رئيس جامعة جنوب الوادي يتابع المشروعات التطويرية بالمدن الجامعية    إيمان كريم: بروتوكول التعاون مع "قضايا الدولة" يعزز دعم ذوي الإعاقة    وزير الكهرباء: مشروع الربط المصري-السعودي خطوة مهمة نحو سوق عربية للكهرباء    "بحوث الصحراء" يُعزز جهود استكشاف الموارد المائية والتوسع الزراعي بتقنية جيوفيزيائية فرنسية    هيثم الهواري: قمة شرم الشيخ بداية عهد جديد للسلام الإقليمي والنمو الاقتصادي للمنطقة    السنغال تدخل لقاء حسم التأهل ل كأس العالم بدون إدوارد ميندي    سليمان: هذا هو الفارق بين مصطفى محمد وأسامة فيصل.. وهذه سياستنا مع الحراس    تعرف على طقس الكويت اليوم الثلاثاء    "الثقافة" تُحيي التراث الموسيقي العربي في أمسية أحمد نافع ببيت الغناء    تعرف على موعد حفل محمد فؤاد وصابر الرباعي وسوما    التصديري للملابس الجاهزة: هدفنا التوسع في الأسواق الأوروبية    باستثمارات 20 مليون دولار.. وزير قطاع الأعمال يتفقد التشغيل التجريبي لمصنع بلوكات الأنود    اليوم.. أولى جلسات اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب    بعد استبعاده من «مستقبل وطن».. «الحسيني» يخوض انتخابات مجلس النواب 2026 «مستقلًا»    هل يجب على أعضاء مجلس النواب المعينين في "الشيوخ" تقديم استقالاتهم؟    بورش فنية ومواهب، انطلاق مهرجان النباتات الطبية والعطرية ببني سويف    «ازرع شتلتك».. مواصلة فعاليات النسخة ال4 من مهرجان النباتات الطبية والعطرية ببني سويف    رسميا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر أكتوبر 2025 (استعلم الآن)    أبطال وصناع «هيموفيليا»: العرض يتناول فكرة الصراع الإنساني وتجربة بصرية بين الرمزية والواقعية    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    دار الإفتاء توضح حكم ارتداء الأساور للرجال.. متى يكون جائزًا ومتى يُمنع؟    استشاري تغذية يحذر: الشوفان في الأصل طعام للخيول وسعراته الحرارية أعلى من القمح    تضم 15 سريرًا جديدًا.. محافظ الجيزة يفتتح وحدة الرعاية المتوسطة والداخلي بمستشفى أكتوبر المركزي    الداخلية توقع بروتوكول تعاون مع الاتحاد المصري للكيك بوكسينج لرفع كفاءة طلاب معاهد معاوني الأمن    27 مليون دولار وحَملة إعادة إعمار.. بريطانيا تعلن دعمًا لإنقاذ غزة بعد قمة شرم الشيخ    سحب 981 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    المتحدث باسم بلدية "غزة" يطالب بفتح جسر بري وبحري وجوي لدعم القطاع    فرانكو دوناتو وأحمد شبراوي ضمن أفضل 10 رماة في العالم    «الصحة» تنظم يوما علميًا للتعريف بالأدلة الاسترشادية بمستشفى المطرية التعليمي    ارتفاع عدد الوفيات بين تلاميذ تروسيكل منفلوط ل3 أطفال    مدير منتخب مصر يكشف سبب استبعاد أحمد الشناوي عن المعسكرات    ماكرون: الأسابيع والأشهر المقبلة ستشهد هجمات إرهابية وزعزعة للاستقرار    من يريد الوطن يجب أن يصبر.. الفلسطيني المحرر أحمد التلباني: التعذيب بسجون إسرائيل أنساني ملامح أطفالي    مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكشف عن لجنة تحكيم دورته الثانية    سفير فلسطين بالقاهرة: دور مصر محورى فى وقف الحرب ومنع تهجير سكان غزة    وفد رفيع المستوى من مقاطعة جيانجشي الصينية يزور مجمع الأقصر الطبي الدولي    ثلاثية أبطال أكتوبر في قصر العيني.. بطولات تتجدد بين ميادين الحرب والطب والسلام    قمة شرم الشيخ.. الإعلام الأمريكي يبرز كلمة الرئيس السيسي وإشادة ترامب بدور مصر في السلام    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض في درجات الحرارة وفرص ضعيفة لأمطار خفيفة    عاجل|الصحة تغلق مركزًا غير مرخص للتجميل في مدينة نصر تديره منتحلة صفة طبيب    وزير الصحة يبحث مع وزيرة الصحة الألمانية تعزيز التعاون المشترك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    اليوم.. الحكم على 4 متهمين ب"خلية الحدائق"    مصرع شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع في الغردقة    أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 في أسواق الأقصر    "قمة شرم الشيخ للسلام" تتصدر اهتمامات الصحف الكويتية    الكنيسة الأسقفية تؤيد اتفاق شرم الشيخ وتثمن جهود القيادة المصرية من أجل السلام    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    بحضور وزير الزراعة السوري.. «سويلم» يفتتح الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    رئيس المجلس الأوروبي: تخصيص 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية خلال العامين المقبلين    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    توتر داخلي وعدم رضا.. حظ برج الدلو اليوم 14 أكتوبر    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كارثة تردى أوضاع التعليم يناقشها الصالون الثقافى العربى
أمة ليست فى خطر .. بشرط اصلاح أحوال المعلم أولا

صحيح ثمة نقلة فى مبنى التعليم فالمدارس والجامعات واسعة الانتشار, ولاتكاد تخول منها مدينة أو قرية أو محافظة أو إقليم فى الوطن العربى ,والملاييين من التلاميد والطلاب يتوجهون يوميا اليها ,يتلقون منها المعارف والمناهج ,غير أن المحصلة ما زالت تخاصم أشواقنا الكبرى المأمولة ,فأوضاع التعليم مصابة بالعلل والأوجاع والأمراض ,
وهى بالمناسبة معروفة ومرصودة ومشخصة ,لكنها ما زالت فى حاجة الى الطبيب المعالج الذى يمتلك ليس الخبرة فحسب ,وإنما الإرادة الحقيقية والجرأة على اختراقها وصولا الى مرحلة التعافى ,وهى بالمقاييس البشرية عملية لاتنطوى على معضلة فثمة دول –ولا أقصد المتقدمة والغنية منها - ولكن دول تواجه نفس معطيات دولنا العربية, وربما أقل فى الإمكانات ,نجحت فى توليد تجربة تعليمية ,حققت لها النقلة النوعية على الصعيد الحضارى والتنموى وتجاوزت عنق التخلف ,ومع ذلك ما زال ثمة أمل فى الخروج من حالة الوجع التعليمى سواء فى مصر أو فى المنطقة العربية ,وهو ما تجلى الخلاصات التى توصل اليها مجموعة من المفكرين والخبراء والمسئولين السابقين ,فى إطار جلسة حوارية للصالون الثقافى العربى بالقاهرة ,والتى استضافها مقر المجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان «تحديات التعليم في الوطن العربي واعداد المعلم» , القوى عليها ,غلفها دفء الأفكار والتجارب التى طرحت فيها
......................................................................
وقد افتتح المناقشات المفكر والدبلوماسى العراقى الدكتور قيس العزاوى, والذى عمل سفيرا لبلاده بالقاهرة ,بالتأكيد على أهمية التعليم والتحديات التي يمر بها الوطن العربي ,مشيرا الى أن الصالون سبق أن ناقش في جلسات عدة موضوعات تربوية وتعليمية أساسية ,منها إصلاح الكتب المدرسية التي ما زالت في دول عربية عديدة ,تحتوي على توجهات تحريضية دينية وطائفية وعنصرية, وتحث على الكراهية مما يؤدي الى تقوية الميول العنفية، كما ناقش الصالون قضية المناهج الدراسية لكونها المحور الذي تدور في فلكه عناصر العمليات التربوية والتعليمية كافة، ويعد تطوير المناهج الدراسية مهمة اساسية في العملية التربوية ,مؤكدا ضرورة إعداد مناهج دراسية عصرية جديدة تأخذ بنظر الاعتبار التقدم الحادث في المجالات التربوية ,وتدعو للتعددية الفكرية وتنوع الثقافات وتكون بعيدة عن التطرف، وفي جلسة رابعة ناقش الصالون التربية الثقافية في المدارس وكونها مفتاح الحل لكل الأزمات فلا يمكن محاربة التطرف والارهاب عسكرياً وأمنياً دون محاربته ثقافياً ويقول : نعتزم في الصالون جمع كل هذه الموضاعات مع جلسة إعداد وتهيئة المعلم لكي تخرج في كتاب جامع مشددا على أن أعداد المعلم وحسن تدريبه فمن المؤسف أن بلدانا عربية عديدة يتخرج منها البعض من الجامعات ويتوجهون للقيام بالتدريس فى المدارس دون أن يحصلوا على دورات تدريبية أو قاعدة ثقافية تؤهلهم لهذه المهمة فالتأهيل يعد الحلقة الأساسية في العملية التربوية وغيابه هو الذى أسهم فى خلق البيئة الحاضنة للدروس الخصوصية فضلا عن انتشار ظاهرة التسرب من المدارس والتى بلغت نسبتها 40 فى المائة فى المنطقة العربية ,معربا عن قناعته بأن تراجع العملية التعلمية في الوطن العربي أصبح ظاهرة لا يمكن السكوت عليها, فهي -حسب وصفه- مؤشر على انحطاط الأمم لذلك صرخ الامريكان حين تراجع التعليم لديهم وأصدروا التقرير المشهور «أمة في خطر» لافتا الى أن التردي التربوي والتعليمي وبخاصة الجامعي أصاب أفضل الأنظمة التعليمية في العراق ومصر وسوريا ومن جديد انتشرت الامية بعد أن شهدت فى حقبتى السبعينات والثمانينات أفولها ...
وطبقا للدكتور مصطفى الفقى المفكر السياسى والذى تم انتخابه رئيسا للصالون الثقافى العربى خلفا للراحل الدكتور يحيى الجمل فإن «مشكلتنا في الوطن العربي تكمن أولا وآخرا في التعليم ، فنهوض الأمم في مقدرتها على الادارة الناجحة للعملية التربوية، ومما يؤسف له أن التراخي في هذا الشان جعل التعليم في عالمنا العربي في ادنى حالات التردي، وقد باتت المدارس عبارة عن مكان لملء استمارات الامتحان وأصبح أغلبها خاليا من جوهر العملية التعليمية وممارسة الهوايات كالرسم والموسيقى وغيرها، مشددا على أن إعادة النظر بمستوى التعليم ينبغى أن تكون قضية محورية ولابد من الالتفاف حولها .
الورقة الرئيسية
وكانت الورقة الرئيسية للندوة من نصيب الدكتورة أمانى فؤاد الخبيرة التربوية والأستاذة بأكاديمية الفنون والتى ترى فيها أن أضلاع مثلث العملية التعليمية : الطالب، المدرس، المادة التعليمية بيد أن المدرس يظل هوالضلع الأهم والأكثر فاعلية لتوصيل المادة العلمية بأيسر الطرق وأكثرها جذبا للتلاميذ ، بحسبانه الوسيط الحيوي الذي يجعل الطلبة يقبلون على مادة علمية أو ينفرون منها ، كما أنه القدوة والنموذج الإنساني الذي يتفتح عليه وعي النشء وإدراكهم, أما الطالب فهو الهدف الجوهري في منتج العملية التعليمية ، و مهما تطورت الكتب والوسائط ، واستخدمت أحدث الوسائل التكنولوجية المتجددة لتوصيل المناهج الدراسية ومع ذلك يبقى المدرس وحده قادرا على تشكيل ذهن الطالب والتحكم في درجة تقبله للمواد الدراسية ، وفتح آفاقه الفكرية والوجدانية ، كما يعد بوابته المضيئة على عوالم أكثر انفتاحا، من خلال قدرته المزدوجة المتمثلة فى : فتح العوالم الجديدة في إدراك طلابه ووعيهم في شتى العلوم والمعارف أولا، و ثانيا في سعيه لخلخلة الراكد والموروث من أفكار وعادات في المجتمع، وإعادة مساءلته وفلترة تراثه ؛ حيث إن المدرس هو الحلقة النابضة الحيوية التي تتجسد سلوكا وفكرا حيويا متطورا قادرا على التأثير .
خطة عاجلة
وفى ضوء هذه الرؤية تقترح خطة ذات مستويين: أولهما عاجلة تدعو إلى مجموعة من الإجراءات في ظل تفعيل البرتوكول بين وزارة الثقافة والتعليم ، وضرورة التنسيق الفعال، أهمها :
- إعداد دورات تثقيفية للمعلم المصري الذي يقوم بعمله بالفعل في كل مراحل التعليم ، ويمكن الإعداد لذلك في المجلس الأعلى للثقافة الذي من وظيفته رسم السياسات ، وفي الجامعات المصرية بكليات التربية والآداب والتربية النوعية ورياض الأطفال ، وأكاديمية الفنون، ومراكز صنع القرار ورسم السياسات الثقافية وتدريس المناهج الفكرية والبحثية المتنوعة لهؤلاء المعلمين، وإعمال برامج التنمية البشرية المستدامة,على أن يقوم بإعداد هذه الدورات وتدريسها مجموعة منتقاة من أفضل العقول التنويرية المصرية والمهنية ، وتضم أساتذة الجامعات المشهود لهم بعنايتهم بمشروع فكري يتطلع إلى المستقبل العلمى والتكنولوجي والفني، مع مجموعة من مفكري مصر ومبدعيها في كافة الآداب والفنون التي ترتقي بالعقل البشري وتحفز بالإنسان إدراكه لنفسه وقدراته المتنوعة.
- اختيار مجموعة منتقاة من أهم عيون الكتب الثقافية المحرضة على دفع الذهن البشري إلى التفكير المتجدد، ومده بالحيوية ، لمراجعة الراكد في الأذهان والمسلم به.
- التركيز على نماذج تنويرية من علماء الدين وأصحاب الفكر مثل الإمام محمد عبده ورفاعة رافع الطهطاوي و قاسم أمين وجمال الدين الأفغاني ومصطفى عبد الرازق وطه حسين وبعث مفاهيمهم التنويرية في تجديد التفكير الديني ومواكبته للعصر ، لا لتمثلهم والاقتصار على منجزهم لكن لإبراز نماذج رجال الدين والفكر المنفتحي التوجهات العقلية والوطنية ، ولخلق الدافع لديهم في الثقة في عقولهم وحثهم على التفكير ومن ثم الثقة في قدراتهم على تكوين رؤى خاصة بهم للعالم.
- ولضمان توافر مردود من هذه الإجراءات والمجهودات تُفتح حلقات حوارية مع مثقفي مصر فيما يتعلق بتلك الأفكار، ومطالبة المدرسين بإعداد أوراق عمل خاصة تطرح رؤيتهم الشخصية وتناقش هذه الكتب والإصدارات.
- أن يتضمن برنامج التأهيل الإعلاء من قيمة الرسالة التي يؤديها المدرس، ومردودها التاريخي على كل النماذج المتألقة في سماء تاريخ النهضة المصرية قبل كبواتها المتتالية، وأثرها الإيجابي على الطالب والمجتمع كله أيضا؛ فتعود إليه ثقته في وظيفته وذاته ورسالته، ولا يعود هذا النموذج المنسحق الذي لا يشعر بقيمته في الحياة ، وتأكيد كونه القدوة الحقيقية لعيون بكر ما زالت تتلقى العالم بنضارة البدايات وخصوبتها.
القيم الجمالية والأخلاقية
- فى إطار تأكيد القيم الجمالية والأخلاقية ، ينبغى التركيز على أن المدرس هو أول مواجهة غيرية للطالب بعيدا عن أسرته، فيجب أن تتجسد فيه كثير من القيم، وأن تتجسد سلوكا.
- يتطلب هذا بالأساس ضرورة رفع مستوى معيشة المدرس، ورفع راتبه تدريجيا ليعيش في مستوى إنساني لائق، لا يضطر معه إلى امتهان كرامته في تسول الدروس الخصوصية، التي تجعله في موقف المنسحق أمام الطالب الذي يدرس له. ففي الدول التي استطاعت أن تحقق تطورا حقيقيا في التعليم مثل ألمانيا كانت رواتب مدرسي الصفوف الأولى من التعليم هي الأعلى في رواتب قطاعات الدولة كلها ,ويتطلب هذا تفعيل عقوبات صارمة تتمثل في تغريم مبالغ طائلة ، وفصل من الخدمة لو ثبت على المدرس الاشتغال بالدروس الخصوصية .
- منع النقاب تماما في زي المدرسات والاقتداء بقرار رئيس جامعة القاهرة، فالنقاب ليس فرضا، ومن أرادت أن تحتفظ به عليها أن تترك المكان لمن يمتلك مقومات أداء وظيفته، فمن شأن النقاب أن يعوق وسائل التواصل الإنساني بين الطالب ومدرسته.
البرامج التثقيفية
- ربط ترقيات المدرسين، وحصولهم على المكافآت باجتياز البرامج التثقيفية المؤهلة التي سيتم إعدادها بالتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم. كما يمكن أن ندرج تلك الاستراتيجية بقانون الخدمة المدنية الجديد بعد تطبيقه .
- بعد اجتياز هذه الدورات يمكن اختيار مجموعة من العناصر في بعثات ومنح خارجية للدراسة بالخارج في مجموعة من الدول الأوربية والأسيوية ، للاحتكاك بالثقافات الأجنبية والمعايشة مع هذه المجتمعات التي فارقت هذا المستويات من الوصاية على العقل والوجدان.
الخطة طويلة المدى
أما فيما يتعلق بالخطة طويلة المدى ,فإن ثمة استحقاقات وإجراءات أخرى لا سبيل للهروب منها أو عدم مواجهتها, وسيتطلب ذلك -كما تقول الدكتورة أمانى فؤاد - وجود وزيري ثقافة وتعليم يتحليان بشجاعة كافية تحول بينهما وبين الخوف من مواجهات دامية وصارخة لكنها حتمية ،مع ضرورة تهيئة المجتمع ذاته والرأي العام درجة تلو أخرى لبدء تنفيذ خطة ذات إصرار تتحمل التحدي وربما «التكفير «من البعض وفى مقدمتها :
-إلغاء ازدواج التعليم المصري وتعدد صوره، وتحويل التعليم الأزهري إلى تعليم مدني موحد مثله مثل المناهج المصرية لا فارق وحيد بينهما ، إن أردنا عدم تفريخ عقول تشبه القطعان التي تنساق بلا إرادة أو بصيرة فنحن نحتاج عقولا لها القدرة على التفكير والتحليل.
غياب الهوايات
من جانبها تقول الفنانة الهام شاهين التي تحرص على حضور الصالون الثقافي العربي في أغلب جلساته :إن هروب الطلبة من المدارس في الوقت الحالي يجعلنا نقف عنده ، حيث إنه في السابق عندما كان يراد معاقبة شخص يتم حرمانه من المدرسة لأنها لم تكن مكانا للتعليم المنهجي فقط بل لممارسة كافة الهوايات والفنون فقد كنا فى زماننا ندرس الرياضة والدراما ,مشيرة الى أن الطالب إذا أراد تطوير ملكاته المهنية والفنية ,فلا مكان له سوى المدرسة ليس فقط من أجل العلم بل لممارسة الهوايات الاخرى، ومن ثم من الضرورة بمكان أن نوفر له كل أنواع النشاطات وأن يكون المشرف على الدراسة ,ليس وزارة التربية والتعليم فقط وإنما يجب أن يكون هناك دورلوزارتى الشباب والثقافة ومن المفضل إشراك وزارات أخرى.. ,وتقول أنها أحبت شخصيا التمثيل والمسرح من خلال المدرسة ,كما تعلمت الموسيقى والألعاب الرياضية فيها مؤكدة أن المدارس توفر الثقافة العامة وهي أهم برامج التعليم .
وفي مداخلة مهمة لفت الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق الى أن محنة التعليم وتدهوره ظاهرة عربية عامة وهى فى حاجة الى التعامل معها من خلال التفكير بأسلوب مختلف، فالتعليم والتعلم هما فكرة فلسفية وترتبط فكرة التعلم بوجود التقنيات الحديثة التي تقلل الفجوة , مشيرا الى أن التعلم يشكل الدعامة الأولى للمشروع التنويري, أما الدعامة الثانية فهي الإعلام والثالثة هي الفنون, وفي النهاية سنصل الى أعتاب المواطنة الحقيقية ونحقق الهوية الوطنية.. فالتعلم في كل مراحله جزء أساسي من مشروع التنوير الذي نبتغيه .
إصلاح المنظومة التربوبة
ولكن محمد الخولى خبير الأمم المتحدة في الإعلام يرى أن التفكير في إصلاح التعليم لن يتأتى إلا من من خلال إصلاح المنظومة التربوية بشكل عام ، وهي عملية ذات أبعاد عدة ربما تكون زيادة رواتب المدرسين في المرحلة الحالية من أهمها، وهي ليست كافية إذ لابد من رفع مكانة المعلم أيضا وإعداده ,مشيرا الى أن الطالب الذي لا يستطيع أن يدخل الكليات المهمة بنظره يدخل كلية التربية التي يعتبرها سقط متاع، منوها الى كل الأبعاد التربوية التي ينبغي إصلاحها ومن بينها الاهتمام بتأهيل المعلم لغويا ,فقد شاع ترد في مستويات التأهيل اللغوي وأصبح المعلم والتلميذ في حالة يرثى لها . .
وينظر الدكتور حسن نافعة المفكر السياسى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الى الموضوع من منظور أشمل ,فحسب تأكيده ,فإنه لايمكن فصل المعلم عن بعض عناصر المنظومة التعليمية الأخرى : الطالب المنهج المدرسة ,غير أن المنظومة الأكثر شمولية تكمن فى إعادة النظر فى المنظومة المجتمعية الثقافية والأمنية والاجتماعية ,ومن دون حد أدنى من أجواء الحريات فى المجتمع ,لن يكون بمقدور المعلم أن يحقق نهوضه أو الارتقاء بالمنظومة التعليمية .
أمة فى كارثة
ويلفت الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق الى «أننا أصبحنا أمة فى حالة كارثة تعليمية ثقافية» والرئيس عبد الفتاح السيسى أشار مؤخرا فى أحد خطاباته, الى أن مصر تواجه حاليا خطرين هما الفساد والإرهاب وهو مالايمكن مواجهته ,إلا من خلال المنظومة التعليمية والثقافية ,بحسبان أنهما جزء من منظومة مجتمعية شاملة .
واختتم الدكتور صلاح فضل الناقد الأدبى الكبير وقائع الجلسة الحوارية ,بالإشارة الى ما يراه تفاوتا كبيرا فى مستويات التعليم على نحو يماثل التفاوت فى الطبقات الاجتماعية ,وهو ما يستوجب - كخطوة ضرورية -الإسراع بإزالة أسباب ,وتجليات هذا التفاوت أو الفوارق فى الإنظمة التعليمية الى جانب الاهتمام باللغة العربية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.