويات الإدارة المصرية فكانت النتيجة الجهل والمرض، وكلاهما أعدى أعداء الشعوب..لابد من اهتمام الحكومة بصحة المواطن وتعليمه لأنها من أساسيات حق الإنسان فى حياة كريمة ولابد من توفير العلاج المناسب والتعليم الصحيح لغير القادرين لأن أعباء المرض وتكاليف التعليم العصرى المتقدم تقع على الحكومات ولعل هذا ما تتجه إليه الحكومة الآن حرصا على عقل المواطن الذى اقتحمه الإرهاب وصحته التى دمرتها الأمراض. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة