“هؤلاء الأبطال أسهموا فى تغيير حياتى وساعدونى فى التغلب على الآلام المزمنة والتى عانيتها لسنوات طويلة” بهذه الكلمات وصفت الهولندية كريستينا باكس (65 عاما) الفريق الجراحى بمعهد ناصر والذين قاموا منذ أيام بإجراء جراحة إصلاح تشوه بالعمود الفقرى للمريضة والذى حدث لها بسبب تآكل الفقرات. وسلسلة طويلة من الأخطاء من العمليات الجراحية التى أجرتها بهولندا لتتمكن كريستينا من الوقوف والمشى من جديد بصورة طبيعية بعد سنوات طويلة من الآلام والمتاعب الصحية بفقرات العمود الفقرى والأعصاب. الأهرام انفردت بهذا الحوار مع كريستينا لتقول : أعمل منذ سنوات بهولندا كناشرة للكتب والأعمال الفنية، ولقد بدأت معاناتى مع آلام العمود الفقرى فى سن الثالثة عشرة وأجريت علاجات تحفظية إلا أن الأمر ازداد سوءا مع تقدم العمر وأثر هذا الأمر على قدرتى على المشى بصورة طبيعية، مما تطلب أن أجرى جراحة بهولندا لتثبيت الفقرات القطنية ولقد اضطررت لإجراء ذات الجراحة 5 مرات أخرى على مدى سنوات عدة بسبب فشل عملية التثبيت للفقرات كما فشلت الجراحة الأخيرة وأخبرنى الجراحون فى هولندا بأن هناك خطورة كبيرة على حياتى إذا أجريت هذه الجراحة من جديد. وتكمل كريستينا: نظرا لهذه الجراحات غير الموفقة تعرضت لمتاعب صحية وتدريجيا بدأت أفقد القدرة على المشى بصورة طبيعية حيث كنت أحتاج كل فترة للجلوس أو الاستلقاء للتغلب على الألم كما سببت لى الشرائح، التى تم تركيبها بالعمود الفقرى آلاما مبرحة بالأعصاب وأثرت على قدرتى على ممارسة حياتى بصورة طبيعية وأصابتنى بالإحباط. ومع تأكيد الأطباء فى هولندا ضرورة أن أتعايش مع وضعى الصحى ورفضهم أن أجرى الجراحة من جديد لخطورتها الشديدة على حياتي، إضافة إلى التكلفة المرتفعة لإجراء الجراحة بالولايات المتحدة، بدأت قدرتى على المشى تتضاءل. ووسط حالة من الإحباط الشديد تواصلت ابنتى المقيمة بمصر مع عدد من الجراحين المصريين ودعتنى للزيارة فى يناير الماضى كى أبدأ سلسلة من الفحوصات الطبية إلى أن أجريت الجراحة منذ 3 أيام فى معهد ناصر وتمكنت أخيرا من المشى والوقوف على ساقى من جديد. وتكمل كريستينا: طوال هذه السنوات كان لدى الإيمان والعزيمة أننى سأتغلب على المرض وأنا سعيدة جدا أننى أتيت لمصر كى أقابل هؤلاء الأطباء والذين قبلوا هذا التحدى الصعب وأجروا لى الجراحة بنجاح. من ناحيته يقول د. محمد صوان أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى بطب قصر العينى إن صعوبة الجراحة التى تم إجراؤها لكريستينا هى للتشوهات التى حدثت بالعمود الفقرى وأخطاء العمليات المتتالية لذلك قمنا بتشكيل فريق جراحى هم د.إسلام أبو يوسف ود.سعيد الديب استشاريا جراحة العظام والعمود الفقرى بمعهد ناصر ود.محمد أبو السعود أستاذ مساعد جراحة الحوض بقصر العينى وعدد من الاستشاريين بتخصصات الأوعية الدموية والتخدير لإجراء الجراحة على مدى 7ساعات إلى أن تمت بنجاح. ولقد حرصنا على إجراء العملية بمعهد ناصر لتوافر الإمكانات لإجراء هذا النوع من العمليات الدقيقة مثل جهاز رصد كفاءة الأعصاب فى أثناء الجراحة وكذلك إمكانية إجراء الأشعة على الفقرات فى أثناء الجراحة. من ناحيته يقول د.إسلام أبو يوسف استشارى جراحات العمود الفقرى إن المريضة كانت تعانى تشوها فى العمود الفقرى نتج عنه ميل الجسم للأمام وصعوبة الحفاظ على التوازن أثناء الحركة وتآكل وتزحزح بالفقرات إضافة إلى متاعب بالأطراف العصبية بسبب كسر بأحد المسامير المثبتة. كل ما سبق يوضح مدى صعوبة الجراحة حيث تطلب الأمر فك المسامير وإصلاح الأخطاء الجراحية السابقة ثم تركيب مسامير من الفقرة العاشرة حتى عظم الحوض واستئصال عنقى للفقرات القطنية الملتحمة. ومن المقرر تسجيل هذه الجراحة بدراسة بحثية للخبرات الجراحية والتقنيات المستخدمة والتى أعادت للمريضة القدرة على المشى من جديد.