يمثل التعليم القاطرة الأساسية لتحقيق النهضة والتنمية الشاملة, انطلاقا من فلسفة أن الإنسان هو أداة التنمية والغاية منها، والثروة البشرية هى أهم ما تمتلكه الشعوب، وبقدر الاستثمار فى العنصر البشرى بقدر ما يكون التقدم والنهضة، وفى هذا الإطار جاء إعلان الرئيس السيسى فى ختام مؤتمر الشباب الذى عقد أخيرا بجامعة القاهرة, أن 2019 سيكون عاما للتعليم فى مصر باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة. فلسفة نظام التعليم الجديد الذى أقرته وزارة التربية والتعليم تقوم على التعامل مع العملية التعليمية كمنظومة شاملة ومتكاملة فى جوانبها العلمية والتربوية والثقافية والرياضية، ففى الجانب العلمى تستهدف بالأساس التحول من نظام التعليم القائم على الحفظ والتلقين إلى التعليم القائم على الفهم والابتكار وتنمية الملكات الإبداعية لدى الطالب, وأن تكون المقررات الدراسية بشكل متكامل وليست منفصلة ومتعارضة مع بعضها البعض، كذلك محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية التى تستنزف ميزانية الأسرة المصرية، وإزالة كل أوجه المعاناة التى كانت تتسبب فيها الثانوية العامة والانفتاح على التجارب التعليمية العالمية والاستفادة منها، حيث أكد الرئيس السيسى تخصيص 20% من المنح الدراسية خارج وداخل مصر لكوادر التعليم لمدة 10 سنوات، كذلك ربط التعليم بسوق العمل عبر الاهتمام بالتعليم الفنى من خلال إنشاء هيئة للجودة فى التعليم الفني، والاهتمام بتدريب المعلمين وتأهيلهم للنظام عبر إنشاء مركز لتدريب المعلمين طبقًا للمعايير الدولية. وفى جانبها التربوى ترتكز على زرع القيم الفاضلة لدى الطالب وترسيخها ليكون فردا صالحا فى المجتمع ومسهما فى تطوره، وفى جانبها الرياضى والثقافى وجه الرئيس بإعداد خطة شاملة لعودة الأنشطة الرياضية والثقافية بالجامعة، والسماح لطلاب المدارس بممارسة الرياضة والثقافة بمراكز الثقافة، وهو ما يسهم فى تفريخ المبدعين والرياضيين فى كل المجالات. إعلان الرئيس السيسى أن 2019 هو عام التعليم فى مصر هو بمثابة خريطة واضحة وإستراتيجية شاملة تضع التعليم فى مكانته فى منظومة النهضة الشاملة التى تشهدها البلاد فى كل المجالات. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام